انتخابات الشمال… أجواء من الترقب والتفاؤل ورسائل من السياسيين

اليوم، تترقب مناطق الشمال وعكار استمرار عملية الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية وسط أجواء من الترقب والتفاؤل. وتأتي رسائل السياسيين لتؤكد على التزام الحكومة بتوفير بيئة انتخابية نزيهة وشفافة، مما يعكس أهمية هذه الانتخابات كفرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم.
وفي هذا السياق، دعا العديد من السياسيين إلى ضرورة المشاركة الفعالة من قبل المواطنين لضمان تحقيق نتائج تعكس إرادتهم الحقيقية.
الرئيس عون للمواطنين: صوّتوا للمشروع وليس للشخص
نوّه رئيس الجمهورية جوزاف عون بالدور الذي تقوم به قوى الأمن الداخلي والجيش والأجهزة الأمنية، في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار وبدور وزارتي الداخلية والعدل، والتنسيق القائم بينهما لإنجاح هذه المرحلة، كما جرى الأمر بالنسبة الى المرحلة الأولى الأحد الماضي في محافظة جبل لبنان.
وإذْ اعتبر أن الانتخابات البلدية والاختيارية ليست سياسية إنما إنمائية، ًناشد المواطنين “ان يصوتوا ليس للشخص إنما للمشروع الذي يبقى الأساس في إنماء القرى والمدن”، متمنيًا ان يكون الإقبال كثيفًا. وقال: “تمنياتي لأهلنا في الشمال ان يصوتوا وفقًا لقناعاتهم ومن يمثلها، ومن يمثل مشروعهم الإنمائي وهذا هو الأساس. كما أشدد، مرة أخرى على عدم السماح للعامل المالي بأن يندسّ بينكم لأن من يشتريك الآن سيبيعك لمدة ست سنوات”.
أضاف: “نتطلع الى ان يعطي هذا الأمر انعكاسًا إيجابيًا للانتخابات النيابية في أيار المقبل. والإستحقاقات الدستورية سوف تنفذ بوقتها”.
وتوجه الى الأجهزة الأمنية، ضباطًا ورتباء وافرادًا بالقول: “انتم على الأرض، أشكركم. افتخر واكبر بكم، والشعب اللبناني كله يكبر بكم. كونوا على قدر المسؤولية”.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال تفقده صباح اليوم غرفة العمليات في قوى الأمن الداخلي في بيروت لمتابعة انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي الشمال وعكار. وكان الرئيس عون وصل الى مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث استقبله وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله وقادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي.
وعقد الرئيس عون مع الوزير الحجار واللواء عبدالله اجتماعًا في مكتب المدير العام جرى خلاله تقييم المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والإختيارية، والملاحظات التي سجلت في محافظة جبل لبنان ولا سيما في حركة رؤساء أقلام الاقتراع إضافة الى الثغرات التي تمّت معالجتها ميدانيًا.
وبعد انتهاء الشروحات على الشاشات الكبيرة واللوحات الإلكترونية، قال الرئيس عون: “أحببت ان أكون معكم اليوم لإطلاق العملية الانتخابية من غرفة عمليات قوى الأمن، وبحضور وزير الداخلية. وللأسف كنت أود ان أكون في الشمال، واتابع من هناك العملية الانتخابية، لكن ارتباطاتي بالسفر الى الكويت حالت دون ذلك”.
الحجار: ضبط حالة رشوة والتحقيق يتمّ بإشراف القضاء
الى ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، عن انطلاق العملية الانتخابية في محافظتي الشمال وعكار، مشيرًا إلى أن الانطلاق جاء بعد ليل طويل من التحضيرات.
وأشار الحجار لـ”هنا لبنان” الى أنه “في كل عملية انتخابية توجد إجراءات أمنية استثنائية تقوم بها مديرية الأمن الداخلي بدعم ومؤازرة الجيش اللبناني بالإضافة إلى قوى احتياطية وقوى تكون مكلفةً بمهام معينة”.
وأوضح أن “العملية انطلقت بسلاسة ولا أحداث أمنية وتمّ ضبط حالة رشوى والتحقيق يتمّ بإشراف القضاء”.
وقال إن “عددًا قليلًا من الأقلام كان فيها نواقص بسيطة تمّت معالجتها ويوجد رئيسة قلم أصيبت بعارض صحي وتمّ إيجاد بديل”.
وفيما يتعلق بالجانب الأمني، أكد أن “العملية انطلقت بسلاسة ولا أحداث أمنية وتمّ ضبط حالة رشوى والتحقيق يتم بإشراف القضاء”.
