باسيل يستنجد باليمين الأوروبي المتطرف الأشد إخلاصاً لإسرائيل

المصدر: منير الربيع – المدن
يستمر جبران باسيل في لعبه على حبال متناقضة. وهي ممارسته السياسية التي لم يقتنع بعد أنها أحرقت مراكبه مع كثيرين.

ففي الداخل، خاض معاركه مع القوى السياسية كلها. وهذه سياسة لا يمكنها أن توصله إلى رئاسة الجمهورية. وفي الخارج حاول في محطات متتالية أن يكون في جلباب واشنطن وموسكو، أوروبا وإيران والصين والعرب، كلاً وجميعاً وفي وقت واحد.
ولم يقتنع بأن سياسة إرضاء الجميع لا يمكنها النجاح. فاصطدم بالجميع، ولم يعد أحد يثق به. لكنه ظل على حاله، واستمر على المنوال إياه، مقتنعاً بأن العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، سياسية.

وأوروبياً لن يتوانى باسيل عن مساعيه في محاولته تطويق فرض عقوبات عليه. وهو يعلم أن العقوبات الأوروبية تحتاج إلى قرار بالإجماع من دول الاتحاد الأوروبي. فيكفي اعتراض دولة أوروبية واحدة لتسقط العقوبات.

وأتاه هذا الترياق من هنغاريا ووزير خارجيتها بيتر سيارتو. المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، والمتطابقة إلى حدّ بعيد مع يمينية باسيل. ويجد الرجلان ضالتهما في تعاونهما، بلعبهما على الوتر المسيحي.

والهدف من زيارة الوزير الهنغاري يتضح، فقد قال بيتر سيارتو: “لن نقبل بفرض عقوبات على أكبر حزب مسيحي في لبنان”. وهذا موقف يريد باسيل الإيحاء بأنه يكسر العزلة الدولية التي تحيط به. وبه يلتف على القرارات الأوروبية، أو الفرنسية تحديداً، لفرض عقوبات عليه.

وهو يستغل أيضاً حاجة ماكرون الانتخابية، التي تفرض على الرئيس الفرنسي تجنّب فرض عقوبات على طرف مسيحي لبناني في هذه المرحلة، كي لا يستغل اليمين الفرنسي بقيادة مارين لوبان الأمر انتخابياً.

وقد جاءت زيارة الوزير الهنغاري بترتيب من التيار العوني. وتؤكد المصادر أن هدف الزيارة يقتصر على لقاء باسيل فقط. فهو لم يعقد لقاءات رسمية مع أحد سواه.

كما أن وزير خارجية هنغاريا صاحب مواقف مندفعة جداً لصالح إسرائيل. وهو كان من أشد المتحمسين لتطبيق خطة ترامب لصفقة القرن.
لكن، قد لا يكون هناك رابط بين زيارة الوزير الهنغاري لبنان ولقاءه باسيل، وطرح باسيل الجديد بخصوص ترسيم الحدود. ويمكن وضع الزيارة واللقاء في سياق سعي باسيل المستميت إلى تحسين وضعه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us