التغييرات في القيادة العسكرية لـ”الحزب” بعد الاغتيالات الأخيرة: توترات داخلية تهدد مستقبل التنظيم!

أظهرت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة قدرة استخباراتية عالية على اختراق هيكلية “حزب الله”، مما مكّنها من تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة استهدفت قادته ومراكزه القيادية، رغم التدابير الأمنية المشددة التي يتبعها التنظيم.
ووفقًا للمراقبة المستمرة للأحداث، فقد أدت هذه العمليات إلى اغتيال 174 قائدًا عسكريًا بارزًا من مختلف المستويات القيادية، بما يشمل أعضاء مجلس الجهاد، قادة الوحدات والقطاعات، بالإضافة إلى مراكز المعرفة العسكرية.
وبالمقارنة مع الجيوش النظامية، فإنّ هذه الخسائر تعادل تصفية رئيس الأركان، وأعضاء هيئة الأركان العامة، وقادة الفرق والألوية والكتائب، وكبار الضباط.
القيادة العسكرية الحالية لـ”حزب الله”: شخصيتان بارزتان وسط تغييرات جذرية
في أعقاب هذه الاغتيالات، برزت شخصيتان أساسيتان في المشهد العسكري الحالي لـ”حزب الله”: محمد حيدر وهيثم علي طبطبائي، وهما من بين القادة العسكريين القلائل الذين نجوا من الضربات الأخيرة.
محمد حيدر – رئيس الأركان بالوكالة
تولى محمد حيدر، المعروف بـ”أبو علي حيدر”، منصب رئيس الأركان بالوكالة خلفًا لفؤاد شكر، الذي تم اغتياله في 30 تموز 2024. لا يُعرف حيدر بكونه شخصية عسكرية تقليدية، إذ أن مسيرته بدأت في الأدوار المدنية ضمن الحزب، مما يجعله أقل خبرة في العمليات العسكرية الميدانية مقارنة بسلفه.
ومع ذلك، كان لحيدر دور بارز في صياغة الاستراتيجيات الأمنية لـ”حزب الله”، ما أكسبه لقب “العقل الأمني الاستراتيجي”.
قبل انضمامه إلى مجلس الجهاد، شغل حيدر مناصب مدنية وسياسية، حيث كان نائبًا عن “حزب الله” في البرلمان اللبناني عن قضاء مرجعيون – حاصبيا حتى عام 2009. كما شغل سابقًا مناصب إدارية، منها نائب رئيس المجلس التنفيذي ومدير قناة “المنار”.
في 23 تشرين الثاني 2024، استُهدف مبنى في منطقة البسطة الفوقا ببيروت بضربة جوية، أفادت تقارير أنها كانت محاولة لاغتيال حيدر، لكنه نجا منها.
هيثم علي طبطبائي – قائد الجبهة الجنوبية
هيثم علي طبطبائي، المعروف بـ”أبو علي طبطبائي”، هو أحد القادة العسكريين البارزين في “حزب الله”، حيث يتمتع بخبرة عملياتية واسعة في لبنان وسوريا واليمن. تولى قيادة الجبهة الجنوبية بعد اغتيال سلفه علي كركي في 27 أيلول 2024، وهو مسؤول عن ثلاث وحدات رئيسية في “حزب الله” (ناصر، عزيز، وبدر) الممتدة من منطقة صيدا إلى الحدود الجنوبية للبنان.
يُنسب إلى طبطبائي إشرافه على تعزيز البنية العسكرية في مناطق استراتيجية، كما أنه كان على رأس وحدة “الرضوان”، المعروفة بمهامها الخاصة.
وفي كانون الثاني 2015، نجا من غارة إسرائيلية استهدفته في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، فيما قُتل في الهجوم ضابط إيراني بارز وجهاد مغنية، نجل القائد العسكري الراحل عماد مغنية.
في العام 2016، تم إرساله إلى اليمن حيث عمل على تدريب مجموعات مسلحة بالتنسيق مع “فيلق القدس” الإيراني، قبل أن يعود لاحقًا إلى لبنان، حيث تم تعيينه مسؤولًا عن وحدة “الرضوان” وقيادة عمليات “غزو الجليل” منذ عام 2019-2020.
توتر داخلي في قيادة “حزب الله”
رغم نجاتهما، تشير تقديرات إلى وجود توتر بين حيدر وطبطبائي، إذ يُنظر إلى الأخير على أنه صاحب خبرة عسكرية ميدانية أوسع، ما قد يدفعه إلى الطعن في مكانة حيدر داخل التنظيم.
ويرى البعض أن طبطبائي قد يسعى لتعزيز نفوذه في القيادة العسكرية، مستفيدًا من تاريخه العملياتي مقارنة بحيدر الذي يتمتع بخبرة استراتيجية وسياسية أوسع.
إلى جانب هذه التوترات، يثير بقاء طبطبائي على قيد الحياة بعد عدة محاولات اغتيال تساؤلات عدة، خاصة أنه كان هدفًا لضربات جوية متكررة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك غارة في أيلول 2024 وأخرى في تشرين الثاني 2024 في ضواحي دمشق
مواضيع ذات صلة :
![]() لسْنا ساحة أحد: لا الحوثي يحمي لبنان ولا حزب الله يقرّر باسمنا | ![]() لا “حماس” لدى “الحزب” | ![]() فرنسا دعت إسرائيل إلى “ضبط النفس”والانسحاب من التلال الخمس في جنوب لبنان |