وجدد دعوته للمواطنين بضرورة “عدم مخالفة القوانين وأتمنى على المواطنين الإقبال على ممارسة هذا الحق الديموقراطي”.
وقال: “نتمنى كما جبل لبنان أن يكون لبنان الشمالي وعكار على الموعد وأن نقدم صورة مشرقة للبنان”.
ومن طرابلس، أدلى الحجّار بتصريحاتٍ تناول فيها سير العمليّة الانتخابيّة، مشيرًا إلى بعض التحدّيات التي واجهتها اليوم. وأوضح الوزير أنّه مع تقدّم ساعات النهار وازدياد ما وصفها بـ “الحماوة” الانتخابيّة، شهدت مناطق عدّة بعض الإشكالات التي أخذت طابعًا عنيفًا. وأكّد في هذا السياق أنّ القوى الأمنيّة والجيش تدخّلا بشكلٍ فوريّ وفعّال لضبط الأمور.
وفي معرض حديثه، دعا الوزير الحجّار المواطنين إلى ممارسة حقّهم في الاقتراع “بحضارة”. كما وجّه تحذيرًا واضحًا بأنّ القوى الأمنيّة لن تتهاون مع أيّ مخالفة.
منسى من الداخلية: الجيش منتشر على كافة الأراضي اللبنانية
وكان وزير الدفاع الوطني ميشال منسى وصل إلى وزارة الداخلية والبلديات ليتفقد مع وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية .
وفي حديثه حول العملية الانتخابية، أكد وزير الدفاع الوطني ميشال منسى أن “اليوم قاسٍ على الجميع لمواكبة العملية الانتخابية، وفخامة الرئيس هو السهم ووزارات الداخلية والدفاع والعدل هي الأجنحة”.
كما أعرب منسى عن أمله في أن “تكون الانتخابات اليوم أفضل مما كانت في جبل لبنان”.
وقال منسى لـ”هنا لبنان” أن “الجيش منتشر على كافة الأراضي اللبنانية يعني الأمن ممسوك على كافة الأراضي”.
باسيل: التصويت اليوم هو للبترون
وأكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بعد إدلائه بصوته في قلم التكميلية الرسمية في البترون أن “موقف التيار الوطني الحر هو كما في كل لبنان”، وقال: “احترمنا خيار العائلات ودعمناه أينما رأينا هذا الأمر مناسبًا ولذلك التياريون كمؤيدين وملتزمين موجودون في كل البلدات في الشمال وصولًا إلى وادي خالد”.
وأضاف باسيل: “أنا ورئيس البلدية في البترون اخترنا أن نجمع في لائحة البترون كلّ أطياف المجتمع البتروني كأحزابٍ ومستقلين وتشكلت لائحة احترمت النسيج البتروني ونحن نحترم من شكلوا لائحةً منافسةً وهم أهلنا وأصدقاؤنا”، داعيًا الناس للمشاركة بكثافة وألا يعتبروا أنه ليس هناك معركة”، ومشيرًا إلى أن “التصويت اليوم هو للبترون”.
وقال: “البترون ستبقى مدينة للإنماء والجمع ونحن جمعنا الجميع بغض النظر عن موازين القوى، ولدينا الكثير من العمل في البترون وهي بحاجة للمزيد من الترميم والتنظيم لتستوعب الناس الذين يأتون إليها ويجب أن تبقى نموذجًا يجمع الجميع”. وشدد باسيل على أن “العضو السُني في البلدية هو قبلنا جميعاً”.
ولفت باسيل إلى أنه “في البلديات التي نجحت بالتزكية أحصينا أكثر من مئة تياري”، وذكر بأن “التيار” دعا للتوافق في كل الأماكن وغيرنا لم يقبل كما حصل في جونية وخيارنا كان دائماً ذاته”.
فرنجيّة: المهم أن يربح الناس والإنماء
وأدلى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة، صباح الأحد، بصوته في قضاء زغرتا ضمن محافظة الشمال.
وشدد فرنجيّة على أهمية أن تكون النتائج لصالح الناس والإنماء، قائلًا: “المهم أن يربح الناس والإنماء، وإن شاء الله تكون هذه المنطقة من أحسن لأحسن”.
وأكد موقفه الرافض لأي طرح تقسيمي، مضيفًا: “نحن ضدّ التقسيم بكل أشكاله”، ليختم بالقول: “غدًا يوم جديد”.
