إسرائيل تتراجع عن تصعيدها: “لا نريد حرباً مع لبنان”!

بدا لافتاً الموقف الأخير لعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، والذي حمل نوعاً من “التهدئة”، بعد أشهر من التلويح بشنّ حرب واسعة.
وكانت قد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان، معتبراً أن تزويد واشنطن لإسرائيل بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد.
كما أكد لسوليفان إصرار إسرائيل على استكمال العملية العسكرية في غزة.
تهديدات سابقة واستطلاع رأي يؤيد الحرب
هذا الموقف يأتي بعد تصريح سابق أكّد فيه غانتس أنّ “القتال ضدّ الحزب في لبنان لن يتوقف حتى يتمكّن سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم”، مضيفاً: “نحنُ نستعدُّ أيضًا ليوم صدور الأمر الذي سيتعيّن علينا فيه توسيع العمليات ضدّ الحزب في لبنان”.
في السياق نفسه، سبق أن ذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي أنه من المتوقع أن يأتي الرد على صواريخ حزب الله في عمق لبنان، خلال الساعات المقبلة، ولاسيما بيروت.
ويسجّل لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، تصريح سابق جاء فيه أن “طائرات سلاح الجو التي تحلق الآن في سماء لبنان، تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة”، مؤكداً أننا “سنصعد ضد حزب الله بمستوى عُشر ما نستطيعه”.
وفي تصريح ثانٍ قال غالانت: “حزب الله مستعد كما يبدو لدفع نفس الثمن الباهظ من عدد القتلى الذي دفعته حركة حماس”.
وعلى الموجة نفسها، أثارت تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، حول نفاد الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان، مخاوف كبيرة من احتمالية توسع الاشتباكات الحدودية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى مواجهة شاملة وحرب مدمرة بين الطرفين، إذ قال كاتس لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن “إسرائيل ستتحرك عسكريا لإعادة المواطنين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم إلى منطقتها الحدودية الشمالية في حال عدم التوصل لحل دبلوماسي لوضع حد للعنف؟”.
وليس بعيداً عمّا سبق، يأتي تهديد المتحدث باسن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي والذي جاء فيه أنّ “الحزب الله يدفع ثمنا باهظا على هجماته بالعتاد والأرواح”.
وتعهد ليفي بأن يعود سكان شمال إسرائيل حتماً إلى منازلهم بالجهود الدبلوماسية أو باللجوء للخيار العسكري.
لغة الحرب هذه، هي الأقرب للشارع الإسرائيلي وفق استطلاع رأي نشر مؤخراً، وكانت نتيجته تأييد غالبية الإسرائيليين لاستمرار الهجمات على حزب الله، رغم التهدئة المرتقبة في قطاع غزة.
ونشرت صحيفة معاريف الاستطلاع موضحة، أن 67% من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل الاستمرار في مهاجمة حزب الله حتى إبعاده عن الحدود، في حين يرى 17% وجوب وقف التصعيد و16% لم يحددوا إجابة معينة.