مَن توسّط لوفيق صفا لدخوله الإمارات… وهل ستتخطى زيارته أبو ظبي؟


خاص 27 آذار, 2024

لعب الفريق الممانع وبعض الناطقين بإسمه على أوتار زيارة وفيق صفا إلى الإمارات، علّهم يستبقون النتائج ويسوّقون لها بإيجابية، فروّجوا أنّ الإمارات ودول الخليج قد فتحت أبوابها أمام الحزب وبأنّ المعطيات تؤكد نجاح مهمة صفا

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

ما زالت زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، الحدث المفاجئ الذي إتجهت الأنظار إليه على مدى أيام، وسط تفسيرات وتكهنات لعب الفريق الممانع وبعض الناطقين باسمه على أوتارها الحساسة، علّه يستبق النتائج ويسوّق لها بإيجابية، لدرجة أنهم صدقوا ما قالوه على مدى أسبوع عبر وسائل الإعلام، بأنّ الإمارات ودول الخليج قد فتحت أبوابها أمام الحزب، وبأنّ المعطيات تؤكد نجاح مهمة صفا التي تركزت على مفاوضات مع الاجهزة الامنية الاماراتية، للإفراج عن سبعة مسجونين لبنانيين ينتمون الى الطائفة الشيعية بجرائم مختلفة، تتراوح مدة سجنهم بين عشر سنوات والمؤبد، وبأنهم عائدون مع صفا الى بيروت الذي لم تستغرق زيارته يومين، فيما عاد خالياً إلا من الشروط التي وضعها الجانب الاماراتي، لإطلاق سراح الموقوفين في سجن “الوثبة” الاماراتي بتهم مختلفة، منها التجسّس وتجارة المخدرات وتأييد حزب الله، الذي سبق ووضعته الامارات العربية ودول مجلس التعاون الخليجي في العام 2016، ضمن خانة الحزب الارهابي.

في السياق ووفق معلومات” هنا لبنان” فقد سبق صفا الى ابو ظبي بأيام قليلة، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، للقيام بالوساطة وتحضير الاجواء ونقل رسائل من الحزب الى جهاز امني اماراتي معني بالملف. مع الاشارة الى انّ اللواء ابراهيم مكلّف بالمهمة منذ سنوات، وقد ادت جهوده حينها للإفراج عن بعض المسجونين لكن من دون اي ضجة كما يحصل اليوم، كما انّ زيارة صفا قبل أيام جاءت محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين، وأتت بعد محادثات بعيدة عن الاضواء إستمرت نحو ستة أشهر، تكفّل بها اللواء ابراهيم رجل المهمات الصعبة كما يلقّب، والاتصالات أحيطت بسرّية تامة ولم يكن أحد على علم بها ولا حتى حلفاء الحزب.

في موازاة ذلك لعبت أيضاً دمشق وطهران دوراً لتسهيل مهمة صفا، فيما إلتزمت دولة الامارات الصمت والتكتم الشديد، والامتناع عن الادلاء بأي تعليق حول القضية المذكورة ولم تعط الملف اكثر من حجمه، بل وضعت شروطاً للإفراج، ابرزها إعتراف حزب الله بما قام به من نشاطات مرفوضة على أرض الامارات، ووقف عمليات التجسّس وتجارة المخدرات، وألا يكرّر الحزب هذه الاعمال بأن يوقف تهديداته للمصالح الاماراتية، وهي شروط غير تعجيزية وفق ما ذكرت مصادر اعلامية امارتية، مع تأكيدها بأنّ خروج هؤلاء من السجن يحتاج الى عفو رئاسي، من المتوقع ان يحصل خلال عيد الفطر المرتقب، لكن الشروط التي ذكرت مطلوبة ويجب ان تنفذ، مع الاشارة الى انّ الناطقين بإسم حزب الله لم يتطرقوا الى تلك الشروط، بل إلتزموا الصمت وتوقعوا عودة المسجونين مع صفا، في حين انّ ذلك لم يحصل، بل تركّز كلام الممانعين على وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب برجل المهمات الصعبة، ورجل الثقة عند السيّد حسن نصرالله، ولذا أوكلَ المهمة له باعتبارها أمنية لا سياسية.

من جهة اخرى برزت تكهنات عدة تضمّنت ملفات اخرى، حملها صفا في جعبته وفق تحليلات فريقه، بأنّ الملف الرئاسي ومفاوضات وقف الحرب في الجنوب سيكونان ضمن القضايا التي ستبحث حلال الزيارة، في حين انّ اللقاء لم يتجاوز ملف الموقوفين، وبالتالي كل ما قيل عن فتح أبواب الامارات ودول الخليج امام الحزب، ومسارات اخرى ستتناول قريباً علاقته مع المملكة العربية السعودية، بعيد كلياً عن ارض الواقع، والدليل ينطلق من لبنان عبر رفض سفيرها وليد البخاري، عن إجراء أي لقاء مع ممثلين عن حزب الله، لانّ غالبية دول الخليج أدرجته على لائحة الارهاب وحظّرت التعامل معه.

والخلاصة لا حوار ولا أبعاد سياسية للزيارة، بل ملف وحيد بُحث ولم ينتج عنه اي إيجابية لغاية اليوم، في إنتظار الاتفاق على آلية بعد تنفيذ الشروط الاماراتية التي ذكرناها، في إنتظار العفو الرئاسي لتجميد الاحكام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us