طبول الحرب تُسابق الدبلوماسيّة.. لبنان على موعد مع “فترة مفصليّة صعبة”!

لبنان 27 أيار, 2024

فجّرت “مسيّرات الاغتيال” الإسرائيليّة يوم أمس الجبهة الجنوبيّة، حيث كان لافتًا استهداف ثلاث درّاجات ناريّة في الناقورة وعيتا الشعب وحولا كان على متنها عناصر تابعة لـ “حزب الله”، الذي ردّ بقصف مواقع لم يستهدفها من قبل، بينها مقر قيادة كتيبة ثكنة حبوشيت. لتستفيق الجبهة مجددًا اليوم على غارة من مسيّرة استهدفت هذه المرة، دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل.

وفي آخر المعطيات، أفيد عن سقوط ضحية و10 جرحى في الاستهداف أمام مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل.

كما لحقت أضرار ماديّة بالمستشفى من جرّاء الاستهداف المباشر للدراجة عند مدخلها، وقد أدّى عصف الصاروخ إلى تحطّم الزجاج وتضرّر المرافق الخارجية للمستشفى.

كذلك استهدفت غارة إسرائيلية صباح اليوم بلدة عيترون، مما تسبّب بتدمير وسط البلدة، وقد تحركت فرق الإسعاف إلى المكان المستهدف.

وقبيل الحادية عشرة من صباح اليوم، شنّ الطيران الحربي غارة  مستهدفًا بلدة يارون في قضاء بنت جبيل .

فيما تعرّض وادي حامول في القطاع الغربي إلى قصف مدفعي.

في وقت أظهر مقطع فيديو تحليق الطيران الإسرائيلي المسيّر فوق بلدة سعدنايل البقاعية.

وفي تطورات الميدان أيضًا، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، عن سقوط مسيّرة من نوع سكاي رايدر داخل الأراضي اللبنانية.

في وقت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ 3 صواريخ مضادة للدروع أُطلقت من جنوب ‎لبنان أصابت مبنى عامًا في مستوطنة “مرغليوت” وتسببت بأضرار.

إلى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي ليلًا، القنابل الضوئية بكثافة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

كما أطلق بعد منتصف الليل، عددًا من الصواريخ الاعتراضية فوق قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة.

فيما حلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا حتى نهر الليطاني.

بالمقابل، أعلن “حزب الله” أنّه استهدف اليوم مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مرغليوت ‏بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مؤكدة.

كما شنّ عناصر “الحزب” هجومًا ناريًا مركزًا على موقع المالكية بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت ‏حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل ‏الموقع وأصابتها بدقة.

وكان الحزب قد أعلن أيضًا أنّه وبعد رصدٍ وترقبٍ للقوات الإسرائيلية في موقع المالكية وأثناء دخول آليات إليه، ‏استهدفها عناصره عند الساعة (23:30) من ليل يوم الأحد، بقذائف المدفعية وأصابوها إصابةً مباشرة.

تسويات “على نار حامية”!

هذه التطورات أدّت إلى تصاعد المخاوف التي لا تزال تترنّح يوميًا ما بين خطوات التصعيد والتهدئة، فيما يبقى الترقّب سيّد المرحلة.

وعليه، تبدو الجبهة الجنوبية متّجهة إلى مزيد من التصعيد وليس التهدئة، وهذا يتماشى مع التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سبق وتوعّد منذ أيام بمفاجآت “مهمة” على الحدود مع لبنان، بينما ردّ “الحزب” بأنه هو من يُعدّ المفاجآت لإسرائيل.

في ظل هذا التصعيد، أشارت “الأنباء” الإلكترونيّة، إلى أنّه لا يبدو أنّ المساعي الدبلوماسية قد تجد طريقها للحل، فالورقة الفرنسية لم تجد أي أصداء إيجابية، خصوصًا على المقلب الإسرائيلي من الصراع، في حين أن الجهود الأميركية التي كان يقوم بها مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين توقفت على ما يبدو من دون أن تحقّق أي خرق فعلي.

مصادر متابعة للشأن تعلّق على فشل كافة المساعي الدولية لتهدئة الوضع بالقول إنّ “إسرائيل تُريد إنهاء “تهديدات” الحزب جنوبًا وإبعاده عن حدودها وضرب إمكانياته الصاروخية وهذا ما تؤكده طبيعة الاغتيالات، وفي مقابل ذلك فإن “حزب الله” لن يتوقف عن القصف إلا حينما تنتهي الحرب في غزّة”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تُشير المصادر إلى أن المساعي الدولية نجحت حتى الساعة في منع توسيع رقعة الحرب وتحويلها إلى اشتباك شامل بين الطرفين من دون قواعد، لكن هذه المساعي ليست مضمونة لأنها فشلت نسبيًا في رفح، ولم تتمكّن من منع إسرائيل من تنفيذ عملية برّية في المدينة.

في هذا السياق، يتوقع بعض المراقبين، بحسب “الأنباء” أن يكون شهرَا حزيران وتموز صعبين جدًا في هذا السياق، لأن في هذه الفترة من المفترض أن تكون إسرائيل قد انتهت من معركتها في رفح، ومتفرّغة لأي عملية واسعة محتملة في لبنان، فتتسابق في ذلك الحين طبول الحرب مع الجهود الدبلوماسية، فتنجح واحدة وتفشل الأخرى.

وتُضيف المصادر: “في حال أراد “حزب الله” تجنّب سيناريو مُشابه لغزّة قد يتجه إلى تسويات معيّنة مرتبطة بوجوده عند الحدود الجنوبية ومرتبطة بالسياسة الداخلية اللبنانية وحتى بسياسات إيران، وقد يُحقق بعض المكاسب في هذا السياق ويتفادى حربًا مدمّرة، لكن هذه التسويات لن تحصل إلّا على نار حامية”.

على خطٍ موازٍ، تكشف مصادر لـ “الشرق الأوسط”، أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ينتظر بفارغ الصبر ليعاود تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب لتطبيق القرار 1701، وذلك فور التوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية.

المصادر تقول إنّ هوكشتاين يجول بعيدًا عن الأضواء على عدد من الدول المعنية بتهدئة الوضع جنوبًا، وتؤكد أنه توصل إلى وضع العناوين الرئيسية لتطبيق القرار 1701، لكن ربط “حزب الله” الجنوب بغزة يدعوه للتريث.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us