“حماس” تكرر تجربة “فتح لاند” في الجنوب


خاص 3 نيسان, 2024

ليست مصادفة أن “فتح لاند” التي حدّدها اتفاق القاهرة عام 1969 هي نفسها منطقة العرقوب التي تتصدّرها اليوم “الجماعة الإسلامية”، المرتبطة أيضاً بحركة “حماس” عبر رحم “الإخوان” وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد أنّ “فتح لاند” قد استبدلت بـ “حماس لاند” التي بدأت تمارس هذا الدور منذ افتتاحها النار في ٧ تشرين


كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

يبدو أنّ التاريخ في لبنان يعيد نفسه من حيث بقاء هذا البلد مرتهناً في سيادته وقراره الحر. قبل 55 عاماً تمركزت حركة فتح وهي تنظيم فلسطيني مسلح يتزعمه ياسر عرفات (ابو عمار) ويقاتل من أجل استعادة فلسطين، في جنوب لبنان، في منطقة العرقوب. َ وهذه المنطقة الحدودية تفصل جنوب لبنان عن الجنوب السوري وتضم مجموعة قرى تقع على الهضبة الجنوبية لجبل الشيخ، وتضم قرى شبعا وكفرشوبا والهبارية وكفرحمام وراشيا الفخار. ويسكن فيها أغلبية من المسلمين السنة، وتحتل فيها إسرائيل منذ عام ١٩٦٧ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وقد قامت فتح بنصب قواعد فدائية فيها وبدأت تدريب المقاتلين وعمليات التسلل عبر الحدود اللبنانية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة معرضة الأهالي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. ثم جاءت “اتفاقية القاهرة” في ٣ تشرين الثاني عام ١٩٦٩، التي وقعها قائد الجيش يومها إميل البستاني لغايات شخصية رئاسية، لتكرس هذا الواقع وتطلق يد المقاومة الفلسطينية في حرية العمل والتحرك في لبنان. وفي الأسبوع الماضي قامت إسرائيل بقصف مركز للطوارئ والإغاثة الإسلامية في الهبارية وسقط في هذا القصف سبعة مسعفين يبدو معظمهم ينتمي إلى الجماعة الإسلامية (سنية) التي قررت أن تشارك لأول مرة في القتال إلى جانب “حماس” رغم أنّ الأخيرة نشأت منذ نحو ٣٧ سنة (١٩٨٧)، علماً أن الاثنين هما من نفس الرحم وذات الأصول بانتمائهما الى تنظيم “الاخوان المسلمين” الذي هو على خلاف جذري مع اطروحات إيران و”حزب الله”، الذي يختلف مَ الجماعة في الخيارات اللبنانية الداخلية، أقله منذ قدوم رفيق الحريري إلى السلطة عام ١٩٩٢ وتحالفهم أيضاً مع سعد الحريري في الانتخابات النيابية في بيروت.
وليس مصادفة أن “فتح لاند” التي حدّدها اتفاق القاهرة عام 1969 هي نفسها منطقة العرقوب التي تتصدّرها اليوم “الجماعة الإسلامية”، المرتبطة أيضاً بحركة “حماس” عبر رحم “الإخوان”. وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد أنّ “فتح لاند” قد استبدلت بـ “حماس لاند” التي بدأت تمارس هذا الدور منذ افتتاحها النار في ٧ تشرين الاول الماضي، والذي ليس “حزب الله” بعيداً عنه لانه يبرر له تفرده بالقرار وخروجه على السلطة، كما انها تخرجه من فوقعه المذهبي وتومن له مشروعية لبنانية ما.
التشابه المريب بين “فتح لاند” و”حماس لاند” توكده الوقائع التي تشهدها القرى الحدودية اللبنانية. في حين كانت الهبارية السنية تتعرض لغارات المسيرات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل سبعة اه مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يدبون الصوت عبر قرع أجراس كنائسهم احتجاجاً على محاولة “حزب الله” التمركز في بلدتهم، في محاولة منه لقصف إسرائيل من هناك ما كان سيودي كردة فعل اقله إلى قتل ابرياء ونزوح اخرين، ما يذكرنا (ويرجعنا؟)

حالة الفوضى التي عمت لبنان عشية الحرب الاهلية، والتي يختلط فيها السلاح بالخوف منه، وتدفع الناس في مختلف المناطق إلى التسلح على خلفية مذهبية، وآخرين إلى التسلح المضاد، فيما يستمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في ممارسة القتل في غزة وفي لبنان بعد أن نجح في تحويل لبنان في الوقت عينه إلى ساحة للقتال الإقليمي وساحة للاقتتال الداخلي، ناهيك عن الانقسام الطائفي والمذهبي ضرباً لوحدته الداخلية ولعيشه الفريد ولتنوعه وتعدده الذي يشكل النقيض للمجتمع وللتركيبة الاسرائيلية. و”حماس” تكرر التجربة غير آبهة على ما يبدو بالواقع اللبناني الذي حضنها لعشرات السنين، ويتابع قادتها تصريحاتهم ودعواتهم غير المسؤولة للزحف نحو إسرائيل التي أطلقها إسماعيل هنية من طهران وكررها مشعل وآخرين، فيما ترد إيران على قصف إسرائيل سفارتها في دمشق وقتل قادة بينهم مسؤول الحرس الثوري في سوريا ولبنان بتظاهرة يحرق فيها العلمان الإسرائيلي والاميركي!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us