“الحزب” ولعنة الخلوي


خاص 17 شباط, 2024
الحزب

بين عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، وغداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام ٢٠٠٥، تحول الخلوي إلى لعنة بالنسبة إلى “الحزب”، فهو الشاهد الملك في اغتيال الرئيس الحريري، وهو العميل البارز في كشف ميدانيّي الحزب وكوادره اليوم


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

يستعير “سلاح الاستخبارات”، في العلوم العسكرية، من “سلاح الهندسة” شعاره الشهير “الخطأ الأول هو الخطأ الأخير”.
ربما هذا ما قصده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في معرض توصيفه لخطر الهاتف الخلوي، حين قال “هذا العميل، الهاتف الذي بيدك والذي بيد زوجتك ويد أولادك، هذا الهاتف هو العميل، وهو عميل قاتل، ليس عميلاً بسيطاً، هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ودقيقة ولذلك هذا يحتاج إلى جدية عالية في المواجهة. في أغلب الحالات التي تحصل هي نتيجة الهاتف”.
معظم الذين نجحت إسرائيل في اغتيالهم، كان بسبب “خطأ” تم ارتكابه عبر خلويٍّ ما، صالح العاروري حدَّد مكانه خلوي كان في يد أحد الذين كانوا في المكتب حيث اغتيل العاروري. وسام صالح لم يكن يستخدم هاتفًا خليويًا، لكن أحد أقاربه سمَّاه، عبر هاتف خلوي، فتم استهدافه، وهذا الخطأ الذي وقع فيه قريبه كان “الخطأ الأخير” فدفع وسام صالح حياته ثمن هذا الخطأ.
كشفُ مَن اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تمَّ عبر خطأ ارتكبه أحد الذين تسلَّموا “هواتف الشبكة المقفلة” التي استُخدِمَت، أثناء تنفيذ عملية الاغتيال، هذه الهواتف أقفِلَت لحظة تنفيذ عملية الاغتيال ثم جُمعت بواسطة اختصاصي إلكترونيات يعمل لحساب “حزب الله”، هو ع. م .غ.
الخطأ القاتل الذي ارتكبه غ. أنه حين تسلم الهواتف، اكتشف أنّ أحدها ما زال فيه “رصيد”، فقرر أن يستعمل “الرصيد الباقي” في الهاتف، وفي اللحظة التي استعمل فيها هاتف الشبكة المقفلة، كشفه الرائد الشهيد وسام عيد الذي لاحق الخطوط التي عملت في مسرح الجريمة في السان جورج.
وبعدما أدرك حزب الله بواسطة مخبرين له، أن لعبة الخطوط انكشفت، وجه تحذيرًا إلى الرائد وسام عيد الذي بدا أنه لا يؤخذ به، فكانت عملية اغتياله “عقابًا له” على كشفه خيوط الاغتيالات، وقد سبقت عملية اغتياله، محاولة اغتيال رئيسه المباشر هو المقدم شحادة الذي أصيب وقتل معه عدد من مرافقيه، وتم إخراج المقدم شحادة من بيروت إلى كندا للعلاج ثم للابتعاد عن لبنان.
هكذا بين عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، وغداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام ٢٠٠٥، تحول الخلوي إلى لعنة بالنسبة إلى حزب الله، فهو الشاهد الصامت أو الشاهد الملك بالنسبة إلى اغتيال الرئيس الحريري، وهو العميل البارز في كشف ميدانيّي الحزب وكوادره.
ولكن هل بالإمكان التخلي عن هذا “العميل” حيث أصبح “أوكسيجين” الحياة المسقبلية؟ يدرك حزب الله أن تبديل العسكر خلال المعركة يتسبب في خسارة مَن قرر عملية التبديل، وعليه يصعب تبديل “سلاح الخلوي” في عز المعركة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us