زيارات مرتقبة للرئيس عباس… وتأكيدٌ من قصر بعبدا: “لا توطين ولا سلاح خارج الدولة”

لبنان 21 أيار, 2025

وصل، اليوم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قصر بعبدا، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، وذلك تلبيةً للدعوة الرسمية التي وجهها الرئيس اللبناني إلى نظيره الفلسطيني، وأُجريت له مراسم استقبال رسمية. وعقد الرئيسان لقاءً ثنائيًا، أعقبه اجتماع موسّع بمشاركة الوفديْن الرسمييْن اللبناني والفلسطيني.

ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني خلال زيارته عددًا من كبار المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نوّاف سلام.

ورافق الرئيس عباس في زيارته كلّ من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول الساحة اللبنانية عزّام الأحمد، وعضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمستشار الخاص للرئيس ياسر عباس، إضافةً إلى مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، وسفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.

بيان مشترك لبناني – فلسطيني: تأكيد على رفض التوطين ودعم السيادة

في السّياق، نشرت رئاسة الجمهورية، اليوم الأربعاء، بيانًا مشتركًا لبنانيًّا – فلسطينيًّا عقب اللقاء بين الرئيسيْن جوزاف عون ومحمود عباس، الذي بحث العلاقات الثنائية بين البلديْن وآخر التطورات الإقليمية والدولية. وهنا نصّ البيان المشترك التالي:

أولًا: على الصعيد السياسي

أكّد الجانبان عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعبيْن اللبناني والفلسطيني، والتزامهما المشترك بتعزيز أواصر التعاون والتنسيق على مختلف المستويات.

جدّد الطرفان تمسّكهما بضرورة التوصّل إلى سلامٍ عادلٍ وثابتٍ في المنطقة، يُتيح للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وِفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويضمن في الوقت نفسِه حقوق كلّ شعوب ودول المنطقة.

أدان الجانبان استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وما تسبّب به من خسائر بشريةٍ جسيمةٍ وكارثةٍ إنسانيةٍ غير مسبوقةٍ، داعيَين المجتمع الدولي إلى تحرّك فوري وجاد لوقفه وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين الفلسطينيين.

وشدّد الجانبان على أهمّية تفعيل دور الأمم المتحدة ومؤسّساتها في حماية الشعب الفلسطيني، وضمان احترام القانون الدولي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

شجب الطرفان الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان، ودعَوا المجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصّل إليه برعاية الدولتيْن في تشرين الثاني 2024، والمتعلّق بوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من التلال التي لا تزال إسرائيل تحتلّها، وإعادة الأسرى اللبنانيين، تمهيدًا لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتّى الحدود المعترف بها دوليًا، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الذي أكّد لبنان التزامه الكامل بمندرجاته.

ثانيًا: في ما يخص اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

شدّد الجانبان على تمسّكهما بحلٍ عادلٍ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، يضمن لهم حقّ العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها، وذلك استنادًا إلى القرار الأممي 194، ورفضهما الكامل لأي مشاريع توطين أو تهجير.

أكّدا على ضرورة استمرار دعم وكالة “الأونروا” في أداء دورها، مع التأكيد على وجوب زيادة الموارد المالية للوكالة كي تتمكّن من تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين.

اتفق الطرفان على تشكيل لجنة لبنانية – فلسطينية مشتركة تُعنى بمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتحسين ظروف اللاجئين المعيشية، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين المرعية الإجراء.

جدّد الجانبان التزامهما بتأمين حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، من دون المساس بحقّهم في العودة أو التأثير في هويتهم الوطنية.

ثالثًا: في مجال الأمن والاستقرار

أكّد الجانبان على مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وعلى ضرورة إنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة، مع التشديد على أهمية احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله. وأعلنا أنّ زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة قد انتهى، بعد عقودٍ دفع فيها الشعبان اللبناني والفلسطيني أثمانًا باهظة وتضحيات كبيرة.

شدّد الطرفان على أهمية تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية وفي محيطها.

جدّد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلقٍ لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المُعلنة القاضية بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.

اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الجماعات المسلّحة والتطرّف، ومنع تحوّل المخيمات الفلسطينية إلى ملاذٍ آمنٍ لأي مجموعاتٍ مسلّحةٍ خارجةٍ عن القانون.

وفي الختام، عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره وتقديره للرئيس اللبناني العماد جوزاف عون على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكّدًا عمق العلاقات الأخوية بين الشعبيْن الشقيقيْن، ومجدّدًا التزام دولة فلسطين بدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us