تصعيد إسرائيلي عنيف في جنوب لبنان عشية الانتخابات البلدية

لبنان 23 أيار, 2025

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه، وُصفت بأنها الأعنف منذ انتهاء المواجهات الأخيرة وذلك في تصعيد لافت قبل موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي الجنوب والنبطية غدًا السبت 24 أيار.

غارات مكثفة على الجنوب والبقاع

وقد استهدفت الغارات بلدات عدة في قضاء صور، أبرزها وادي العزية والمنطقة الواقعة بين شمع ومجدل زون، بالإضافة إلى بلدتي طيرحرفا والمحمودية. وفي قضاء حاصبيا، طالت الضربات مرتفعات جبل الريحان ووادي برغز، بينما نُفّذت أربع غارات على منطقة إقليم التفاح في محافظة النبطية. كما شملت الاعتداءات غارات على جرود بلدة بوداي في منطقة البقاع، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر موقعًا يحتوي على منصات صاروخية ووسائل قتالية لحزب الله.

وكانت سبقت ذلك غارة استهدفت مبنى في بلدة تول على طريق مفرق حاروف – الدوير، وذلك بعد ساعة من تهديد إسرائيلي مباشر تضمن خريطة نُشرت عبر منصة “إكس”، دعا خلالها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، السكان إلى الإخلاء الفوري من المبنى والمنطقة المحيطة به لمسافة 500 متر. وبعد غارة تحذيرية نفذتها طائرة مسيّرة، دُمّر المبنى بغارة جوية عنيفة.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف الجوي كان واسعًا ومكثفًا، وتسبّب بحركة نزوح كبيرة من المناطق الجنوبية، خاصة من تول والدوير ومرج حاروف، وسط حالة من الذعر والتوتر. وسُجّل إطلاق نار كثيف في المنطقة، ما فُسّر كتحذير محلي للسكان قبيل الغارة.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخصين جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من الجنوب.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي إن الغارات جاءت ردًا على “نشاطات حزب الله العدائية”، مؤكدًا أنّ أحد المواقع المستهدفة كان مركزًا عسكريًا يحتوي على وسائل قتالية، وأن المبنى في تول يُستخدم كموقع لحزب الله ويقع قرب مستشفى الشيخ راغب حرب.

موقف الجيش اللبناني

وفي تعليق له على التطورات، قال قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، إن “إسرائيل تصر على انتهاك السيادة اللبنانية وتُعيق استكمال انتشار القوات العسكرية في الجنوب”، مشددًا على أن “العدو الإسرائيلي يواصل احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، في تحدٍ واضح للاتفاقات الدولية”.

التوغل البري والتصعيد السابق

ويُذكر أن التصعيد الأخير سبقته عملية إسرائيلية استهدفت بلدة ياطر الجنوبية، أُعلن فيها مقتل قيادي في “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله. وتزامن ذلك مع توغل وحدة مشاة إسرائيلية مدعومة بآليات مدرعة داخل وادي هونين، جنوب بلدة العديسة، في خطوة اعتُبرت بمثابة تصعيد خطير داخل الأراضي اللبنانية.

مشهد انتخابي تحت النار

هذه الضربات الجوية المكثفة تأتي قبل أقل من 24 ساعة على موعد الانتخابات البلدية في الجنوب، وهو ما يُثير تساؤلات حول تأثير الأوضاع الأمنية على المشاركة الشعبية وإجراء الانتخابات في موعدها. كما أنها تفتح الباب على احتمالات التصعيد اللاحق، في ظل استمرار التوتر على طول الجبهة الجنوبية وغياب مؤشرات واضحة لعودة الاستقرار.

تُعد هذه الغارات تذكيرًا بأنّ الجنوب اللبناني ما زال ساحة مفتوحة على احتمالات المواجهة ليتم تنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده وتسليم السلاح وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us