معوض: الهدف الأساسي هو رفع اليد الحزبية عن زغرتا
وأكد النائب ميشال معوض أن العنوان المطروح يحمل طابعًا إنمائيًا بامتياز، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو رفع اليد الحزبية والنهج الزبائني عن منطقة زغرتا الزاوية. ولفت إلى أن فريقًا سياسيًا يسيطر على اتحاد بلديات زغرتا منذ أكثر من ثلاثين عامًا، دون أن يتمكّن من معالجة أي من الأزمات، ما يوضح حجم الفشل المتراكم.
وشدد معوض على دعمه لحالة التغيير ذات الطابع الإنمائي التي تتبلور في زغرتا الزاوية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن موقفه تجاه إنماء المنطقة ليس جديدًا بل يعود إلى عام 1988.
وعند سؤاله عن الحملات الانتخابية، ردّ: “بيمون سليمان بك”، مضيفاً أن الاتهامات المتداولة تتّسم بالسوقية والسخافة، وتهدف إلى حرف النقاش عن مساره الإنمائي والعلمي إلى منطق شخصي من نوع “بيي أقوى من بيك”.
وأوضح أن هناك حالة اعتراض مدنية تتكوّن منذ سنوات، تُوجّه رسالة واضحة إلى جميع النواب والمسؤولين السياسيين مفادها: “أعطونا فرصة”، وقد قرر معوض دعم هذه الحالة ومنحها تلك الفرصة.
وختم معوض في حديثه لـ”هنا لبنان” بالتأكيد على أنه لا علاقة له بتشكيل اللائحة، مشيرًا إلى أن “الحالة التغييرية” هي من تولّت هذه المهمة، وهو يشارك اليوم كناخب فقط.
فيصل كرامي: نحاول الحفاظ على التنوع في طرابلس
وتمنى النائب فيصل كرامي، ممثل مدينة طرابلس، أن “تكون نسب الاقتراع مرتفعة وهناك ملاحظات حول التقصير الذي حصل في سراي طرابلس”.
وقال: “نحاول الحفاظ على التنوع في طرابلس والمعركة ليست سياسية انما إنمائية”.
وأضاف: “المعركة ديموقراطية بين المجتمع المدني مدعومًا من بعض السياسيين وهذا الامر طبيعي لاننا جزء من هذا البلد”.
إيهاب مطر: شكل البلدية بيد الناخب الطرابلسي
وفي تصريح خاص لـ”هنا لبنان”، أكد النائب إيهاب مطر على أهمية الانتخابات البلدية التي ستحدد شكل البلدية في طرابلس. وأوضح أن “شكل البلدية يتحدد اليوم وهو بيد الناخب الطرابلسي”.
وأشار مطر إلى حرصه على تمثيل جميع شرائح المجتمع، إلى العلويين والمسيحيين، بالإضافة إلى تعزيز حضور النساء في المجالس البلدية. ولفت إلى أن هذا التمثيل المتنوع لا يمكن ضمانه إلا من خلال المشاركة الفعالة في عملية التصويت.
جان نخول: التحالف الحالي لن نراه في الانتخابات النيابية
أدلى الخبير الانتخابي الإعلامي جان نخول بتصريحات لـ”هنا لبنان” حول سير الانتخابات في لبنان، حيث أشار إلى عدة نقاط مهمة تتعلق بمعدلات الاقتراع والأجواء السياسية في بعض المناطق.
وقال: ” لائحتان تتنافسان في هذه المنطقة، وهما من العائلات، وتدعمهما الأحزاب، ولكلّ عائلةٍ مرشّحٌ في كلّ لائحة”.
وتابع: “نتمنى أن يتابع المجلس البلدي القادم العمل لأجل تحوم”.
وأشار الى أن “هذا التحالف الحالي لن نراه في الانتخابات النيابية المقبلة”.
مجد حرب: نحن و”القوّات” في الخندق نفسه
وأفاد المحامي مجد حرب بأن اختيار اللائحة التي يدعمها جاء بناءً على معيار الشباب وليس “نكايات” وقال: “نريد أن نرى الغد الأفضل لتنّورين ونحن و”القوّات” في الخندق نفسه”.
على الصعيد السياسي، اعتبر المحامي حرب أن “الأهم هو تكريس مبدأ التوافق مع الحلفاء، إذ تشكّل هذه الانتخابات اختبارًا تمهيديًا للانتخابات النيابية”.
مواضيع ذات صلة :
![]() “الريجي” اكتشفت عمليات توضيب للحشيشة في مستودع داهمته | ![]() الرئيس عون إختتم زيارته إلى الكويت | ![]() إليكم جدول أعمال جلسة الخميس التشريعية |