من ينهي سطوة “الإرهاب” في لبنان سوريا واليمن؟

إضافة إلى سوريا واليمن، لبنان أحد الجبهات الثلاث التي ينتظر قطار سلام الشرق الأوسط استكمال إخمادها لينطلق بعدها في مهمة التعافي من جراح الزمن البائد ونقل المنطقة إلى الإزدهار الموعود.. قطار سلام الشرق الأوسط الجديد ينتظر نهاية سيطرة الحوثيين على الساحل اليمني كي ينطلق في مهمة نشر التعافي والإزدهار في الدول التي عانت سيطرة إرهاب الميليشيات ، ولبنان منها
كتب محمد سلام لـ”هنا لبنان”:
قطار سلام الشرق الأوسط الجديد سيبقى في محطته الأم السعودية التي أطلق منها صافرة الإحتفال بولادته بإنتظار إستكمال إخماد جبهات الإرهاب التي إخترقت أرض العرب في سوريا واليمن ولبنان ليطلق بعدها مسيرة التعافي من جراح الزمن البائد والولوج إلى الإزدهار الموعود.
سورياً، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشترط على الرئيس أحمد الشرع إقتلاع ما تبقى من الإرهاب الفارسي والداعشي والتكفيري مقابل رفع العقوبات عن سوريا.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية سام وربيرغ، الذي رافق رئيسه إلى الرياض، نقلت عنه وسائل إعلامية لبنانيه تشبيهه اللقاء بين ترامب والشرع بـ “لحظة تاريخية.”
وشدد على أهمية “حماية الأقليات في سوريا …وضمان عدم استغلال أي مجموعة للفراغ الأمني لشن هجمات على الدول المجاورة،” في إشارة إلى لبنان والأردن اللتين تتعرضان لمضايقات من فلول العهد البائد وتجّار المخدرات في سوريا.
ورداً على سؤال عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا قال وربيرغ: “الباب مفتوح للحوار” مع المسؤولين السوريين حول الموضوع.
دبلوماسي عربي رفيع أوضح أن القيادة السورية “مهيأة لصيغة سلسة حيال سلام أبراهام والعلاقة مع إسرائيل بحيث تؤمن الإلتزام الجدي بحظر الأعمال العدائية من دون الدخول في تطبيع للعلاقات بمعزل عن قرار عربي جماعي في هذا الصدد.”
وأضاف: “المهم في المرحلة الحالية أن يعم الأمان على جانبي الحدود على أن تتولى هيئة متعددة الجنسيات وموثوق بها من الطرفين مراقبة الإلتزام بالشروط التي تؤمن الأمن والأمان للطرفين.”
يبدو أن الدبلوماسي العربي الذي طلب عدم كشف هويته وصفته يتحدث عن علاقة شبيهة بما كان معمولاً به بموجب إتفاقية الهدنة الموقعة في 20 تموز العام 1949 لوقف النزاع العسكري بين سوريا وإسرائيل على فلسطين ما قبل حرب العام 1948، أي في حقبة الإنتداب البريطاني. وقد أقرت تلك الهدنة المعتمدة لدى الأمم المتحدة حدوداً مؤقتة لإسرائيل مع سوريا وأُنشأت منطقة منزوعة السلاح بمحاذاة سهل الحولة، وبحيرة طبريا، وفي بلدة القنيطرة.
أطاحت حرب الأيام الستة العام1967 بالهدنة وهزمت إسرائيل مصر والأردن وسوريا وإحتلت القدس الشرقية والضفة الغربية لنهر الأردن وسيناء وشرم الشيخ، و1،200 كيلومترٍ مربعٍ من إجمالي مساحة مرتفعات الجولان البالغة 1،860 كيلومتراً مربعاً وبلدة القنيطرة، ثمّ استولت على جبل الشيخ.
وأوضح الدبلوماسي أن أميركا “بالتعاون مع تركيا تضمن لإسرائيل عدم التعدي عليها من الجانب السوري وتضمن لسوريا أن توقف إسرائيل غاراتها على أراضيها، كما تضمن دعماً عسكريا لسوريا في معركتها ضد إرهابيي داعش لإقتلاعهم من صحرائها بالتعاون مع تركيا لإستيعاب ما تبقى من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي حل نفسه على أن تتسلم أيضاً أسرى داعش من معتقلات قوات سوريا الديمقراطية.”
وتتعهد أميركا أيضاً، وفقا للدبلوماسي العربي، بتزويد قوات سوريا الجديدة “بما تحتاجه لضبط حدودها مع لبنان وعدم السماح بتهريب أسلحة أو تسلل قوى من فلول التحالف الأسدي-الإيراني إلى لبنان أو من لبنان.”
