الانتخابات النيابية بيْن مشروعيْن


خاص 9 أيار, 2025

أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها ناخب لبناني هي أن يذهبَ إلى خيارٍ يصيب لبنان بالضرر انطلاقًا من مصلحةٍ شخصيةٍ، ولذلك يُفترض به ألّا ينسى ما حلّ في البلاد ومَن هي الجهات المسؤولة عن ذلك وأن يحاسبها على فعلتها.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

سنة تفصل اللبنانيين عن الانتخابات النيابية وهي ليست تفصيلًا أو مناسبةً لردّ الجميل لمن قدّم خدماتٍ ومساعداتٍ، ويُفترض أيضًا ألّا تكون مناسبةً لشراء الأصوات والتّلاعب بتوجّهات النّاخبين وبالتالي النتائج.

المسؤوليّة الكبرى في هذا الموضوع تقع على ضمير النّاخب فهو من خلال تصويته سيقرّر مصير لبنان والاتجاه الذي سيذهب إليه والذي سيكون مؤثّرًا في قيام الدّولة والاستقرار والازدهار.

مشهدان أمام النّاخب اللبناني يجب أن يختار بيْنهما، المشهد الأوّل هو الذي كان قائمًا على مدى عقودٍ من الزّمن حيث لا دولة وفوضى وانهيار، حيث لبنان السّاحة الذي يستخدمه الجميع من أجل تصفية الحسابات وشنّ الحروب وتقويض الدستور والقانون ومُصادرة قرار الدولة، وقد جسّدت هذا المشهد العديد من القوى السياسية ولم يُعلن هؤلاء حتّى الآن تخلّيهم عن هذا المشروع وبالتّالي فإنّ أيْ تصويت لهم على أي خلفيّة كانت وتمكينهم من الأكثرية أو التعطيل سيُبقي البلد في دوّامة جهنّم.

المشهد الثاني هو الذي تتكوّن تفاصيله اليوم وهو استعادة الدولة لسيادتها وقرارها وإنقاذ لبنان من آفة السّاحة والانفتاح على الدول العربية والعالم وتحقيق السلام والاستقرار وتفعيل الاستثمارات وتأمين فرص العمل، ويتجسّد هذا المشهد بقوًى سياسيةٍ عملت جاهزةً منذ عقودٍ أيضًا لتحقيق هذا الهدف ودفعت الثمن اغتيالات، وقد حان الوقت للنّاخب أن يُمَكِّنَ هذه القوى من قيادة الدولة من أجل أن نبنيَ وطنًا نفتخر به جميعًا.

أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها ناخب لبناني هي أن يذهبَ إلى خيارٍ يصيب لبنان بالضرر انطلاقًا من مصلحةٍ شخصيةٍ، ولذلك يُفترض به ألّا ينسى ما حلّ في البلاد ومَن هي الجهات المسؤولة عن ذلك وأن يحاسبها على فعلتها، ففي بناء الأوطان ليس هناك ما يعرف بـ”عفا الله عمّا مضى” فمن ارتكب المعصية والخطيئة الوطنية سيرتكبها مجدّدًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us