الإدارة السورية الجديدة وشروط فرضت على لبنان: تحديات محلية وإقليمية

لبنان 4 كانون الثاني, 2025

تواجه الإدارة السورية برئاسة أحمد الشرع مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، وبينما تسعى الإدارة الجديدة لتحقيق استقرار سياسي واقتصادي، تتعقد الأمور بسبب قرارات مثيرة للجدل وسياسات إقليمية تتسم بالتوتر، خصوصًا مع الدولة اللبنانية.

وبالعودة إلى الداخل السوري، فقد أثارت قرارات الإدارة الجديدة جدلًا واسعًا، أبرزها الترقيات العسكرية التي وُصفت بأنها تستند إلى الولاء السياسي بدلًا من الكفاءة، والتدخل العسكري في السويداء دون تنسيق مع القيادات المحلية، مما أثار قلق الأقليات، خاصة الطائفة الدرزية.
بالإضافة إلى ذلك تسبب تعديل المناهج التعليمية في انقسام داخلي، وسط تساؤلات حول مدى التزام الإدارة بمبادئ الشفافية والتوافق الوطني.
في حين يشكل انتشار السلاح والفصائل المسلحة تحديًا كبيرًا، مع دعوات متزايدة لدمجها في الجيش الوطني تحت إطار دولة قوية توفر ضمانات حقيقية للأقليات والطوائف.

أما على المستوى الإقليمي، فتتسم العلاقات بين سوريا ولبنان بتوترات متصاعدة.
وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أصدرت السلطات السورية تعليمات جديدة تمنع دخول اللبنانيين إلا بشروط صارمة، مثل وجود إقامة سورية سارية المفعول أو تقديم مستندات تثبت حجزًا فندقيًا ومبلغًا ماليًا محددًا. وترافق ذلك مع تعزيزات عسكرية سورية على الحدود، خاصة في مناطق وادي خالد والبقيعة.
وتشير التقارير إلى أن هذه الإجراءات السورية جاءت كرد فعل على قرارات لبنانية سابقة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط، مما يعكس استمرار تبادل الرسائل السياسية بين الجانبين.

في المقابل تجددت الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون – بعلبك، حيث أصيب 4 من عناصر الجيش اللبناني خلال تصديهم لمحاولة تهريب أسلحة مضادة للدروع عبر منافذ غير شرعية. وأفاد المرصد السوري بضلوع تجار سلاح كبار من إدلب في تنسيق عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان بأسعار مرتفعة.
من جهة أخرى، نفت مصادر رسمية أي اشتباكات بين الجيش اللبناني وهيئة تحرير الشام.

في السياق، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّ “اتصالًا جرى بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​ وقائد الإدارة السّوريّة الجديدة ​أحمد الشرع​، تمّ خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفّات الطّارئة. كما تطرّق البحث إلى ما تعرّض له الجيش على الحدود مع ​سوريا​ في البقاع”.

وأوضحت في بيان، أنّ “الشّرع أكّد أنّ الأجهزة السّوريّة المعنيّة قامت بكلّ ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود، ومنع تجدّد ما حصل”، مشيرةً إلى أنّ “في ختام الإتصال، وجّه الشّرع دعوة لرئيس الحكومة لزيارة سوريا، من أجل البحث في الملفّات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثّنائيّة”.

في ظل هذه التحديات، تحاول الإدارة السورية الجديدة تحقيق توازن دقيق بين تطمين الداخل وكسب دعم الخارج.
وبينما أعربت دول مثل فرنسا وألمانيا عن استعدادها لتقديم دعم مشروط بضمان إشراك كافة المكونات السورية في عملية إعادة الإعمار، شددت السعودية من جهتها على دعمها لوحدة سوريا واستعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us