وبدا لافتا أن المتحدث بإسم الخارجية الأميركية وربيرغ، في حواره مع الصحفيين بالسعودية، قفز من التركيز على الوضع السوري ليؤكد على أن إدارة ترامب تحرص على تقديم “دعم كامل للشعب اللبناني لافتاً إلى أن لبنان لديه “رئيس جديد وحكومة جديدة، والولايات المتحدة ستواصل دعمها للجيش اللبناني.”
لماذا أدخل وربيرغ الوضع اللبناني في سياق تصريحه مع أن لبنان لم يكن ممثلاً في لقاء القمة الذي رعاه سمو ولي العهد محمد بن سلمان لترامب والشرع، ولم يكن موضوعاً مطروحاً على طاولة البحث ؟؟
لكن يبقى للبنان خصوصية أنه، إضافة إلى سوريا واليمن، أحد الجبهات الثلاث التي ينتظر قطار سلام الشرق الأوسط في محطته الأم بالسعودية إستكمال إخمادها لينطلق بعدها في مهمة التعافي من جراح الزمن البائد ونقل المنطقة إلى الإزدهار الموعود.
لكن ترامب لم يأت في كلمته أمام ” منتدى الإستثمار السعودي-الأميركي” على ذكر لبنان بل شدد على أنه قام بأولى الخطوات لتطبيع العلاقات مع سوريا وسيرفع عنها العقوبات، ليعطي الشعب السوري “فرصة رائعة”، وكشف أن وزير خارجيته ماركو روبيو سوف يلتقي نظيره السوري لاحقاً في تركيا.
وسارع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى شكر المملكة في بيان نشره على حساب الوزارة على X على “الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا”.
وإعتبر أن الدبلوماسية السعودية هي “صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي” موضحاً أن سوريا تعتبر رفع العقوبات “بداية جديدة في مسار إعادة الإعمار” وهي مهمة التعافي وصولاً إلى الإزهار التي تقودها المملكة في الدول العربية الثلاث التي تعرضت لخسائر هائلة نتيجة إستغلالها من قبل الإرهابيين عموماً.
أميركياً أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جيمس هيويت، أن تصرفات السلطات المؤقتة في سوريا “سوف تحدد حجم الدعم الأميركي المستقبلي أو تخفيف العقوبات المحتمل.”
ترامب كان واضحا في كلمته للقمة الخليجية-الأميركية مركزا على أن إيران هي أصل المعاناة في الشرق الأوسط.
ترامب يريد إبرام صفقة مع إيران، وفق كلامه، لكن “لحدوث ذلك يجب على إيران أن تتوقف عن دعم الإرهاب، وأن توقف حروبها الدموية بالوكالة، وأن تتوقف بشكل دائم وقابل للتحقق عن سعيها للحصول على أسلحة نووية”.
معضلة أميركا مع إيران هي في اليمن حيث يجب قطع علاقة طهران بحوثييها وإخراجهم من سواحل اليمن إلى مرتفعاتهم التي كانوا فيها لوقف سيطرة إيران عبرهم على مضيق باب المندب الذي يبعد 150 كيلومترا غربي مدينة عدن ويعتبر طريق دول الخليج بحراً إلى العالم.
أميركا تريد أن تبقي إيران أسيرة مضيق هرمز الذي تشرف عليه من أراضيها وهو الذي يفصل بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.
إيران تريد السيطرة على الملاحة عبر مضيق هرمز الذي تطل عليه من أراضيها وتحديداً من محافظة بندر عباس لكن القانون الدولي يعتبره “جزءاً من أعالي البحار ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.”
الإتفاقية الدولية لقانون البحار أقرت في 30 نيسان العام 1982، وأهميتها المكبلة لأطماع إيران تكمن في المادة 38 والتي تنص على أنه “تتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية.”
إيران تملك إطلالة برية على مضيق هرمز لكن القانون الدولي يمنعها من التحكم فيه ويحمّلها مسؤولية أي مضايقة تقوم بها لأي باخرة تمر عبره، ما يجعلها بحاجة دائمة لسيطرة حوثيي اليمن على مضيق باب المندب لأنهم يتحكمون بمياههة من دون أن تتحمل إيران قانونياً مسؤولية أعمالهم التي تنفي بإستمرار علاقتها بها .
فمن سينهي سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب، أميركا أم إسرائيل؟
قطار سلام الشرق الأوسط الجديد ينتظر نهاية سيطرة الحوثيين على الساحل اليمني كي ينطلق في مهمة نشر التعافي والإزدهار في الدول التي عانت سيطرة إرهاب الميليشيات ، ولبنان منها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() أميركا تضمن مغادرة قادة حماس غزة ولبنان | ![]() “انفجار أسمدة” أم “تفجير ذخائر”؟! | ![]() هل تتخلّى إيران عن أذرعها لتضمن بقاء نظامها؟ |