لبنان غُيّب عن جولة ترامب الشرق أوسطية.. فهل ينجح في التقاط فرصة الاستقرار سريعاً؟


خاص 17 أيار, 2025

أين كان لبنان من الجولة الأميركية؟ ولماذا غُيِّب ومن أجل من؟ وأين هي فرصته، وهل ستبقى سانحة أم سيتم تضييعها كرمى لعيون “حوار” حول سلاح الحزب؟ سيترتب على لبنان مضاعفات كثيرة في حال لم يكن ضمن المعادلات المطروحة ليكون مستقراً ومزدهراً، فهل سيتحرك في الوقت المناسب؟

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته على دول الخليج ، حاصداً في خلالها استثمارات مالية ضخمة واتفاقيات لا تحصى ولا تعد. عاد الرئيس الأميركي إلى بلاده ظافراً بتأييد المسؤولين الذين التقاهم ورغبتهم في الشراكة بين دولهم والولايات المتحدة الأميركية. فهذه الجولة بحد ذاتها مكسب، والرابح البارز فيها سوريا التي تسلك اليوم مساراً اقتصادياً جديداً بعد قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات عنها ، ما يفتح لها مجالات الإستثمار من قبل شركات عالمية، لا بل فإن هذا القرار يتيح لسوريا النهوض مجدداً.

كل ذلك كان معدًّا سابقا في سيناريو أخرجه الرئيس الأميركي بتوقيت لافت طارحًا معادلة السلام في المنطقة ، ومكافئا سوريا الجديدة على الإجراءات التي بدأت تتخذها سريعاً وفق ما تؤكد مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان”. لكن أين كان لبنان؟ ولماذا غُيِّب ومن أجل من؟ وأين هي فرصته، وهل ستبقى سانحة أم سيتم تضييعها كرمى لعيون “حوار” حول سلاح حزب الله؟

من تسنى له متابعة وقائع جولة الرئيس الأميركي أيقن أن عجلة الملفات في المنطقة تسير سريعاً من دون استراحة، فمن لحق بقطار التغيير رتب أموره ومن بقي ينتظر على قارعة الطريق قد يخسر فرصته التي لا تأتي مرتين على أبعد تقدير .

ووفق الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس فإنّ سوريا نجحت في السيطرة على المؤسسات وأنهت الأمن بالتراضي وفككت أسلحة الفصائل وخطت في اتجاه هذه الأفعال سريعاً، في حين أن لبنان لم يستطع حتى الآن تنفيذ قرار سحب السلاح من حزب الله، وعلى الرغم من كثرة مواقف السلطة السياسية التي تتحدث عن هذا الأمر، إنما لم يترجم على أرض الواقع ولا يزال لبنان يدور في الدوامة نفسها حول الحوار بشأن هذا السلاح.

ويرى بولس في تصريح لموقعنا أن هناك من السياسيين والفاسدين من يزال يحمي حزب الله ولا يرغب في إنهائه، ويؤكد أن هناك خشية حقيقية من فرض عقوبات على لبنان كما حصل مع سوريا ما لم يكن هناك من خطوات سريعة في موضوع تسليم سلاح حزب الله وتفكيك منظومته ، داعيا إلى عدم التلهي بالحوار مع الحزب الذي بدوره يحاول تأخير هذه الخطوة بانتظار تحقيق الضغط الدولي.

ويذكر بما قاله الرئيس الأميركي من أن الفرصة الذهبية لا تأتي أكثر من مرة وبالتالي لا بد من الإستفادة منها ومن هنا تتكرر الدعوة وفق بولس إلى العمل الجدي لمواجهة منظومة الفساد وحزب الله وإلا سيصبح لبنان خارج التاريخ.

بكل تأكيد سيترتب على لبنان مضاعفات كثيرة في حال لم يكن ضمن المعادلات المطروحة وبالتالي عدم التقاط الفرصة ليكون مستقراً ومزدهراً، فهل سيتحرك في الوقت المناسب لتفادي ضياعها؟ سؤال ينتظر الإجابة اليوم قبل الغد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us