تصعيد حادّ بين إيران وإسرائيل… ترقب لردود عسكرية وتهديدات متبادلة

لبنان 3 تشرين الأول, 2024

تشهد المنطقة حالة من الترقب بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، حيث أُطلقت أكثر من 150 صاروخًا في إطار تصعيد مستمر. ويتصدر النقاش تساؤلات حول نطاق الرد الإسرائيلي وأهدافه المحتملة، وسط تحذيرات من الرئيس الإيراني بأن أي خطأ من إسرائيل سيقابل برد أقوى.

وفي ما يلي حصر بأبرز الخيارات المحتملة لإسرائيل:

انخرطت إسرائيل وإيران في حرب ظل لعقود من الزمن. وحتى نيسان الماضي، اختار الطرفان دائماً مهاجمة أحدهما الآخر عبر وسائل غير مباشرة، إذ تهاجم إسرائيل الأصول الإيرانية في الخارج، وتدعم إيران أذرعها لتهديد الأهداف الإسرائيلية.

لكن بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأول على إسرائيل في نيسان الماضي، وهجوم ليل أمس الذي فاقه حجماً ونطاقاً، تغيرت المعادلة. وليس لدى إسرائيل نقص في الأهداف المحتملة لضربها داخل إيران، خصوصاً تلك المرتبطة بـ«الحرس الثوري».

أولاً: المنشآت النووية

يُعتقد أن إسرائيل كبحت طموحات إيران النووية من قبل من خلال ملاحقة الكثير من المنشآت والعلماء، ومن المحتمل أن يكون لديها معلومات استخباراتية قوية حول برنامج الأسلحة النووية في طهران. وأيضاً يُعتقد أن إيران زادت إجمالي مخزونها من الوقود النووي عالي التخصيب لمعدل يسمح بإنتاج نحو ثلاثة أسلحة نووية.

كان البرنامج النووي الإيراني دائماً على رادار إسرائيل التي حاولت حشد دعم أميركي في سنوات رئاسة دونالد ترمب لتوجيه ضربة إليه. لذلك، قد يكون ذلك هدفاً محتملاً، رغم المخاطر التي يحملها هذا التصعيد الكبير في طياته.

ثانياً: كبار القادة

يمكن لإسرائيل أيضاً مهاجمة واغتيال كبار ضباط «الحرس الثوري»، وهو ما فعلته من قبل. وبعد اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، وقبله قائد حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، يبدو أن إسرائيل زحزحت خطوطها الحمر في ما يخص مستوى الاغتيالات.

ثالثاً: مصانع إنتاج الأسلحة

قد يكون استهداف مصانع الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار التي تعد الذخيرة الأساسية لإيران وحلفائها وخطوط الإمداد، أحد أبرز أهداف الرد، لتضييق الخناق على القدرات الإيرانية في المستقبل. ومن المرجح أن يتطلب تدمير منشأة لإنتاج الأسلحة شن غارة جوية كبيرة باستخدام طائرات مقاتلة أو صواريخ «كروز» بعيدة المدى.

رابعاً: منشآت إنتاج النفط

ذكرت تقارير إسرائيلية وأميركية في الساعات الماضية المنشآت النفطية كهدف تخطط إسرائيل لضربه في إيران رداً على الهجوم. ويمكن لإسرائيل أيضاً أن تستهدف مصافي النفط التي تدعم عائدات إنتاجها الاقتصاد الإيراني رغم العقوبات الدولية الكثيرة. ويمكن أن يأتي ذلك من خلال الطائرات أو الصواريخ طويلة المدى أو التخريب على الأرض.

وفي حين أن هذا خيار، إلا أنه قد لا يكون الأكثر استراتيجية؛ لأنه ليس الطريقة الأكثر مباشرة لإسرائيل لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية. ومن المرجح أيضاً أن يؤدي ذلك إلى تقلبات في أسعار النفط العالمية على الرغم من أن الكثير من الوقود الإيراني يخضع للعقوبات، وهو خيار غير محبذ لأميركا التي تمر بسنة انتخابية وتتعافى من التبعات الاقتصادية لجائحة «كورونا».

خامساً: أهداف خارج إيران

الخيار الآخر الذي يمكن أن تتخذه إسرائيل هو ضرب أهداف إيرانية في الخارج، أو ملاحقة مجموعات وكيلة مختلفة تدعمها إيران، مثل الميليشيات في العراق وسوريا واليمن، إضافة إلى الحرب الدائرة مع «حزب الله» في لبنان. لكن هذا سيكون على الأرجح هدفاً ثانوياً، مع التركيز على الرد داخل إيران بسبب حجم هجوم الثلاثاء.

متى الردّ الإسرائيلي؟

في سياق متصل، أعلن مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لصحيفة “New york times” أن طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير ربما لا تتضح إلا بعد عيد رأس السنة اليهودية.

وكتبت الصحيفة نقلا عن المسؤولين: “إسرائيل تتمتع بقدر أكبر من الحرية في الرد بقوة على وابل الصواريخ الإيراني مقارنة بما كان عليه الوضع في نيسان، عندما كان ردها على الهجوم الإيراني السابق عبارة عن ضربة رمزية إلى حد كبير ضد منشأة الدفاع الجوي في إيران”.

وأوضحت: “في نيسان، كانت إسرائيل قلقة من أن يدفع القيام برد مكثف إيران إلى إصدار أوامر لحزب الله في لبنان بالرد على نطاق واسع داخل الأراضي الإسرائيلية”.

وأضافت: “بعد مقتل زعيم حزب الله وقادة آخرين الأسبوع الماضي، إلى جانب الغزو البري للبنان أضعفت إسرائيل حزب الله وجردت إيران من الكثير من قوتها الرادعة ضد هجوم إسرائيلي أوسع”.

وأشارت إلى أن “إدارة بايدن قد تحث إسرائيل على كبح جماح ردها، ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، من المرجح أن يكون نفوذ المسؤولين الأميركيين أضعف مما كان عليه في نيسان عندما ضغطوا على نحو مماثل لتجنب هجوم من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع”.

وختم المقال: “هذا تصعيد يصعب التنبؤ بنهايته، ومن المؤكد أن تصرف إسرائيل سوف يؤدي إلى رد فعل إيراني آخر، ويبدو أننا في بداية مواجهة قوية بيننا وبين الإيرانيين، طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير ربما لا تتضح إلا بعد عيد رأس السنة اليهودية يوم الجمعة”.

الرئيس الإيراني: أي خطأ من إسرائيل سيقابل برد أقوى

كما إعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أنه “إذا إرتكبت إسرائيل أدنى خطأ ضدنا ستلقى ردًا أقوى”.

وأضاف بزشكيان: “استمرار جرائم اسرائيل دفع قواتنا المسلحة لتوجيه رد حاسم ضدها”.

وأشار إلى ان “إسرائيل لم تكن لتستطيع إرتكاب هذا الكم من الجرائم لولا ارتباطها بأميركا وأوروبا”.

إيران ترفع القيود على الطيران

من جهة أخرى، أفادت “وكالة الأنباء الإيرانية” اليوم الخميس، بأن مطار مهر آباد في العاصمة طهران استأنف رحلاته الداخلية، بعد يومين من فرض قيود على الطيران.

يأتي ذلك، غداة إعلان منظمة الطيران المدني في إيران، إلغاء الرحلات الجوية كافة حتى العاشرة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، عقب هجوم صاروخي شنه الحرس الثوري على إسرائيل في 1 تشرين الأول الحالي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us