آلان عون أسقط باسيل في حارة حريك… تحالف “التيار” و”الحزب” لم يعد ينفع!

وافق “الحزب” على التحالف مع التيار العوني في حارة حريك، كي لا يقضي نهائياً على التفاهم، أو على الأقل كي يبقي خيطاً رفيعاً علّه يعيد أمجاد الماضي التي أعطته تأييداً مسيحياً أمام المجتمع الدولي، لكن هذا التحالف البلدي المستجد أزعج عائلات حارة حريك المسيحية التي لا تسكن المنطقة بل تنتخب فيها فقط، والحزب يدفع اليوم ثمن هذا التباعد عن الشارع المسيحي الذي لم يبق له أي شيء في المنطقة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
على الرغم من وصول العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله إلى القطيعة والردود المتبادلة و”اللطشات”، التي لم تترك “ستر مغطّى” كما يقول المثل الشائع، تراكمت الخلافات لتصل إلى طريق مسدود قضى على شعرة معاوية، فلم يعد أحد منهما يفهم على الآخر، إلى حين برزت المصالح الخاصة بالتزامن مع إعلان مواعيد الانتخابات البلدية، التي بدأت مرحلتها الأولى يوم الأحد الماضي في منطقة جبل لبنان، حتى سارعت الوساطات للعب دورها من جديد لجمع التيار والحزب، ضمن تحالف بلدي إنطلق من حارة حريك معقل الحزب حيث مركزه الرئيسي، ومسقط رأس رئيس الجمهورية السابق والرئيس الفخري للتيار ميشال عون، فعادت الاتصالات على خط النائب جبران باسيل، ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، لتنتج تحالفاً بلدياً في حارة حريك، من خلال لائحة “التنمية والوفاء” التي تشكلّت من 18 مرشحاً، 8 من حزب الله و2 من حركة أمل و8 من الوطني الحر، وهذا العرف جرى التوافق عليه منذ أكثر من عقدين، وقد تمّ اختيار المرشحين من قبل كل طرف، لمنافسة لائحة “تجمّع عائلات حارة حريك” المؤلفة من سبعة أعضاء مسيحيين، بهدف شدّ العصب المسيحي في المنطقة، التي كانت تسجّل نسبة وجود مسيحي كبير، إلا أنّ الحرب أدت إلى نزوحهم، لتصبح المنطقة الشيعية الأبرز التي تمثّل الحزب وبيئته الحاضنة، مع الإشارة إلى أنّ اللائحة المذكورة مدعومة من النائب آلان عون، المفصول من التيار بسبب خلافاته مع باسيل.
هذا المشهد لم يحسب له باسيل ألف حساب، بل وضعه ضمن خانة الاطمئنان بأنه سيحظى بالفوز من جديد، وينطلق نحو تحالف آخر ضمن مناطق جنوبية وبقاعية خلال المرحلتين الثالثة والرابعة للانتخابات البلدية، إلا انّ اطمئنانه لم يكن في محلّه، لأنّ النائب العوني السابق آلان عون أسقط عبر لائحته الفائزة بالكامل، كل الأسماء الباسيلية في اللائحة المشتركة مع الثنائي بعد صدور النتيجة مساء الأحد.
وكان سبق ذلك حرب ردود من الطرفين، بحيث صدر بيان عن لائحة “تجمّع عائلات حارة حريك” فيه “إعتبر أنّ البعض اعتمد على الشريك الشيعي، ليفرض على قسم من العائلات المسيحية مَن يمثلهم خلافاً لإرادتهم، ضارباً بكل منطق التوافق عرض الحائط”.
فكان ردّ سريع من الوطني الحر عبر بيان آخر، أشار فيه “إلى أنّ هدف التجمّع المذكور انتخابي، والبيان حاول تصوير التعاون بين التيار والثنائي كوسيلة للاستقواء على مسيحيي المنطقة، في محاولة مستغربة لاستغلال الغرائز الطائفية”. وسأل “التيار” عبر البيان: “من هو رئيس هذا التجمّع ومن هم أعضاؤه؟ وما هو الغطاء العائلي الذي يتمتع به مرشحوه؟”
إنطلاقاً من هذه النتيجة التي تصدّرت من خلالها بلدية حارة حريك المشهد الانتخابي، من خلال خوض معركة محتدمة بين جبران باسيل وآلان عون، الذي بدا منفرجاً بعدما نال دفعاً قوياً يضمن فوزه في الانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026، خصوصاً بعد معلومات تردّدت عن إمكانية ترشّح باسيل نيابياً في بعبدا، لأنّ حظوظه في البترون شبه معدومة، مما يعني أنّ فوز عون من جديد في منطقته، سيمنع باسيل من العودة إلى الندوة البرلمانية.
إلى ذلك أفيد وفق المعطيات بأنّ حزب الله وافق على التحالف مع التيار العوني في حارة حريك، كي لا يقضي نهائياً على التفاهم، أو على الأقل كي يبقي خيطاً رفيعاً علّه يعيد أمجاد الماضي، التي أعطته تأييداً مسيحياً أمام المجتمع الدولي، لكن هذا التحالف البلدي المستجد أزعج عائلات حارة حريك المسيحية، التي تشارك فقط في الانتخابات ولا تقصد المنطقة، والحزب يدفع اليوم ثمن هذا التباعد عن الشارع المسيحي الذي لم يبق له أي شيء في المنطقة.
في السياق نقل مقرّبون من النائب آلان عون لـ” هنا لبنان” بأنّ فوز لائحة “تجمّع عائلات حارة حريك” أكد ردّة فعل العائلات التي تُرجمت في صناديق الاقتراع، ضد عملية باسيل الكيدية الذي حاول من خلالها شن حرب إلغاء على النائب عون، لكنه فشل لأنّ الناخبين المسيحيين لديهم قدرة التمييز بين الصح والخطأ، وأشاروا إلى أنّ نتيجة المنافسة التي جرت في حارة حريك، شكلّت عبرة كي لا يعيد البعض تصرفهم الخاطئ وكأن لا قرار للناخبين، إذ اعتبروا أننا غير موجودين لكن تبيّن لهم العكس، لأنّ طريقة الإستعلاء في التعامل مع الآخرين مصيرها الفشل دائماً.