من الإبن الضال إلى الصهر الضال


خاص 20 آذار, 2024

قبل أن يجيب المسيحيون على دعوة الصهر الضال، وريث الإبن الضال، عليهم أن لا ينسوا أنّ العائد من باريس ركب موجة الممانعة وغطى الاغتيالات وراهن على الانقلاب المسلح في 7 أيار وعطل تشكيل الحكومات، وبعد كل ذلك، ها هو يتباكى على حقوق المسيحيين ويطلب اللجوء إلى بكركي كي يمسح ما علق على ثوبه من بقع سوداء بجبة بطريركها


كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

لمرة جديدة ولن تكون الأخيرة، يعود الإبن الضال طالباً المصالحة من دون الغفران. هي عودة من بات يتقن فن الشقلبة على البطن والظهر، والانقلاب على مسار زرع في ذهن الرأي العام، أنه مسار ثابت، فإذا به يلهث وراء أجندته الشخصية، ويلبسها في كل مرة ثوباً من المبادئ والشعارات، مرفقة بالوعود البراقة، ثم دائماً ما كانت تأتي الخيبات، على صهوة الانتصارات المزيفة.
قبل أن تجيب بكركي على دعوة التيار العوني لجمع المسيحيين، وقبل أن تدلي القوى المعنية بموقفها، يستحضر تاريخ الإبن الضال محطات، لا يرتبط استحضارها بنبش القبور، بل بأخذ العبرة لمن يريد أن يعتبر.
من ليلة الكونياك الشهيرة في قصر بعبدا، في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، التي وعد فيها الإبن الضال بعدم الاصطدام داخل المنطقة الوحيدة الخالية من الوجود السوري، إلى ثلاثة حروب مجنونة، قضت على آخر مقومات البقاء، سجل حافل بالقرارات “الموزونة”، وبنمط قيادة “متجرد”، غلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فكان الإبن الضال، الأول في تاريخ المسيحيين،الذي يقول أنا الرئاسة، ولا رئاسة إذا لم أصل أنا.
لم يفكر كميل شمعون ولا بيار الجميل ولا ريمون إده، وهم كانوا الأبرز في الجدارة لتولي الرئاسة، ولو للحظة، بأن يعطلوا جلسة انتخاب الرئيس، ويسقطوا الرئاسة في الفراغ، أما الإبن الضال، فقد فعلها دون أن يرف له جفن، واستعان بعضلات حزب الله والنظام السوري، حتى وصل الى بعبدا، فحول الرئاسة الى شراكة في البزنس، وكان عهد توج مسيرة طويلة، من الفرص الضائعة، التي كان بالإمكان استثمارها، لو أراد، لكنه كان في واد آخر،فأكد على أنه عصي على التغيير.
قبل أن يجيب هؤلاء على دعوة الصهر الضال، وريث الإبن الضال، عليهم أن لا ينسوا أن العائد من باريس، ركب موجة الممانعة، وغطى الاغتيالات، وراهن على الانقلاب المسلح في 7 أيار، وعطل تشكيل الحكومات، وها هو بعد كل تلك المعارك، وبعد كل ما استفاد من تلك الشراكات البزنسية، يتباكى على حقوق المسيحيين، ويطلب اللجوء الى بكركي، كي يمسح ما علق على ثوبه من بقع سوداء بجبة بطريركها.
قبل أن يجيب هؤلاء على دعوة الصهر الضال، لا يفترض بهم أن يسمحوا لأنفسهم بأن يكرروا الدور المكرر،فالمسرحية عندما يعاد عرضها، تفقد معظم بريقها، فكيف إذا من كان يطمح للعب دور البطولة، فاقداً للحد الأدنى من التأهيل والمصداقية، لا بل فاقداً لكل ما يمكن أن يعطيه فرصة ولو على طريقة تجريب المجرب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us