صدام وعرفات قصفا إسرائيل قبل محور الممانعة


خاص 5 نيسان, 2024

القاسم المشترك الأهم بين ما كان يقوم به الفلسطينيون سابقاً ومحور الممانعة حالياً هو أنّ كليهما استباحا لبنان وقوّضا الدولة وقرارها، ودفع اللبنانيون الثمن وما زالوا يدفعون من استقرارهم واقتصادهم ورفاهيتهم

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يجري الحديث في أوساط محور الممانعة عن إنجازات عسكرية تتمثل في إطلاق الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، ولكن مراجعة للتاريخ الحديث تثبت أنّ هذه الهجمات كانت موجودة قبل وجود هذا المحور، فمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بزعامة ياسر عرفات وفصائل فلسطينية أخرى قصفت المستوطنات الفلسطينية وخاصة كريات شمونة ونهاريا منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما أنّ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أطلق عشرات صواريخ سكود باتجاه العمق الإسرائيلي وكان ذلك ابتداءً من ١٧ كانون الثاني من العام ١٩٩١ واستهدفت تل أبيب وحيفا وغيرها من المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

في مفهوم الخطوات العسكرية لم يقدم محور الممانعة إذاً أيّ جديد عملي، ولكنه أضاف عنصر المسيرات في القصف وهي لم تكن موجودة في زمن عرفات وصدام ولو كانت لكانوا استخدموها، كما أنّ الصواريخ اليوم هي أكثر دقة مما كانت عليه في الماضي رغم أنّ حزب الله ما زال يستخدم صواريخ الكاتيوشا من عيار ١٠٧ ملم وصواريخ الغراد من عيار ١٢٢ ملم ولكنه ربما يتفوق بدقة التصويب علماً أنّ فصائل منظمة التحرير وفتح والفصائل الفلسطينية الأخرى كانت تصيب المستوطنات.

وفي العبور نحو مناطق السيطرة الإسرائيلية لم تكن خطوة طوفان الأقصى من قبل حركة حماس خطوة العبور الأولى ولكنها كانت الأكبر والأوسع انتشاراً على الأرض والأكثر عنفاً في تنفيذها وردة الفعل الإسرائيلية عليها، ولا بدّ من التذكير أنّ مسلحين فلسطينيين عبروا مرات عدة الحدود مع لبنان نحو إسرائيل من البر والبحر والجو ونفذوا عمليات ضد الإسرائيليين واستجلبوا ردود فعل إسرائيلية طالت على الأخصّ جنوب لبنان وسكانه.

القاسم المشترك الأهم بين ما كان يقوم به الفلسطينيون سابقاً ومحور الممانعة حالياً هي أنّ كليهما استباحا لبنان وقوّضا الدولة وقرارها، ودفع اللبنانيون الثمن وما زالوا يدفعون من استقرارهم واقتصادهم ورفاهيتهم، وقد يكون من الأجدى لو تنافس كلّ هؤلاء على مساعدة اللبنانيبن في الحفاظ على بلدهم وما يتمتع به من ثروات بشرية واقتصادية وعلمية بدل أن يجعلوه بؤرة يتجنّبها كلّ العالم من الشقيق إلى الصديق.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us