نخّول لـ”هنا لبنان”: معركتان حاسمتان في جزين وصيدا… وسط توتر أمني جنوباً

في ظل التوتر الأمني الناتج عن الغارات الإسرائيلية على الجنوب أمس، تدخل الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان مرحلتها الرابعة والأخيرة، وسط ترقّب شعبي وسياسي لِما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج، خصوصاً في المناطق التي تشهد معارك انتخابية محتدمة.
وفي حديث خاص لموقع “هنا لبنان”، يعرض الإعلامي والخبير الانتخابي جان نخّول أبرز محاور هذه الجولة، ويشرح توزيع المنافسات وتوازنات القوى السياسية في مختلف المناطق.
توتر أمني وجُهد حكومي لضمان الأمن الانتخابي
يُشير نخّول إلى أنّ “الضربة الإسرائيلية التي استهدفت يوم أمس مناطق في صور والنبطية والجنوب تُلقي بظلالها على اليوم الانتخابي المنتظر”. ومع ذلك، فإنّ “الحكومة والجهات المعنية تعمل على ضمان إجراء العملية الانتخابية بشكل آمن، من دون أي اعتداء على الناخبين”، بحسب تعبيره.
ويضيف: “في الوقت عينه، تمّ إعلان فوز أكثر من 80 بلدية بالتزكية، معظمها في المناطق الحدودية التي يصعب فيها إجراء الانتخابات نظراً للأوضاع الأمنية، ما يعني عمليًا أنّ المنافسات الانتخابية الفعلية باتت محصورة في عدد أقل من الدوائر”.
جزين: معركة دقيقة ومفتوحة بين التيار والقوات
في قضاء جزين، تبدو المنافسة سياسية بامتياز. يقول نخّول: “الطرفان متفائلان، لكن أعتقد أنّ هناك أريحية للتيار الوطني الحر بسبب نفوذه الطويل في المنطقة”. ويُضيف أنّ “القوات اللبنانية تخوض المعركة في أرض جديدة بالنسبة لها، فهي دخلت جزين انتخابياً لأول مرة عبر النائب غادة أيوب في انتخابات 2022، ما يجعل المعركة اليوم صعبة وتتطلب حسابات دقيقة”.
المعركة في جزين، بحسب نخّول، تحمل دلالة رمزية كبيرة للطرفين، في ظل التنافس على الصوت المسيحي.
صيدا: مشهد مشتّت وسط غياب الزعامة السنيّة التقليدية
أما في صيدا، فالصورة تشبه إلى حد بعيد المشهد الانتخابي في بيروت. خمس لوائح تخوض المعركة في أجواء من التشتّت، والسبب كما يوضح نخّول، “هو غياب الزعامة السنية التقليدية وتيار المستقبل عن المشهد الانتخابي، ما فتح شهية أطراف كثيرة لتجريب حظها السياسي والزعامة، لكن النتائج حتى الآن لم تُفرز قيادة بديلة موحدة”.
هذا التشرذم، برأي نخّول، يُضعف إمكانية التكهّن بالنتائج، لأنّ الأصوات السنية متفرّقة ولا توجد جهة واضحة تُدير العملية الانتخابية أو تؤطّرها سياسياً.
أمّا في القرى الصغيرة، فالمعارك تقتصر بمعظمها على الطابع العائلي. وفي بعض المناطق المسيحية، فالمعركة تدور بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وكل هذه المعارك تهدف كما يقول نخّول إلى “تجميع أكبر عدد ممكن من رؤساء البلديات من أجل الفوز برئاسة الاتحاد البلدي”.
معارك محصورة ولكن مؤثرة
رغم أنّ الجولة الرابعة من الانتخابات البلدية تجري في ظروف استثنائية بسبب الوضع الأمني والسياسي، فإنّ نتائجها قد تحمل مؤشرات مهمّة عن توازن القوى في بعض المناطق، خصوصًا في ظل غياب بعض اللاعبين التقليديين، ومحاولات أحزاب أخرى ملء الفراغات.
تبقى الأنظار مشدودة إلى جزين وصيدا، حيث ستُخاض أبرز المعارك، على أمل أن تمرّ العملية الانتخابية بسلام، وأن يكون يوم الغد بمثابة نموذج لاحترام الاستحقاق الديمقراطي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “هنا لبنان” يكشف.. الادعاء على الوزير سلام وشقيقه بجرم الاختلاس وهدر المال العام والتزوير! | ![]() قائد الجيش التقى النائبين أبو فاعور ودرغام | ![]() دار الفتوى: بداية السنة الهجرية الخميس 26 حزيران |