بكركي لن تسكت بعد اليوم… و”لطشات” الراعي ستصوّب أكثر على”الثنائي”


خاص 2 نيسان, 2024

تقف بكركي في طليعة الرافضين لسياسة الحزب، وتطالبه دائماً بوقف الحرب، لأنّ لبنان وشعبه غير قادرين على تحمّل وزر أوطان وشعوب أُخرى رافضة أن يكون اللبنانيون رهائن ودروعاً بشرية وكبش محرقة لسياسات فاشلة ولثقافة الموت التي لم تجرّ معها سوى الانتصارات الوهمية

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي، إطلاق صرخاته في كلّ مواقفه وعظاته، قائلاً حقيقة الواقع السياسي السائد في لبنان، مع ما يتضمن من شواذ وتعدّيات على الدستور، وإطاحة بالقانون على يد الدويلة، التي تتخذ القرارات المصيرية عن الدولة، إن بقرار الحرب أو السلم، أو السماح بانتخاب الرئيس الذي يناسب سياستها فقط، مع ما يستتبع ذلك من تعطيل في مختلف الاستحقاقات، خصوصاً في هذه الفترة حيث الكلمة للحرب ولوحدة الساحات، التي يرفضها معظم السياسيين واللبنانيين، لكن الكلمة الفصل لمَن يملك السلاح ويهدّد الداخل ساعة يريد.

هذه المشاهد المرفوضة تتصدّى لها بكركي بالكلمة والصوت الصارخ، من على منابرها في الصرح البطريركي، لإسماع العالم والمجتمع الدولي حقيقة ما يجري في لبنان، البلد المخطوف والمحكوم من الداخل، عبر حزب الله الذي يصرّ على إدخال لبنان في أتون الحرب المدمرة، التي تجرف معها الضحايا والدمار حيث يُتّهم مَن يعارض على الفور بالخيانة، وإلى ما هنالك من اتهامات غير مقبولة ولا تمّت إلى الحقيقة بصلة.

إلى ذلك تقف بكركي في طليعة الرافضين لسياسة حزب الله، وتطالبه دائماً بوقف الحرب، “لأنّ لبنان وشعبه غير قادرين على تحمّل وزر أوطان وشعوب أُخرى، ويدعوه إلى التمسّك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللبنانيين الدخول في حرب إسرائيل على غزة، وبإيجاد الحلول بالمفاوضات الدبلوماسية، وعدم توريط البلدات الحدوديّة في امتداد هذه الحرب، رافضة أن يكون اللبنانيون رهائن ودروعاً بشرية، وكبش محرقة لسياسات فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجرّ معها سوى الانتصارات الوهمية”.

وفي الأمس قالها سيّد بكركي بالفم الملآن، خلال القداس السنوي التقليدي على نيّة فرنسا، مذكّراً بمأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجية متفاعلة مع داخلية أفقدته حياده الإيجابي، ما جعل الجنوب ضحية بريئة.

كما ما زالت رسالة الفصح التي أطلقها البطريرك الراعي يوم السبت الماضي تفعل فعلها، على خطوط الفريق الممانع وخصوصاً عين التينة، التي إلتزمت الصمت وقام غيرها بالرد كالعادة، فيما أتت “لطشات” البطريرك في التوقيت المناسب، لكن معظم الآذان بدت غائبة عن السمع، وخصوصاً آذان عين التينة التي تعتبر أنّ الكلام غير موجّه لها، لأنها تقوم بـ”الواجب”. كما لم يردّ معظم نواب كتلة “التنمية والتحرير” على هواتفهم لدى اتصالنا بهم، وبعضهم أقفل خطه منعاً للإحراج والتعليق على كلام الراعي، الذي عبّر عن استيائه مما يحصل في الملف الرئاسي، ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعضاء المجلس” الذين يحرمون عمداً ومن دون مبرّر قانوني دولة لبنان من رئيس”، سائلاً: “أين الميثاق وأين العنصر المسيحي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني؟”. وهو يعرف تماماً أنه لن يتلقى أيّ جواب، لكنه مستمر في التصويب على المعرقلين، في ظل هذا الانقسام العمودي الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، وتغيب معه الحلول، وسط مبادرات داخلية وخارجية تبدو محاولة لتمرير الوقت أمام هذا التباين الداخلي.

إلى ذلك نقل مصدر كنسي بارز لموقع “هنا لبنان” غضب البطريرك الراعي من كل ما يجري في البلد، من إنقسامات وخلافات حول أيّ ملف، بالتزامن مع غياب الرئيس، وامتداد الفراغات من الموقع الأول إلى مناصب مسيحية هامة مرتقبة، وأشار إلى أنّ الراعي مستمر بإطلاق المواقف النارية، التي دخلت ضمنها السياسة بين الهواجس والمخاوف، من حصول ما لا يُحمد عقباه بالتزامن مع الاستحقاقات المصيرية والخوف على الموقع الأول، لأنّ المسيحيين لم يعد بإستطاعتهم تلقي الخسائر، خصوصاً أنّ البطريرك سمع أخباراً خارجية لا تطمئن، مفادها أنّ انتخاب الرئيس ما زال بعيداً جداً، الأمر الذي أوجد الهواجس لديه، لذا اتّخذ القرار وبكركي لن تسكت بعد اليوم، وستعمل بهدف الإنقاذ عبر جهوده الداخلية والخارجية، وقيامه بطرح مشاكل لبنان على عواصم القرار كما يفعل كل فترة، طالباً مساعدة الدول الشقيقة والصديقة، من دون أن يترك أي جهة قادرة على المساعدة في انتشال لبنان من غرقه.

ولفت المصدر الكنسي إلى أنّ الراعي يستشعر الخوف على لبنان واللبنانييّن جميعاً، من دون أي تفرقة طائفية، ويشدّد على ضرورة أن يعي المسؤولون خطورة الأوضاع والانزلاقات التي تسود البلد وشعبه يومياً، وعلى ضرورة تضامن كل المسؤولين وتناسي خلافاتهم لأن لبنان يحتضر، مع تأكيده أنّ بكركي باقية على وعودها وجهودها عبر الفعل لا القول، والبطريرك الراعي مستمر في مناشدته كبار المسؤولين الدولييّن لمساعدة لبنان، وعلى الجميع التعاون من أجل استرجاع الوطن الذي يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في خطر كبير على كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من كوارث وويلات وهجرة شبابية، آملاً أن تكون صرخة الراعي هذه المرة نداءً أخيراً لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، الذي يمّر في أسوأ مراحله.

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us