باسيل يضرب آخر حجر في بناء “الجنرال”


خاص 10 آذار, 2021

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”

ليس ما كُتب في صحيفة “الأخبار” من حملة متعدّدة المقالات على قائد الجيش العماد جوزيف عون بمنأى عن حملة، بدأت تظهر ملامحها، من التيّار الوطني الحر على المرشّح الرئاسي المحتمل الساكن في اليرزة.

وصل ثلاثة قادة جيش الى رئاسة الجمهوريّة بعد اتفاق الطائف، من أصل أربعة رؤساء. كانت الطريق بين اليرزة وبعبدا قصيرة، ليس في الجغرافيا فقط. ميشال عون آخر الرؤساء، ولو أنّه مرّ، بين مقرّ القيادة ومقرّ الرئاسة، بمسارٍ طويل كرّس فيها زعامةً شعبيّة استثنائيّة عمادها الأول صلته الوثيقة بالجيش والتصاقه بالمؤسّسة العسكريّة.
لذا، كان التيّار الوطني الحر، منذ تأسيسه، بمثابة الجناح السياسي للجيش وقد تحوّل بعض مؤيّديه من أنصار الجيش، وهو شبه تنظيم نشأ في أواخر الثمانينات، الى قياديّين ونوّاب.
أمّا في التيّار الوطني الحر، بالنسخة الباسيليّة الحاليّة، فنشأت طبقة من الوزراء والنوّاب والمستشارين والقياديّين البعيدين تماماً عن هذا التاريخ، لا بل أنّ بعضهم على نقيضٍ تماماً معه.
وقد تحوّل باسيل، مع مرور الوقت، من حامل إرث “الجنرال”، ولو من دون بزّة عسكريّة، الى مشروع رئاسي يُسخّر من أجله كلّ شيء، حتى المواجهة مع قائد جيش يحظى، للمرّة الأولى منذ عقود، بتأييد الغالبيّة الساحقة من القوى السياسيّة، إذ حمى المؤسسة العسكريّة من تدخلات السياسيّين ولم يستخدم الجيش في الصراعات السياسيّة.
لقد حوّل باسيل قائد الجيش الى منافسٍ على الرئاسة، واستخدم وزيرين للدفاع هما يعقوب الصراف والياس بو صعب لمحاربته، وسعى، عبر مقرّبين منه، الى تشويه صورة القائد وراح يهاجمه في بعض الاجتماعات.
ولكنّ الأهمّ هو “تفليت” بعض المقرّبين والمستشارين لمهاجمة العماد جوزيف عون أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد الكلمة المدويّة للأخير يوم الإثنين.

إنّ خطورة ما يقوم به باسيل هو هذا الشرخ، الذي يحصل للمرّة الأولى، بين التيّار الوطني الحر والجيش اللبناني. وهو، إن استمرّ، كما يُرجّح، حتى موعد الاستحقاق الرئاسي الذي أعلن قائد الجيش مراراً أنّه غير معنيّ به، من شأنه أن يشكّل ضربة لآخر حجر في بناءٍ صنعه ميشال عون على مدى عقود، لنكون حينها، فعلاً، أمام تيّار لا يشبه بشيء ما أسّسه “الجنرال”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us