تساؤلات لبنانية حول توقيت الاعتراض السوري على أبراج المراقبة.. وهكذا يجب أن يكون الردّ!

لبنان 25 شباط, 2024

بعدما احتجّ النظام السوري بوقاحته المعهودة على الأبراج البريطانية الموضوعة على الحدود اللبنانية السورية، “لأنها تشكل تهديدا للأمن القومي السوري”، تعمل الجهات المعنية في لبنان على إعداد ردّ على المذكرة السورية.

وطرحت هذه المذكرة وتوقيتها علامة استفهام في الأوساط اللبنانية، وهو ما تتوقف عنده مصادر معنية بالقضية، عادة أن “القلق السوري” من هذه الأبراج التي مر أكثر من عشر سنوات على وضعها يأتي مع الطرح البريطاني الجديد بوضع أبراج مراقبة عند الحدود الجنوبية في سياق الحلول التي يتم التداول بها لإنهاء الأزمة بين لبنان وإسرائيل. وتلفت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الاعتراض السوري المستجد قد يكون سببه اعتبار دمشق أن هذه الأبراج لها وظيفة تتعدى مراقبة الحدود، ما جعلها تقدم اعتراضا عليها. مشيرة إلى أن المذكرة السورية تحدثت عن آليات تجسسيّة في منظومة الأبراج تستطيع جمع معلومات على بعد مسافة طويلة في الداخل السوري، وهو ما يمكّن بريطانيا أن تحصل عليها لترسلها إلى إسرائيل.

مع العلم، أن الطرح البريطاني الأخير الذي كان قد قدمه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته المسؤولين اللبنانيين كان قد لاقى رفضا لبنانيا، وفق ما أشارت إليه المعلومات.

وبانتظار ما سيكون عليه الرد اللبناني، تشير مصادر مطلعة لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الردّ سيتضمن توضيحا لوظيفة الأبراج التي تعمل منذ أكثر من عشر سنوات على الحدود بين لبنان وسوريا، وتؤكد أن عدد هذه المراكز التي تعمل فيها الأبراج على الحدود اللبنانية السورية لا يزيد على 38 مركزا عسكريا، وهي تعمل بإدارة الجيش اللبناني وغير موصولة بأي طريقة مع أي سفارة أجنبية، مع تشديدها على أن هذه المراكز ساهمت منذ عام 2013 بمراقبة الحدود والحد من التهريب بشكل كبير.

بدوره، يعبر وزير الداخلية السابق مروان شربل عن استغرابه من الاعتراض السوري اليوم، مشيرا لـ”الشرق الأوسط” إلى أن “القول إنها تهدد الأمن القومي فيه مبالغة، ولو كان كذلك فلماذا لم يتم الاعتراض عليها سابقا؟”، سائلا: هل ما حصل في سوريا كان سببه هذه الأبراج؟ ويؤكد في الوقت عينه أن إدارة هذه الأبراج تقتصر على الجيش اللبناني بعيدا عن أي تدخّل بريطاني، مذكرا بأنها “وضعت أساسا بدعم خارجي لمراقبة حركة الإرهابيين الذين كانوا يتسللون إلى لبنان ومن ثم حركة تهريب البضائع والأشخاص من وإلى سوريا”، عادا أن حل القضية يجب أن يكون بالتنسيق بين الجيشين السوري واللبناني.

من جهته، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص عبر منصة “اكس”: “الردّ الأنسب على المذكرة السورية: المزيد من أبراج المراقبة، والمزيد من التشدد في مراقبة الحدود، والمزيد من ممارسة السيادة المتأخرة. هكذا يجب ان يردّ لبنان على الإهانة المتمادية”.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us