العين لا تزال على “موعد الردّ”… فهل سيقوم “الحزب” بالهجوم قبل إيران؟!

تشهد المنطقة والعالم حالة من الترقب والقلق المتصاعد بشأن التطورات العسكرية المرتقبة في الساعات والأيام القادمة. يأتي ذلك في أعقاب التهديدات التي أطلقتها إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، وكذلك التهديدات التي أطلقها “حزب الله” بالانتقام لاغتيال القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية.
وفي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، توعّد بردّ قويّ على إسرائيل قائلًا إنّ “ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا”، معتبرًا أنّ “إسرائيل الخائفة والمنتظرة لرد إيران وحزب الله تستنجد الأميركي”، من دون أن يحسم ما إن كان ردّ “الحزب” وطهران سيكون متزامنًا أم لا.
كما شدد نصرالله على أنّ “ردنا آت إن شاء الله، وحدنا أو مع المحور. هذه معركة كبيرة وأي تكن العواقب لا يمكن أن تمر عليها المقاومة”، مضيفًا: “ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.
وفي موقف لبناني رسمي، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي “بوقف التهديدات الإسرائيلية على لبنان تمهيدا لإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701”.
وقال ميقاتي: “الإستهداف الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم، وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة”.
وأضاف: “ما يمكنني الكشف عنه في هذا الصدد أن سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى أصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل، لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته. وهذا الضغط مستمر ونأمل ان يفضي إلى نتائج مرضية في أسرع وقت”.
وفي الإطار نفسه، أكّد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض جهود التهدئة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب، وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّداً على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف الإستهداف الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وحذّر من أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جدياً في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل.
من سيردّ قبل؟
وفي سياق متّصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ التقديرات تشير إلى أن “حزب الله” سيقوم بالهجوم قبل إيران، ردّاً على اغتيال القيادي فؤاد شكر في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية.
كما أشارت إلى أنّ “حزب الله” سيستخدم في الهجوم صواريخ دقيقة.
بدوره، كشف مسؤول مطلع أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا الوسطاء أن الرد على إسرائيل سيكون محسوبا بدقة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
التهدئة مرهونة برد إيران؟
من جهة أخرى، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت لـ “الجمهورية” إن مساعي التهدئة “لم تصل بعد الى ادنى ما أرادته من أهداف وخصوصا على مستوى المساعي المبذولة بين واشنطن وعواصم عربية وغربية لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العاشر من حزيران الماضي والشروع في تبادل الاسرى الاسرائيليين بالمعتقلين في السجون الاسرائيلية”.
ولفتت المصادر الى ان هذا القرار كان تنفيذا لمشروع اميركي تبناه الرئيس الاميركي جو بايدن، ووافق عليه مجلس الأمن بكامل اعضائه وبامتناع رئيس البعثة الروسية عن التصويت متجاوزا اللجوء الى حق النقض.
ولفتت المصادر الديبلوماسية الى “أن المساعي لم ولن تتوقف وأن موعد انطلاقتها الجديدة مرهون بالرد الإيراني ومعه رد اليمن ودول المحور على عمليتي الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، وأن أصحاب المبادرات مصممون على احياء الافكار السابقة ولن يقدموا اي اقتراح جديد ما لم يأت الرد بما ليس متوقعا كأن يؤدي الى موقف إسرائيلي مفاجىء وهو غير منتظر حتى الساعة وخصوصا ان صدقت التوقعات الديبلوماسية بأن إسرائيل قد تلجأ الى رد عسكري وامني استخباري استباقي لأي عملية ضدها مباشرة يمكن ان يطاول ساحات دول المحور من لبنان الى العراق واليمن مع بقاء الساحة السورية مفتوحة امام الطائرات والصواريخ الاسرائيلية كما هو جار بنحو شبه دوري ويومي”.
مواضيع ذات صلة :
![]() انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران وأميركا | ![]() إسرائيل تراهن على فشل المفاوضات… وتستعدّ لضرب المنشآت النووية الإيرانية | ![]() المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية إلى روما في جولتها الخامسة |