حالة طوارئ في إسرائيل بسبب الحرائق.. والجيش يتدخّل

شهدت إسرائيل يوم أمس الأربعاء، حرائق هائلة اجتاحت مساحات واسعة من الأحراج والغابات الممتدة بين القدس وتل أبيب، مما استدعى إعلان “حالة طوارئ قومية” بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي أصدر أوامر بنشر الجيش لدعم طواقم الإطفاء والإنقاذ.
فقد اشتعلت الحرائق في جبال القدس الغربية قرب الطريق السريع رقم 1، الرابط بين القدس وتل أبيب، وأدت إلى توقف حركة النقل وإغلاق الطريق كليًا. ما تسبب في حالة من الهلع وسط السائقين الذين اضطروا إلى ترك مركباتهم وسط الطريق هربًا من ألسنة اللهب، كما أظهرت مقاطع مصورة بثتها قناة “كان” الإسرائيلية ووكالة “فرانس برس”.
كما غطى الدخان الكثيف سماء المنطقة، وحجب الرؤية، وتسبب بحالات اختناق بين المدنيين. وأفادت “نجمة داوود الحمراء” أنها عالجت 22 إصابة على الأقل بسبب استنشاق الدخان، فيما تم نقل 12 شخصًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وأعلنت الطواقم حالة تأهب قصوى.
الجيش الإسرائيلي في قلب الحدث
جاء تدخل الجيش الإسرائيلي بعد توجيهات مباشرة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي وصف الوضع بأنه “طوارئ وطنية”. وتم استدعاء طائرات من سلاح الجو للمشاركة في إخماد الحرائق. إضافة إلى إرسال شاحنات إطفاء عسكرية، ووضع فرق من الجيش في حالة تأهب قصوى لإنقاذ العالقين، بحسب ما أكدته قناة “الجزيرة” وصحيفة يديعوت أحرونوت.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن وزير الدفاع أمر رئيس الأركان إيال زامير بالمشاركة في إدارة جهود الإنقاذ، فيما أفادت مصادر أخرى بأن فرق إطفاء إسرائيلية حوصرت بالنيران نتيجة اشتداد الرياح، ما زاد من خطورة الوضع.
الحرائق تمتد وتتوسع… ومخاوف من اقترابها من القدس
الحرائق التي بدأت في جبال القدس، تمددت بسرعة كبيرة بفعل الرياح القوية والحرارة المرتفعة، ووصلت إلى مناطق قريبة من مستوطنات غربي القدس، بحسب ما نقلته “سكاي نيوز عربية” اليوم. وقد أخلت السلطات الإسرائيلية ما لا يقل عن 8 تجمعات سكنية، بينها مناطق تقع على بعد نحو 30 كيلومترًا من المدينة، كما تم إخلاء مستشفى هداسا عين كارم جزئيًا.
وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن الحرائق قد تقترب من مدينة القدس، معلنًا وصول طائرات إطفاء من إيطاليا وكرواتيا، بينما أكد مكتب وزير الخارجية جدعون ساعر وصول طائرتين من إسبانيا وأخرى من فرنسا، إلى جانب دعم مرتقب من رومانيا، في مؤشر واضح على الحاجة الدولية الملحة للسيطرة على الكارثة.
شبهات جنائية واتهامات فلسطينية
بينما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحرائق ناجمة عن ظروف مناخية قاسية، كشفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية لاحقًا عن اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم بإشعال الحرائق عمدًا. وذهبت القناة 14 إلى حد القول إنّ الحرائق “مفتعلة”، فيما صرّح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنّ “الفلسطينيين” يقفون وراء هذه “العملية”، مطالبًا بتنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم، على حد تعبيره، في خطاب صبّ الزيت على نار التوتر القائم.
السلطة الفلسطينية تعرض المساعدة… ولا رد إسرائيلي
عرضت السلطة الفلسطينية رسميًا أمس مساعدة إسرائيل في جهود إخماد الحرائق، وهو ما أكدته قناة “كان” وصحيفة يديعوت أحرونوت، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم ترد حتى الآن على هذا العرض.
إلغاء الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال
الحرائق اندلعت تزامنًا مع احتفالات إسرائيل بالذكرى الـ77 لتأسيسها عام 1948، وهي المناسبة التي تتزامن مع ذكرى “النكبة” الفلسطينية، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إلغاء العديد من الاحتفالات الرسمية، وفق ما أعلنته خدمة الطوارئ والإنقاذ، التي قالت إنها عاجزة عن تأمين الفعاليات.
انتشار الحرائق في الشمال والجنوب
لم تتوقف الكارثة على القدس وتل أبيب، فقد اندلعت حرائق جديدة في جنوب إسرائيل، كما أفادت الشرطة الإسرائيلية، إضافة إلى حرائق غابات في الشمال، حيث بدأت طواقم الإطفاء العمل على جبهات متعددة لمنع تفاقم الأزمة، بحسب ما أفادت به “سكاي نيوز عربية”.
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات بسبب الحرائق في شمال وجنوب إسرائيل.