تسجيل صوتي يوتر الأجواء في جرمانا.. اشتباكات مسلحة ودعوة إلى التهدئة

شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق، ليل الإثنين، اشتباكات بالأسلحة النارية أودت بحياة 5 أشخاص على الأقل، بينهم عناصر من قوات الأمن العام، وذلك على خلفية اتهام أحد أبناء المنطقة بنشر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد.
في حين تعهدت وزارة الداخلية السورية الثلاثاء بـ”ملاحقة المتورطين” في الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية التي شهدتها جرمانا قرب دمشق، مؤكدة أنها وقعت بين “مجموعات” مسلحة من المدينة وخارجها.
وقالت في بيان “شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها”، ما أسفر عن “قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة”. وأكدت فرض “طوق أمني” حول المدينة، وتعهدت بـ”ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون … وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي”.
من جهتها، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحّدين (الدروز) في مدينة جرمانا بيانًا دانت فيه بشدّة الإساءة للنبي محمد (ص)، ووصفت ما جرى من تلفيق مقطع صوتي مسيء بأنه “مشروع فتنة خطير ومحاولة لزرع الانقسام” في المدينة والمجتمع.
كما استنكرت الهيئة الهجوم المسلّح الذي استهدف مدينة جرمانا، مشيرة إلى أن غالبية من أُصيبوا أو استشهدوا خلال الاعتداء هم من أبناء المدينة ومن منتسبي جهاز الأمن العام، ما يزيد من خطورة ودلالة ما جرى.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أفاد بأنّ “اشتباكات عنيفة استُخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسّطة، اندلعت في مدينة جرمانا بريف دمشق، بين مسلّحين اقتحموا أحياء في المدينة وآخرين في المدينة ذاتها، بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لشخص من طائفة الموحّدين الدّروز، خلق حالةً من الاحتقان الشّعبي وحملة تحريض طائفي عارمة شهدتها الشّوارع في محافظات سوريّة عدّة”.
وأوضح أنّ “أرتالًا عسكريّةً ضخمةً تجمّعت، وانتشر أفرادها في محيط جرمانا من جهة حي النسيم في المدينة، وبدأت بقصف بعض الأحياء وسط إطلاق نار كثيف منها. وتخلّل القصف اعتداء على الأحياء السّكنيّة بإطلاق النّار من أسلحة خفيفة ومتوسّطة، ما أدّى إلى مقتل 4 وإصابة 6 آخرين بجروح، بينهم إصابة حرجة، بالإضافة لإصابة عنصر من الجيش السّوري”.
في المقابل، دان الحزب التقدمي الاشتراكي، الإساءة المرفوضة تماماً للنبي محمد عبر تسجيلٍ صوتي مشبوه تمّ توزيعه في منطقة جرمانا في سوريا.
وجدّد في بيان، اليوم الثلاثاء، “دعوته إلى احترام قدسية الرموز الدينية انطلاقاً من قدسية احترام حق وحرية المعتقد، محذّرًا الجميع من الوقوع في فخ الفتنة التي لا تخدم إلّا الجيش الإسرائيلي وأجندته الرامية إلى التقسيم وإذكاء نيران الصراعات”.
وتابع البيان، “إنّ الحزب التقدمي الاشتراكي إذ يؤكّد مجدداً أهمية الحفاظ على وحدة سوريا ونسيجها الشعبي والاجتماعي، فإنّه يدعو إلى تحقيقٍ شفافٍ في ما حصل وخلفياته، ويشدّد على ضرورة استتباب السلم في جرمانا كما في كل مناطق سوريا، وأن تتخذ الدولة السورية الإجراءات الضامنة للأمن ومنع أي تفلّت”.
مواضيع ذات صلة :
![]() اشتباكات مسلحة وتوتر في جرمانا… وإسرائيل تتعهد بحماية الدروز | ![]() بعد تحرير سوريا.. نداء من جنبلاط لأهالي جرمانا |