ترامب لـ”عالم جديد من السلام”… حركة لا تهدأ ومفاجآت متوقعة

دور ترامب أساسي في إنجاز اللقاء بين رئيسيْ روسيا وأوكرانيا في تركيا، من دون إغفال بعض العوامل التي ساهمت في ترتيب معالجة الأزمة بين البلديْن، خصوصًا بعد لقاء ترامب وزيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس، والعلاقة الشخصية بين الرئيسيْن الأميركي والروسي ولقاءات غير معلنة كانت تتمّ في هذا المجال.
كتبت كارول سلّوم لـ”هنا لبنان”:
يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وصوله الى سدّة الرئاسة على ترتيب مجموعة ملفات سياسية واقتصادية في العالم، حتى أنّ في مقدوره أنّ يوزّع اهتماماته على أكثر من ملف في اليوم الواحد، سواء في حرب غزّة أو موضوع لبنان أو غير ذلك، وكله يندرج في سياق “عالمٍ جديدٍ من السلام”، ومن هنا يأتي دوره المحوري والإيجابي في القضية الاوكرانية إذْ تكللت جهوده بالنجاح وهو ما تُرجم من خلال موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي على إجراء محادثات الخميس المقبل من دون شروط مسبقة في تركيا. وكان الرئيس ترامب قال في وقت سابق إنّ إنهاء الحرب بين روسيا أوكرانيا من شأنه إنقاذ آلاف الارواح ومن المحتمل ان يكون يومًا عظيمًا لروسيا وأوكرانيا.
وفي تصريح لموقع “هنا لبنان”، قال الصحافي والمحلّل السياسي ابراهيم ريحان إنّ اللقاء بين الرئيسيْن الروسي والأوكراني في حال عقده، هو بداية مسارٍ سياسيّ جديدٍ والذي أسهم الرئيس الأميركي به بشكل مباشر عبر سلسلة اتصالات قادها بالإضافة الى دورٍ تركي وسعودي في هذه القضية.
ولفت ريحان الى أن دور ترامب أساسي في هذا المجال، من دون إغفال بعض العوامل التي ساهمت في ترتيب معالجة الازمة بين البلديْن، وتوقّف عند لقاء ترامب وزيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس والعلاقة الشخصية بين الرئيسيْن الأميركي والروسي متحدثًا عن لقاءات غير معلنة كانت تتمّ في هذا المجال.
ورأى أنّ هناك عدّة أسباب دفعت إلى تسريع هذا الحل وهو وقف مواصلة الدعم الأوروبي للرئيس الاوكراني ورفض مجلس الشيوخ الأميركي الإمدادات المالية لأوكرانيا، مركزًا على أنّ “اتفاقية المعادن” كانت لها مساهمتها أيضًا.
وأوضح أن ترامب سبق وقال أن لأوكرانيا معادن أرضية نادرة ذات قيمة كبيرة.
وكان البرلمان الأوكراني صادق على اتفاق مع الولايات المتحدة لتأسيس صندوقٍ مشتركٍ لإعادة الإعمار، يمنح واشنطن حقّ الوصول للموارد الطبيعية الأوكرانية لتأمين دعم أميركي طويل الأمد لكييف. وأُقر القانون بأغلبية 338 صوتًا، متجاوزًا بكثير الأغلبية المطلوبة البالغة 226 صوتًا.
وأشار ريحان إلى أن هناك كلامًا يتمّ تداوله بشأن تنازل لعشرين في المئة من مساحة أوكرانيا لمصلحة روسيا كما أن أوكرانيا لن تنضمّ الى حلف الناتو، معربًا عن اعتقاده أن هناك رغبةً لاستمالة روسيا لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وليس الى الصين.
لا يهدأ الرئيس الأميركي في مساعيه للحل ووقف إطلاق النار ومعالجة الأزمات المتراكمة للتوصل الى السلام الذي يحمل توقيعه ومعه تنطبق عبارة: “wait and see”.