الشمال اللبناني على صفيح انتخابي ساخن

لبنان 10 أيار, 2025

يشهد شمال لبنان وعكار يوم الأحد استحقاقاً انتخابياً لا يُستهان به. فالمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية تأتي بعد ثلاث سنوات من التمديد القسري للمجالس السابقة، ما جعل الأداء البلدي في أدنى مستوياته، وفقاً لما ذكرته صحيفة نداء الوطن.

هذا الاستحقاق لم يعد فقط مناسبة إنمائية محلية، بل تحوّل إلى بروفة سياسية حقيقية تسبق الانتخابات النيابية في 2026.

معارك محتدمة وأخرى محسومة
في الضنية، المعركة الأبرز تدور في بلدة بخعون، حيث يتواجه النائبان جهاد الصمد وعبد العزيز الصمد، كلٌ بدعمه للائحة مختلفة، وسط تحالفات مع عائلات وفاعليات محلية. أما في المنية، فالمعركة سياسية بامتياز بين النائب أحمد الخير والنائب السابق عثمان علم الدين، بحسب “نداء الوطن”، وتُعتبر تمهيداً مباشراً للانتخابات النيابية المقبلة.

عكار: حلبات سياسية وعائلية
وتشهد عكار واحدة من أعنف المعارك، لا سيما في بلدات حلبا، فنيدق، رحبة، وبينو، حيث تتواجه لوائح مدعومة من القوات اللبنانية وأخرى من التيار الوطني الحر. المفارقة أن معظم قرى وادي خالد وسهل عكار، إضافة إلى برج العرب، حُسمت بالتزكية، للمرة الأولى في تاريخها، بفضل جهود قادها النائب محمد سليمان، لتحقيق ما وصفته “نداء الوطن” بـ”صفر انتخابات بلدية” لدى العشائر العربية.

طرابلس – المدينة التي تتنافس فيها الزعامات
في طرابلس، المعركة لها طابع خاص. هي المدينة الكبرى في الشمال، ويتنافس فيها تحالف النائبين فيصل كرامي وطه ناجي في مواجهة لائحة مدعومة من النائب إيهاب مطر، وأخرى للنائب أشرف ريفي، وفق ما نقلته صحيفة الأنباء عن النائب السابق علي درويش.
اللافت في طرابلس هو حياد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أعلن وقوفه على مسافة واحدة من الجميع. أما الطابع الطائفي، فيبدو طاغياً على تفاصيل التمثيل، مع الإشارة إلى وجود 24 مقعداً، موزعة بين طوائف مختلفة، بينها 21 سنياً.

الكورة وزغرتا وبشري – تنافس سياسي بتوتر منخفض
في أقضية الكورة وزغرتا وبشري، تبدو المعارك أقل حدّة، لكنها تتخذ طابعاً سياسياً واضحاً. هناك تتواجه القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر، إلى جانب تيار المردة وحركة الاستقلال. غير أن الأجواء أقل احتداماً من طرابلس أو المنية، كما أشار درويش لـ”الأنباء”.

بين المشهد السياسي والانمائي
بحسب صحيفة الأنباء، الشمال يشهد فراغاً كبيراً على مستوى الخدمات، ومؤسسات الدولة شبه غائبة، والقطاع الخاص متردٍ، ما يجعل الانتخابات أقرب إلى منافسات سلطوية بين العائلات والوجوه السياسية.

وتقول الصحيفة أن هذه المعارك، رغم سخونتها، لن تغيّر من المشهد كثيراً، بل قد تعمّق الانقسامات، وتزيد من الهجرة الداخلية والخارجية.

واقع أمني مترقب
وسط التوتر الإقليمي، ولا سيما بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة على تلال النبطية، تُجرى الانتخابات في ظروف أمنية استثنائية، لكنها مستقرة حتى اللحظة. وقد أعلنت وزارة الداخلية جهوزيتها اللوجستية الكاملة، بحسب “النهار”، وقيادة الجيش أكدت اتخاذ إجراءات تشمل حواجز ظرفية ودوريات بهدف الحفاظ على أمن الناخبين وسلامة العملية الانتخابية.
الوزير أحمد الحجار شدّد على أنّ الانتخابات ستُجرى في موعدها رغم التحديات، لافتاً إلى أنها رسالة من العهد الجديد للمجتمع الدولي عن الجدية في الالتزام بالاستحقاقات الدستورية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us