النزوح السوري والإستغلال السياسي


خاص 12 نيسان, 2024

لا يشكك أحد في نوايا التيار الوطني الحر المتعلقة بعودة النازحين السوريين ولكن عليه أن يبدأ بإطلاع الرأي العام اللبناني على حقائق أساسية في عملية العودة وأولها من هجر هؤلاء ودفعهم للنزوح إلى لبنان؟وهل من هجرهم بإمكانه أن يعيدهم؟


كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

لا يجوز للتيار الوطني الحر أن يكيل بمكيالين وهو كما يقول صاحب المبادئ التي لا تتغير، ولذلك فكما يرفض الإستغلال السياسي لأيّ جريمة اغتيال، عليه أن يرفض الإستغلال السياسي لجريمة النزوح السوري، وإذا كان النزوح السوري يتسبب بفتن وأضرار وتداعيات كبيرة على اللبنانيين، فكذلك الإغتيال يتسبب بفتن وأضرار وتداعيات، ودماء باسكال سليمان منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل لم تجفّ بعد.

لا يشكّك أحد في نوايا التيار الوطني الحر المتعلقة بعودة النازحين السوريين ولكن عليه أن يبدأ بإطلاع الرأي العام اللبناني على حقائق أساسية في عملية العودة وأولها: من هجر هؤلاء ودفعهم للنزوح إلى لبنان؟ وهل من هجرهم بإمكانه أن يعيدهم؟ وهل يحمل التيار مسؤولية لمن هجرهم باتجاه لبنان أم يكتفي بتحميل المسؤولية لأطراف لبنانيين لم يكونوا في السلطة التي كان هو فيها عندما بدأ النزوح السوري؟

إذا كانت داعش والمتطرفون هم الذين هجروا السوريين إلى لبنان فهذا يعني أنّ هؤلاء كانوا موالين للنظام وبالتالي فإنّ عودتهم يجب أن تكون تلقائية بعدما أعلنت السلطات السورية وحلفاؤها وفي مقدمهم حزب الله القضاء على وجود داعش في مساحات واسعة من سوريا، وعلى التيار الوطني الحر أن يلعب هنا دوراً مهماً ووطنياً لحضّ حليفيه النظام في سوريا وحزب الله على إرجاع هؤلاء، وإلّا فما نفع هذا التحالف إن لم يكن مفيداً على هذا المستوى الوطني؟

أما إذا كان النازحون السوريون قد هجّروا من مناطقهم ودخلوا إلى لبنان لأنهم من المعارضين للنظام السوري وحزب الله وخاضوا قتالاً معهما، فعلى التيار الوطني الحر أن يتحدّث مع حليفيه أيضاً وأن يأتي بجواب واضح منهما ما إذا كانا يرغبان فعلاً في عودة هؤلاء إلى القصير والزبداني ومنطقة القلمون مثلاً وهي مناطق أصبحت آمنة ١٠٠% فهل يستطيع التيار أن يحصل من حليفيه على جواب واضح في هذا الإطار يقول بعودتهم فوراً؟ فإذا كان الجواب إيجابياً يجب وضع خطة تطبيقية فوراً لا الاكتفاء بالوعود التي هي في الواقع ذر للرماد في العيون وتهرب من المسؤولية.

من هنا يبدأ حلّ قضية النازحين السوريين في لبنان إلّا إذا كان الهدف الأساسي عند من يحمل “بنديرة” هذا الموضوع هو استمرار الإستغلال السياسي بعيداً عن الواقع والحقيقة والاستمرار بالتذرع بمقولة “ما خلونا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us