نتائج متفاوتة في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية… والعيْن على بيروت!

يؤكّد مطّلعون أنّ هذه الانتخابات في بيروت ستكون بمثابة تجربةٍ حقيقيةٍ للانتخابات النيابية المقبلة، حيث بدأت بوادرها بالظهور، خصوصًا لناحية التحالف المسيحي الواسع، والاتصالات الجارية على الصعيد السنّي بين مخزومي والأحباش والنائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية، فيما انكفأ تيار المستقبل عن الانتخابات البلدية والاختيارية، على الرَّغم من إعلان رئيسه عزمه العودة إلى الحياة السياسية.
كتبت نايلة المصري لـ”هنا لبنان”:
انتهت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَيْ الشمال وعكّار إلى نتائج متفاوتة بعد فرز صناديق الاقتراع، بعدما توجهت الأنظار إلى طرابلس، عاصمة الشمال، نظرًا لما لها من بُعدٍ سياسيّ واضحٍ على الساحة السنّية، في أعقاب التحالفات التي حصلت. ومنذ اليوم، تتّجه الأنظار إلى العاصمة الأولى، بيروت.
فالانتخابات في طرابلس تختلف تمامًا عن نظيرتها في بيروت، وتحديدًا فيما يتعلّق بمسألة العرْف والتمثيل المسيحي في البلدية، التي تُعتبر المشكلة الأبرز التي تطبع انتخابات بيروت البلدية. إذْ لم يتمكّن مجلس النواب من إقرار قانون اللوائح المغلقة التي تضمن المُناصفة، حيث يلعب التوزيع الطائفي والحزبي دورًا مؤثرًا، ويشكل خليطًا حزبيًا وسياسيًا ذا طابع عائلي.
في بيروت، يتصدّر الملف السياسي المشهد الانتخابي البلدي والاختياري، متجاوزًا العامل الإنمائي، إذْ بدأ يتبلور تحالف واسع بين الأحزاب المسيحية، التي تضمّ القوات اللبنانية، وحزب الكتائب، والتيار الوطني الحر، إلى جانب النائب فؤاد مخزومي وجمعية الأحباش، في مواجهة لائحةٍ ثانيةٍ. وهذا ما يؤكّد أنّ الأمور في بيروت، حتى السّاعة، لم تُحسم على صعيد المناصفة، ما يثير المخاوف بشأن العرف.
وتشير المعلومات إلى أن اتصالاتٍ تجري على أعلى المستويات الدّينية والسياسيّة، أدت إلى اتفاقٍ مبدئيّ يضمن المناصفة في هذا السّياق. كما أنّ زيارة رئيس الحكومة نوّاف سلام لمطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، تطرّقت إلى هذا الملف، حيث تم تقديم ضماناتٍ له في هذا الإطار.
في المقابل، لا تزال الأمور قيْد البحث، والدليل أن البعض ما زال يطالب بدائرتيْن انتخابيتيْن في بيروت، إلى جانب منح رئيس البلدية صلاحياتٍ تبقى حاليًا بيد المحافظ. إلّا أنّ التحالف السياسي القائم يشير إلى أنّ هذه اللائحة ستكرّس المناصفة، خاصةً أنّها تضم تحالفًا عريضًا يمثّل معظم الأحزاب المُسيطرة في بيروت، ما يوحي بأنّ المعركة قد تكون محسومة. ومع ذلك، يبقى القلق مستمرًّا بشأن المناصفة، ولا سيما في ظلّ المخاوف من عمليات التشطيب التي قد تحصل لحظة الاقتراع، وعدم الالتزام الكامل باللوائح.
وتُفيد المعلومات بأن منتصف الأسبوع الحالي سيكون حاسمًا لناحية توضيح صورة التحالفات أكثر. ويؤكّد مطّلعون أنّ هذه الانتخابات ستكون بمثابة تجربةٍ حقيقيةٍ للانتخابات النيابية المقبلة، حيث بدأت بوادرها بالظهور، خصوصًا لناحية التحالف المسيحي الواسع، والاتصالات الجارية على الصعيد السنّي بين مخزومي والأحباش والنائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية، فيما انكفأ تيار المستقبل عن الانتخابات البلدية والاختيارية، على الرَّغم من إعلان رئيسه عزمه العودة إلى الحياة السياسية.
إذًا، ستكون الانتخابات البلدية في العاصمة بيروت فرصةً جديدةً لإعادة خلط الأوراق على الساحة الداخلية اللبنانية، وتحضيرًا واضحًا للانتخابات النيابية المقبلة، التي قد تحمل تحالفاتٍ جديدةً تُعيد تشكيل المشهد داخل المجلس النيابي.