الجنوب يتجاوز حالة “الاستنفار”.. “ستاتيكو” ميداني تقليدي و”رتابة” في المواجهات

لبنان 27 آب, 2024

تشهد جبهة جنوب لبنان منذ يوم أمس، وفي أعقاب الهجوم الذي نفذه “حزب الله” فجر الأحد والغارات الإسرائيلية المكثّفة على القرى الحدوديّة، عودة إلى مشهدية الحرب الدائرة منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر. في وقت تحدثت مصادر عن علم مسبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري بنوعية الردّ الذي كان ينوي “الحزب” القيام به، حيث اهتم بدراسة تداعياته وعدم انعكاسه توسيعًا للجبهة.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّه بدا واضحًا غداة ردّ “حزب الله” على اغتيال القائد العسكري لديه فؤاد شكر والمواجهة التي حصلت بينه وبين إسرائيل فجر الأحد الماضي، أنّ الوضع الميداني في جنوب لبنان وعلى الجبهة المفتوحة مع إسرائيل، قد عاد إلى ستاتيكو أو معادلة ما قبل الأحد، أي إلى الاستمرار في معادلة “المشاغلة” المضبوطة بقواعد اشتباك “مرنة”.

وأضافت أنّ هذا يعني بوضوح أن الاستنزاف الطويل المدى، المرتبط بحرب غزة، سيبقي مصير الجنوب وعبره البلاد بأسرها عرضة لتداعيات هذه المعادلة القسرية وتطوراتها إلى أن تظهر معالم جدية لتسوية توقف الحرب في غزة.

ومع أن الساعات الأخيرة شهدت انحسارًا لافتًا في المواجهات قياسًا بالفترة الأخيرة، فإن عودة سلسلة الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت عددًا من القرى ناهيك عن تحريك “حزب الله” مسيّرات في عملية استهداف، أظهر ميدانيًا على الأقل أن المجريات الحربية التي حصلت صباح الأحد الماضي، انحصرت برد الحزب وردّ إسرائيل على الرد، فيما تصرّف الجانبان أمس كأن العودة إلى الستاتيكو الميداني تجاوزت حالة الاستنفار الضخمة التي سبقت وواكبت مجريات الأحد لتعود الوقائع إلى “رتابة” المواجهات التقليدية كما كانت قبل الأحد الماضي.

“علم مسبق” لبري!

في سياق متّصل، كشف مصدر لبناني رسمي كبير عن أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري كان على علم مسبق بنوعية الرد من دون الاطلاع على توقيته بالضرورة. وقد اهتم بدراسة تداعياته وعدم انعكاسه توسيعًا للجبهة مع لبنان”.

وقال المصدر لـ”الأنباء الكويتية”: “أخذت قيادة الحزب في الاعتبار مصالح الشرائح الكبرى من اللبنانيين، وخصوصًا جمهور المقاومة لجهة عدم التسبب بنزوحه من أماكن إقامته في بيروت وضاحيتها الجنوبية، وكذلك بعدم إلحاق أضرار باللبنانيين في سائر المناطق البعيدة من الجنوب”.

تحركات لضبط التوتر

إلى ذلك، وفي المقلب الديبلوماسي من المشهد، توقعت أوساط دبلوماسية لـ “النهار” أن تنشط التحركات مجددًا على خلفية السعي إلى إبقاء الوضع ضمن الضوابط وعدم اتساع التوتر، خصوصًا بعد التمديد المرتقب للقوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” بما يطلق دورة جهود جديدة لإحياء تنفيذ القرار 1701.

تزامن ذلك مع معلومات تؤكد أن فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لـ “اليونيفيل” على أن توضع باللون الأزرق وتقرّ في مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل من دون تعديلات جوهرية مبدئيًا.

التطورات الميدانية

ميدانيًا، نفذت مسيّرة إسرائيلية قرابة الثامنة والثلث صباحًا، غارة استهدفت منطقة مفتوحة بين موقعي الدبشة وعلي الطاهر سابقًا عند أطراف النبطية الفوقا الشرقية، إلا أن الصاروخ لم ينفجر.

كما أطلق الجيش الإسرائيلي فجرًا، نيران رشاشاته الثقيلة على بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات.

واستمر تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيّر طوال الليل وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط في قضاءي صور وبنت جبيل.

كما أطلق الجيش الإسرائيلي ليلًا، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، ترافق ذلك مع قصف مدفعي طال أطراف بلدات الضهيرة ورامية وعيتا الشعب وطيرحرفا.

كذلك طال القصف الإسرائيلي ليلًا أطراف بلدة زبقين، واستهدف بالقذائف الثقيلة بلدات بيت ليف وأم التوت وشيحين.

وكانت أجواء القطاع الغربي، وصولاً إلى صور قد شهدت ليل أمس، تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي الإسرائيلي إضافة إلى تحليق للمسيرات.

كذلك نفذ الطيران الحربي تحليقًا منخفضًا في أجواء مدينة صيدا.

وشهدت أجواء منطقة الزهراني مرور الطيران الحربي الإسرائيلي ذهابًا وإيابًا وعلى علو متوسط.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us