تنسيق فرنسي روسي لتشكيل الحكومة قبل رأس السنة

لبنان 3 كانون الأول, 2020

كتبت ثريا شاهين:

في ظلّ الجمود الذي يلفّ الوضع اللّبنانيّ وعمليّة تشكيل الحكومة، تكشف مصادر ديبلوماسيّة واسعة الاطّلاع، أنّ ولادة حكومة غير واردة الآن إلا في حالة واحدة، وهي نجاح التنسيق الفرنسي – الروسي المستجدّ حول لبنان، وحول بذل جهود لإخراجه من “الستاتيكو القاتل” الذي يمرّ فيه.

وتنشط حاليّاً الاتصالات الفرنسيّة – الروسيّة من أجل لبنان، بعد أن كانت روسيا، وفي أعقاب طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مبادرته في ايلول الماضي، سلبيّة في موقفها، حتى أنّ بعض المسؤولين فيها قالوا عن ماكرون إنّه يعتقد نفسه المفوّض السامي في لبنان، الى ان حصلت مباحثات بين الرئيسين ماكرون وڤلاديمير بوتين حول مختلف القضايا المطروحة في العالم، لا سيما في محيط روسيا. وكان الحديث عن الازمة اللبنانيّة من ضمن الجولة، إذ أنّ الدول الكبرى “تعمل بالجملة”، والتنسيق بين الدولتين لا يرقى بعد الى مستوى المبادرة المحددة، إنّما هناك محاولة، يعتبر من خلالها الجانبان أنّهما قد يصلان الى نتيجة يعني نجاحها ولادة حكومة في لبنان قبل رأس السنة الجديدة.

والتنسيق بين الجانبين، وفقاً للمصادر، لا يتمّ فقط عبر وزارتَي الخارجيّة في البلدين، إنّما ايضاً بين السفيرة الفرنسيّة الجديدة في بيروت آن غريون، والسفير الروسي الجديد ايضاً في بيروت الكسندر روداكوڤ. إنّه عمل لتوحيد الجهود الفرنسيّة والروسيّة، والروس في هذا الإطار، يسلّمون الأمر الى الفرنسيّين بمعنى أنّ الروس الذين لا يتكهّنون شيئاً حول الموقف الاميركي من ذلك، يعتمدون على فرنسا التي تربطها بالاميركيّين علاقات جيّدة، لذا لا يتوقّعون وجود عرقلة.

إلا أنّ هذه الجهود تحتاج الى وقت، وإذا سارت الأمور كما يجب فهناك حكومة قبل رأس السنة. أيّ أنّه اذا لم يعرقل اي طرف هذه الجهود لا سيما واشنطن، فإنّ الموضوع سيسير. في الاساس أنّ الاجواء الروسيّة تستشفّ وجود عرقلة أميركيّة، إنّها تكهّنات وليس من أدلّة دافعة. وقد يكون ذلك بسبب زيادة الضغوطات الاميركيّة على “ايران” و”حزب الله” من خلال لبنان. وأيضاً بسبب الاصرار الأميركي على استبعاد “حزب الله” عن التشكيلة الحكوميّة، واستبعاد أيّ دور له في الحكومة. وبالتالي، الروس يعتبرون أنّ هذا التوجه هو عرقلة بحدّ ذاته، وأنّ استبعاد الحزب غير واقعي، كونه شريك في السلطة التشريعيّة وفي الشريحة الاجتماعيّة.

وفي هذا السياق، هناك أمل إذا نجحت المساعي الفرنسيّة بتحييد الاميركيّين عن هذا الملف أن تُشَكَّل الحكومة خلال ثلاثة اسابيع. وفي الوقت نفسه، ليس هناك من توقّع محدّد للأهداف الاميركيّة لاسيما في هذه المرحلة من انتقال السلطة، وما مدى الاستعداد للموافقة على هذا التحرك.

أما بالنسبة الى إمكان إحداث ضغط روسي على ايران، تقول المصادر إنّ روسيا على اتصال دائم مع الايرانيّين حول لبنان، لكن ما من ضغوطٍ قويّة تجبر ايران على شيء ما. اذ ان المصالح الروسية – الإيرانية في سوريا، تبقى أهمّ من الملف اللبناني بالنسبة الى الروس.

وتجدر الإشارة الى أنّ الروس ليسوا قلقين من حربٍ شاملة، لكنّهم لا يستبعدون حصول أحداثٍ أمنيّة، أو ضربات موضعيّة، كما حصل في ايران من اغتيال للعالِم النووي نهاية الاسبوع الماضي.

 

MTV

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us