13 نيسان 2024.. “بوسطة الحرب” لم تتوقف بعد


خاص 13 نيسان, 2024

تسعة وأربعون عامًا مرت على 13 نيسان 1975، كأنّ “بوسطة عين الرمانة” التي كانت إيذانًا ببدء الحرب، لم تتوقف بعد. جابت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، تقف عند محطات، لكنها لا تتوقف نهائيًا: من الطيونة إلى باب التبانة وجبل محسن، إلى الجنوب، إلى بيروت ثم مجددًا تجوب المناطق اللبنانية

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

في الساعة الرابعة عشرة من نهار الأحد 13 نيسان 1975، وجَّه آمر فصيلة الدرك في فرن الشباك برقية إلى قيادة قوى الأمن الداخلي قال فيها: “إلحاقًا ببرقيتنا رقم 2668 تاريخ اليوم، أقفلنا شارع مار مارون في عين الرمانة، بدوريتين، لمنع مرور عناصر فدائية، ولكن سيارة “فيات” فيها مسلحون مرت عنوة ولم تمتثل، وما إن وصلت إلى منتصف الشارع المذكور حتى تبادلت إطلاق النار مع عناصر في المحلة، وكانت النتيجة أن جرح فدائي وشخص آخر من الكتائب يدعى جوزيف أبو عاصي،  ويشاع أنه توفي، ويوجد أوتوبيس بداخله عدد من القتلى والجرحى، لم نتمكن من الوصول إليه بسبب إطلاق النار بغزارة، حالة الأمن مضطربة جدًا ويمكن أن تجرّ البلاد إلى حوادث دامية تتضاعف تدريجياً،  ونطلب التدخل السريع لتطويق الحادث على مستوى رفيع… سنفيد”.

إنتهت “البرقية” التي كانت إيذانًا ببدء الحرب رسميًا في لبنان.

اليوم 13 نيسان 2024، تسعة وأربعون عامًا مرت على 13 نيسان 1975، كأن “بوسطة عين الرمانة” التي كانت إيذانًا ببدء الحرب، لم تتوقف بعد. جابت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، تقف عند محطات، لكنها لا تتوقف نهائيًا: من الطيونة إلى باب التبانة وجبل محسن، إلى الجنوب، إلى بيروت ثم مجددًا تجوب المناطق اللبنانية.

إنها الحرب التي لا هوادة فيها، على رغم أنّ اتفاق الطائف في خريف العام 1989 أنهاها، لكنها لم تنتهِ إلا في خريف العام 1990، لتعود فتندلع عند أكثر من محطة، آخرها هذه الأيام، حتى ليبدو واضحاً أنّ

” بوسطة عين الرمانة “ما زالت تجوب المناطق لتزرع الحرب في كل مكان، ما يثبت أنّ قرار إشعال الحرب في لبنان ما زال قائمًا وانّ “القادرين” على تقرير الحرب في لبنان، ما زالوا مؤثرين، وأنّ “الواجهات” ليست سوى أدوات تنفيذية.

يبرئ صلاح خلف، “أبو إياد”، الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية، بعد رئيسها ياسر عرفات، في مذكراته “فلسطيني بلا هوية”، حزب الكتائب من حادثة بوسطة عين الرمانة فيقول: “… بعد تفكك الجيش اللبناني في ربيع عام 1976، وضع ضباط لبنانيون من المكتب الثاني بين يديّ وثائق دامغة، وتبيَّن من الوثائق أنّ مجزرة عين الرمانة لا علاقة لحزب الكتائب بها…”

ويكشف أبو إياد أنه التقى الرئيس كميل شمعون في إحدى المناسبات وسأله: “هل تعتقدون أنّ مجزرة عين الرمانة هي حادث عارض أم أنها بداية تنفيذ مؤامرة؟ فأجاب الرئيس شمعون: لا أستبعد فرضية المؤامرة”.

أبو إياد هو صاحب مقولة: “إنّ شهداء الثورة الفلسطينية الذين سقطوا في عيون السيمان وعينطورة وصنين، إنما استشهدوا لأن طريق فلسطين لا يمكن أن تمرّ إلا في عينطورة وعيون السيمان وجونية”.

هذا التاريخ المسجَّل، والموثق، لا يخطئ، ومن الصحي العودة إليه بين الحين والآخر، لأخذ العبر، لئلا تستمر كلّ المؤامرات تمر في كل البلدات والمدن والمناطق اللبنانية، ولئلا تستمر “بوسطة عين الرمانة” تعمل “على خط الحروب المتنقلة” بين المناطق اللبنانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us