التحالفات البلدية “صدمة” الاستحقاق الانتخابي… فمن هو “الحزب الأقوى” في لبنان؟!


خاص 21 أيار, 2025

لوحظ في محافظة جبل لبنان شبه غياب للتغييريين في الانتخابات البلدية، وفي الشّمال كان حجمهم حوالي 1300 صوت فقط، وفي بيروت تبيّن أنّهم أقل من 10 آلاف صوت، أمّا في بعلبك الهرمل فتبيّن أنّ هناك تراجعًا كبيرًا بعدد الاصوات نسبةً للعام 2016. هذا ما يشير إلى أنّ التغييريين والمجتمع المدني تراجع دورُهم بشكلٍ كبيرٍ عمّا كان عليه في الانتخابات البلدية عام 2016 كما في الانتخابات النيابية لعام 2022.

كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

بعد تأجيلٍ دام ثلاث سنوات، وتسع سنوات على آخر استحقاقٍ بلديّ واختياريّ، ها هي الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان تعود الى الواجهة من جديد تحت الشعار الذي أطلقته وزارة الداخلية والبلديات “البلد بْيِبْدَا بالبلدية”. وعلى الرَّغم من كل الظروف التي مرّ بها لبنان، ووسط الغارات الاسرائيلية التي لم تتوقّف على الجنوب والبقاع والضاحية، فإنّ العهد الجديد بحلّته الجديدة أصرّ على نجاح هذا الاستحقاق بأيّ شكلٍ من الاشكال.

وبالتالي، تأتي هذه الانتخابات في وقتٍ تعاني فيه معظم البلديات من أوضاعٍ ماليةٍ صعبةٍ. لذلك، فإنّ المضي قدمًا في إجرائها كانت خطوةً ضروريةً ومهمّةً ولافتةً للتأكيد على استمرارية عمل مؤسّسات الدولة وتعزيز مشاركة المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية، وإعادة ترتيب المشهد البلدي، خصوصًا في ظلّ الانهيار الاقتصادي الذي أثّر بشكلٍ كبير في عمل البلديات بإنماء البلدات والمدن. بالإضافة الى أنّ هذا الاستحقاق يأتي بحلّةٍ حزبيةٍ جديدةٍ، يمكن أن تكونَ قد غربلت مؤيّدي الأحزاب وشكّلت تغييرًا جديدًا داخل كل حزب. فهل ستنعكس نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية عمليًا على نتائج الانتخابات النيابية المُقبلة؟

يُشير الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، في حديثٍ لـ”هنا لبنان”، إلى أنّه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال إسقاط نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية على نظيرتها النيابية، لأنّ الانتخابات البلدية جرت وِفق القانون الأكثري بتحالفاتٍ مختلفةٍ وبخيارات ناخبين مختلفة، في حين أنّ الانتخابات النيابية ستقام وِفق القانون النّسبي. وفسّر شمس الدين نتائج الانتخابات البلدية بإعطاء مثلٍ على الشكل التالي: في الانتخابات البلدية، في قضاء جبيل – كسروان هناك 94 بلدية، واستطاع حزب لبناني أن يحصد في كلّ بلدة الاكثرية، وفاز في الـ94 بلدية، بحيث حصل الحزب الفائز على 67 ألف صوت مقابل 54 ألف صوت للحزب الخاسر. أمّا في الانتخابات النيابية فتسقط هذه الارقام إذ يفوز كلا الحزبين؛ فيحصل كلّ من الحزب الذي حصد 94 بلدية والحزب الخاسر على أربعة مقاعد نيابية، لأنّ العملية الانتخابية تقام وِفقًا للنظام النّسبي. وأكّد انه لا يمكن أن نقارنَ ما بين نتائج الانتخابات البلدية والنيابية، ولو بحدٍّ أدنى، بسبب اختلاف القانون.

ورأى شمس الدين أنّه لوحظ في محافظة جبل لبنان شبه غياب للتغييريين في الانتخابات البلدية، مع حضورٍ خجولٍ في الشويفات ودير القمر، وفي الشّمال كان حجمهم حوالي 1300 صوت فقط، وفي بيروت تبيّن أنّهم أقل من 10 آلاف صوت، أمّا في بعلبك الهرمل فتبيّن أنّ هناك تراجعًا كبيرًا بعدد الاصوات نسبةً للعام 2016. هذا ما يشير إلى أنّ التغييريين والمجتمع المدني تراجع دورُهم بشكلٍ كبيرٍ عمّا كان عليه في الانتخابات البلدية عام 2016 كما في الانتخابات النيابية لعام 2022، وبالتالي لا أحد يعرف كيف سيكون الوضع في الانتخابات النيابية المقبلة.

واعتبر شمس الدين أنّه لا يمكن على صعيد لبنان أن نتكلّم عن حزبٍ فائزٍ، لأن العملية الانتخابية تُبنى على تحالفاتٍ، وكلّ حزب شكّل تحالفاتٍ للفوز في الانتخابات. كما اعتبر أنّه في الشارع المسيحي لا يزال حزب “القوات اللبنانية” هو الأقوى، ويليه “التيار الوطني الحر”، مُشيرًا الى أنّ حزب القوات لم يفز في البلديات التي نجح فيها إلّا نتيجة تحالفات، شارحًا أنّه في بلدية الجديدة البوشرية السد، تحالفت القوات مع حزب الطاشناق والكتائب والنائب ابراهيم كنعان. وفي الشمال، تحالف في منطقة أميون مع النائب سليم سعادة الذي ينتمي الى الحزب القومي، وغيرها من المناطق، وبالتّالي لا يمكن القول “مَن هو الحزب الأقوى” في لبنان.

أمّا عن القرى الشيعية، وإذا يمكن أن يكون هناك تراجع بنسبة مؤيدي الثنائي الشيعي، لفت الى أنّ الثنائي أكد على حضوره في تلك القرى بدليل أنّ الكثير من البلديات قد فازت بالتزكية، منها في الضاحية الجنوبية، أي برج البراجنة، مع فوزٍ ساحقٍ للثنائي في حارة حريك والغبيري، وفوز عشرات البلديات الشيعية بالتزكية في قضاء جبيل والمشهد تكرّر في البقاع، كما سنرى السبت أنّ مئات البلديات الشيعية في الجنوب ستفوز بالتزكية.

الأيام المقبلة ستحمل تطوراتٍ انمائيةً – سياسيةً ملموسةً، والاستحقاق الانتخابي سيشكل اختبارًا حقيقيًا لجميع الأطراف السياسية، وسيحفظ حق المواطن اللبناني على الرَّغم من كل الظروف الصعبة. والسّؤال الأهم، هل ستُبدي الحكومة اللبنانية الإصرار نفسه على إجراء الاستحقاق النيابي في العام 2026؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us