من روسيا إلى كولومبيا والخطر واحد: “داعش” وخطورته تكمن في تمدد شبكاته


خاص 26 آذار, 2024

تنظيم “داعش” الذي لم يتم القضاء عليه، ها هو يجند شباباً لتنفيذ عملياته الإرهابية في أي مكان متحولاً إلى نظام الشبكات حيث يصعب اقتلاعه


كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

طرح الهجوم المسلح الذي وقع في روسيا أكثر من علامة استفهام، والذي وقع في إحدى المسارح في ضواحي العاصمة موسكو، وذهب ضحيته قتلى وجرحى، حول الهواجس من عودة تنظيم داعش الإرهابي مجدداً وتحديداً على الساحة الغربية، حيث عكست التقارير الأميركية والدولية تحذيرات من هجمات ينفذها هذا التنظيم في بعض الدول، وتخطيطه لعمليات إرهابية في المستقبل.

من روسيا إلى كولومبيا، والخطر واحد ويحمل اسم “داعش” الذي لم يتم القضاء عليه، وها هو يجند شباباً لتنفيذ عملياته الإرهابية في أي مكان، متحولاً إلى نظام الشبكات حيث يصعب اقتلاعه.

وفي حديث لـ “هنا لبنان”، يتحدث قائد فجر الجرود العميد الركن في الاحتياط فادي داوود عن هجوم روسيا الأخير وتحرك تنظيم داعش في العاصمة الكولومبية بوغوتا، فيشير في البداية إلى أنّ داعش فكرة والفكرة لا تموت والجميع يعلم أنه ترجمة لتيارات انبثقت عن التيارات السلفية ثم انحرفت وجنحت لتصبح تيارات تكفيرية، إنما لا بد من التمييز بين التيار السلفي الذي يقتدي بالسلف الصالح أي الرسول وصحبه ويتخذ مثالاً منهم، أما التيار التكفيري فهو التيار الذي يكفر من يخالف معتقده ويجنح نحو العنف ويهدر دمه ويبيح قتله مستنداً إلى تحاليل متطرفة للأحاديث والفتاوى.

وهنا يقول العميد داوود: لا بد من السؤال ما إذا كان تنظيم داعش حياً، وأنا أقول أنه حي وهو لم يولد البارحة وقبل الأعوام ٢٠١٥و ٣٠١٦ و٢٠١٧، إنما يعود إلى سنين طويلة ومنبثق من عقيدة تكفيرية، متوقفاً عند معركة فجر الجرود في العام ٢٠١٧ ومشيداً بالضباط والعناصر من الجيش اللبناني الذين سطروا بطولات ساطعة جعلت من هذه المعركة مادة تدرس في الكليات العسكرية. ويضيف: هذا يؤكد أنّ فكرة داعش موجودة، لكن هل لدى هذا التنظيم القدرة على التحرك والضرب، نعم من المؤكد أنّ تنظيم داعش يملك هذه القدرة استناداً إلى أحاديث ومقالات رسمية، وفي هذا السياق، قدم عدد من الجنرالات شهادات أمام الكونغرس الأميركي حول تحذيرات أمنية وخطر هذا التنظيم ونشاط الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ISIS.

وفي العام الماضي شهد قائد القيادة الوسطى الجنرال كوريلا امام الكونغرس، فقال إن تنظيم داعش فرع خرسان في خلال ستة أشهر سيكون أصبح قادراً على تنفيذ عمليات ضد اميركا والغرب بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار، في حين أنّ مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية كريستين أبي زيد ابنة الجنرال الأميركي اللبناني الأصل جوني أبي زيد قالت أمام الكونغرس الأميركي إن أكبر تهديد يشغل بالي هو تنظيم داعش فرع خوراسان، مشيرة إلى تسجيل نشاط له في أفغانستان وقد يتخطاها إلى مناطق جغرافية أخرى.

ويلفت قائد معركة فجر الجرود إلى أنّ تنظيم داعش لا يزال حيا و هناك مؤشرات حول قدرته على الضرب، لافتاً في هذا السياق إلى ما جرى في مدينة كرمان الإيرانية في بداية العام الحالي حيث اكدت إيران مسؤولية داعش في تفجيرات هذه المدينة التي ذهب ضحيتها ٨٤ قتيلا، ويتحدث عن تحذير أميركي سابق لإيران ، وكذلك سبق للولايات المتحدة الأميركية أن حذرت روسيا في بداية الشهر من استهدافها، انطلاقاً من معلومات وصلت إليها بشأن استهداف داعش لتجمعات سكنية في موسكو.

لماذا روسيا؟ يجيب العميد داوود: من المتعارف عليه أن روسيا تدعم حركات المقاومة، كما أنّ روسيا تعد خصم أميركا التي يصفها داعش واحداً من أكبر أعدائه، إلا أنه بالنسبة إلى داعش فإنّ روسيا متهمة بالعداء للإسلام، ويذكر هذا التنظيم أنّ روسيا هي دولة مسيحية وبعد الانفجار الذي حصل في روسيا صدر بيان من داعش يقول: فلتعرف روسيا الصليبية أن المجاهدين لا ينسون الانتقام، مؤكداً أن هناك ٢٢ عملية نفذها هذا التنظيم في روسيا ، مذكراً بما قاله أبو بكر البغدادي في خطاب مرور عام على تأسيس داعش عام ٢٠١٤ حيث قال أن اعداءه هم “اليهود والصليببون وحلفاؤهم”، واضاف ” هؤلاء الاعداء تقودهم أميركا وروسيا ويحركهم اليهود”.

أما بالنسبة إلى كولومبيا، فإن العميد داوود يوضح أن كان هناك مخططا ينفذه راوول غوتييريز يقضى باستهداف مقهى في العاصمة بوغوتا يقصده ديبلوماسيون اميركيون، إذا الهدف كان الهجوم على المصالح الأميركية، وقد تمكن التعاون بين المخابرات الأميركية والكولومبية والاسبانية من احباطها .

ويرى أن الإرهاب قادر على الضرب في أي وقت وفي أي مكان ، مشددا على أن تنظيم داعش تخول وفق تقرير للأمم المتحدة في العام ٣٠٢٣ من النظام الهرمي إلى منظومة الشبكات.

ويقول ان دعم روسيا لنظام بشار الأسد في حين كان داعش بموقع المعرض لهذا النظام يجعل من روسيا هدفا لداعش ما يشكل مؤشرا خطيرا حيث أن أعضاء التنظيم يسعون إلى الانتقام، معلنا أن الإقليم مهدد ولبنان ليس بعيدا عن هذه الساحة.

ويدعو إلى الالتفات للمؤسسات الأمنية متوجها إلى المسؤولين اللبنانيين لايلاء الاهتمام للامن الذي هو الجيش عماده حيث لا حفاظ على اي اقتصاد او انجازات بدون امن ومن هنا ضرورة دعم العسكريين ماديا واجتماعيا لتمكينهم من القيام بواجبهم الوطني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us