الجنوب يستفيق على “مجزرة الهبارية”.. والجبهة اللبنانيّة تتأرجح على حافّة الحرب الكبرى!
بعد التصعيد الذي شهدته الجبهة اللبنانية أمس، والذي تمثّل بتجدّد استهداف مدينة بعلبك لمرتين على التوالي بغارات جوية إسرائيلية، في ضربة جديدة للعمق اللبناني، شهد الجنوب بعد منتصف هذه الليلة قصفًا عنيفًا أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى، واستدعى ردًا مباشرًا من “الحزب” الذي أعلن عن استهداف كريات شمونة.
في التفاصيل، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم، على مركز جمعية الإسعاف اللبناني التابع لـ “الجماعة الإسلامية” في بلدة الهبارية، مما أدى إلى تدميره ومقتل 7 عناصر من الطاقم الطبي، كانوا في داخله، بالإضافة إلى جرح أربعة مدنيين. كما أدت الغارة إلى تضرر المنازل المجاورة.
آثار الدمار جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركز جهاز الطوارىء والإغاثة في #الهبارية pic.twitter.com/RWNY5UG8K3
— هنا لبنان (@thisislebnews) March 27, 2024
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ ضحايا الغارة الإسرائيلية على مركز جمعية الإسعاف اللبناني- جهاز الطوارئ في الهبارية، هم: براء أبو قيس، محمد رغيد حمود، عبد الله شريف عطوي، التوأمان حسين وأحمد قاسم الشعار، عبد الرحمن عطوي وفاروق جمال عطوي.
وفي أول تعليق على قصف الهبارية، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” أن “طائرات حربية أغارت الليلة الماضية على مبنى عسكري في منطقة الهباربة في جنوب لبنان، حيث تم القضاء داخل المبنى على إرهابي مركزي ينتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية الذي كان أيضًا ضالعًا في الماضي في تنفيذ اعتداءات بمسارات مختلفة نحو الأراضي الإسرائيلية حيث قتل معه عدد من المسلحين الذين تواجدوا معه في المبنى”.
وردًا على استهداف بلدة الهبارية، أعلن “حزب الله” أنّه عند الساعة 08:00 من صباح اليوم، قصف مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ. فيما أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن سقوط قتيل من جراء القصف الصاروخي على كريات شمونة.
كذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ أكثر من 30 صاروخًا أطلق من لبنان نحو الجليل الأعلى ألحق عدد منها أضرارًا وتم اعتراض بعضها.
#فيديو يوّثق لحظة سقوط صاروخ على مبنى في #كريات_شمونة pic.twitter.com/eMUaJfYrRW
— هنا لبنان (@thisislebnews) March 27, 2024
إلى ذلك، كان الجيش الإسرائيلي قد أطلق قرابة العاشرة من ليل أمس، قذائف مدفعيته الثقيلة على أطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب.
كما أغار بصاروخ عند التاسعة ليلًا، على منزل في بلدة الضهيرة إلا أنه لم ينفجر.
فيما شهدت سماء القطاعين الغربي والأوسط وصولًا إلى مشارف مدينة صور، تحليقًا كثيفًا للطيران الحربي والاستطلاعي، استمر حتى ساعات الفجر الأولى.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، بالإضافة إلى القنابل الحارقة على أحراج بلدتي الناقورة وعلما الشعب.
يشار إلى الطيران الإسرائيلي شنّ مساء أمس غارة جديدة على بعلبك، استهدفت منطقة سهلية بين بلدتَي بوداي وإيعات غرب بعلبك.
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ الغارة الإسرائيلية استهدفت مبنى في محلة “وردين” بين سهل بلدتي إيعات وبوداي، وأسفرت عن سقوط قتيلين وجريح.
جاء ذلك بعد أن أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، في وقت سابق أمس أيضًا، على المنطقة بين وادي زبود وبلدة العين البقاعية في قضاء الهرمل، وتبيّن لاحقًا أنها استهدفت شاحنة صغيرة.
90500 نازح من الجنوب.. والأرقام في ارتفاع يومي!
في سياق متصل، كشف الباحث في الدوليّة للمعلومات محمّد شمس الدين أن “عدد النازحين من الجنوب بلغ 90500 نازح، والرقم يرتفع بشكل شبه يومي خصوصًا في البلدات التي يتركّز عليها القصف، والنازحون بغالبيّتهم يعيشون عند أقارب لهم أو في بيوت أخرى يملكونها، وفقط 1600 نازح يعيشون في فنادق أو مدارس”.
شمس الدين أشار في مقابلة مع موقع mtv إلى أنّ “15 ألف تلميذ تركوا مقاعد الدارسة، وقسمٌ صغيرٌ منهم التحق بمدارس أخرى أو يتابع تعليمه “أون لاين”، وهنا تقع الكارثة التربوية الكبرى، فهؤلاء التلاميذ خسروا سنتهم الدراسيّة”، لافتاً الى أنّ “تصاعد عدد النازحين هو رهنُ التطوّرات في الأيّام المقبلة، فهذا العدد يمكن أن يتضاعف إن توسّع القصف الذي يطال حاليًا 45 بلدة، فمثلاً إذا استُهدفت النبطية، قد نشهد نزوح أقله 100 ألف شخص جديد”.
كذلك اعتبر شمس الدّين أنّ “التحدي الأساسي هو انعكاس هذه الحرب على موسم الصّيف المقبل، فالمغتربون من القرى المُستهدفة قد لا يعودون خلال الصيف، فضلًا عن تعاظم الخوف لدى اللبنانيّين المقيمين والمنتشرين ما سيؤثّر بشكلٍ كبير على الوضع الاقتصادي والمعيشي خلال الأشهر المقبلة”، متطرّقًا إلى “ما أشيع عن تأثير الطائرات المسيّرة الإسرائيليّة على حركة رصد الطائرات في سماء لبنان عبر تشويش نظام الرّصد والتعقّب وهو أمرٌ مقلقٌ بالنسبة للوافدين، لذا، فإنّ عطلة عيد الفصح بالإضافة إلى عطلة عيد الفطر هما أشبه بتجربة أو “بروفا” للصيف لمعرفة عدد الوافدين إلى لبنان ومدى تأثير الأوضاع عليهم”.
مواضيع ذات صلة :
“الصحة” تُدين غارة الهبارية: خروقات الجيش الإسرائيلي برسم المجتمع الدولي | استهداف سيارة “كرافان” في الهبارية |