انتخابات الجنوب في مرمى التزكية.. ومنافسة حامية في جزين وصيدا!

لبنان 24 أيار, 2025

مع فتح صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة من صباح اليوم، في محافظتي الجنوب والنبطية، يبدو أنّ المعركة الانتخابية قد انحسرت مع ارتفاع “التزكية”، إذ اقترب عدد البلديات الفائزة من المئة في مختلف البلدات والأقضية.

غير أنّ توافق الحزب والحركة، لم يطفئ المنافسة الحامية في بعض البلدات، وتتركز حالياً المعارك الانتخابية في صيدا وجزين، ويخوض اليسار والمجتمع المدني معارك في مرجعيون- حاصبيا وصولاً إلى النبطية.. وتتركز المعركة في جزين بين لائحة مدعومة من ابراهيم عازار، والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذين يتنافسان في مساحة مواجهة أيضاً.

أما في صيدا، فتبدو الانتخابات البلدية هذا العام الأكثر إثارة منذ عقود، ليس فقط على مستوى التنافس السياسي، بل أيضاً لناحية الأرقام والمؤشرات. فقد بلغ عدد المرشحين 96 شخصًا يتنافسون على 21 مقعدًا، بعد انسحاب 15 مرشحًا من أصل 111 كانوا قد قدموا طلباتهم رسميًا، مقارنة بـ51 مرشحًا فقط في دورة عام 2016. هذا الارتفاع اللافت في عدد المرشحين لا يُقرأ فقط كمؤشر على ازدياد الحماسة، بل يُعدّ دليلاً واضحاً على سقوط منطق التزكية والتفاهمات المغلقة التي حكمت المجالس السابقة.

في هذا السياق، تتقدّم لائحة “سوا لصيدا”، التي يرأسها المهندس مصطفى حجازي، وتضمّ عدداً من الأسماء الكفوءة والتي تهدف لإحداث تغيير في المدينة وتحمل اللائحة برنامجاً تنموياً وإنمائياً. وعلى الرغم من عدم مشاركة “تيار المستقبل” رسمياً في العملية الانتخابية، فإنّ شرائح واسعة من جمهوره، إلى جانب عائلة الحريري، تميل إلى تأييد هذه اللائحة.

تليها، لائحة “صيدا بدها ونحن قدها” بقيادة الصيدلي عمر مرجان، وهي مدعومة من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، وتواجه هذه اللائحة تحديات لا سيما من جهة “تيار المستقبل” والذي يملك حضوراً واسعاً في المدينة ويجد في هذه اللائحة محاولة لمصادرة قرار المدينة، لا سيما لجهة دعم البزري لها وفشل التغييريين الأخير.

إلى جانبها، تحظى لائحة “نبض البلد”، برئاسة المهندس محمد دندشلي، بدعم مباشر من النائب أسامة سعد، كما تنضوي تحتها قوى مدنية ومهنية، وتسعى إلى تشكيل نموذج تشاركي بين العمل السياسي والمجتمع المدني، مع التركيز على الشفافية والمحاسبة في العمل البلدي، وهي تلقى قبولاً متزايدًا في الشارع، خصوصًا في أوساط المطالبين بالإصلاح والتغيير.

في المقابل، تتبنّى لائحة “صيدا بتستاهل” خطاباً يقوم على الكفاءة والتخصص، وتضم في صفوفها 16 مرشحاً من المستقلين وأصحاب الاختصاص، وتحظى بدعم الجماعة الإسلامية وبعض العائلات المحافظة. وهي تسعى لتقديم رؤية إصلاحية تبتعد عن الاصطفافات الحادة وتراهن على المهنية والخبرة كأدوات لإدارة المدينة.

ولا تغيب عن المشهد لائحة “صيدا تستحق”، برئاسة المهندس مازن البزري، والتي جاءت كخيار مستقل إثر تعثر تشكيل لائحة جامعة. تضم سبعة مرشحين وتسعى إلى تقديم خطاب توازني يبتعد عن التجاذبات السياسية، مرتكزاً على الكفاءة والمبادرة الفردية.

أما اللائحة السادسة، “رئيس عالي جبينك يا لبنان” برئاسة أحمد جرادي، فتقدّم نفسها كصوت احتجاجي مغاير، من حيث الخطاب والمضمون، وتسعى إلى كسر القوالب التقليدية، رغم أنّ حظوظها لا تبدو كبيرة في المنافسة الحالية.

وفي حديث خاص لموقع “هنا لبنان”، عرض الإعلامي والخبير الانتخابي جان نخّول أبرز محاور هذه الجولة مشيراً إلى أنّ المنافسة في قضاء جزين، تبدو سياسية بامتياز: “الطرفان متفائلان، لكن أعتقد أنّ هناك أريحية للتيار الوطني الحر بسبب نفوذه الطويل في المنطقة”. ويُضيف أنّ “القوات اللبنانية تخوض المعركة في أرض جديدة بالنسبة لها، فهي دخلت جزين انتخابياً لأول مرة عبر النائب غادة أيوب في انتخابات 2022، ما يجعل المعركة اليوم صعبة وتتطلب حسابات دقيقة”.

والمعركة في جزين، بحسب نخّول، تحمل دلالة رمزية كبيرة للطرفين، في ظل التنافس على الصوت المسيحي.

أما في صيدا، فالصورة تشبه إلى حد بعيد المشهد الانتخابي في بيروت. خمس لوائح تخوض المعركة في أجواء من التشتّت، والسبب كما يوضح نخّول، “هو غياب الزعامة السنية التقليدية وتيار المستقبل عن المشهد الانتخابي، ما فتح شهية أطراف كثيرة لتجريب حظها السياسي والزعامة، لكن النتائج حتى الآن لم تُفرز قيادة بديلة موحدة”.

أمّا في القرى الصغيرة، فالمعارك تقتصر بمعظمها على الطابع العائلي. وفي بعض المناطق المسيحية، فالمعركة تدور بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وكل هذه المعارك تهدف كما يقول نخّول إلى “تجميع أكبر عدد ممكن من رؤساء البلديات من أجل الفوز برئاسة الاتحاد البلدي”.

وكانت قد أشرفت دوريات أمن الدولة على تنفيذ التدابير الأمنية حول مراكز الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية، “من خلال تكثيف نقاط المراقبة وتسيير الدوريات، وذلك في إطار خطة استباقية تهدف إلى الحفاظ على أمن العملية الانتخابية وسلامتها، وضمان نزاهتها” وفق بيان للمديرية.

و سجلت أمس، زحمة سير خانقة على الطريق الساحلي إلى الجنوب حيث توجه الناخبون إلى قراهم للإقتراع قبيل الانتخابات البلدية.

وعلمت “اللواء” أنّه تم تغيير بعض مراكز الاقتراع في بعض القرى الحدودية الأمامية التي لم تفز بلدياتها بالتزكية ولأسباب لوجستية وهي: عيترون بحيث أصبحت في مدرسة جميل جابر بزي في بنت جبيل. وياطر في مبنى المدرسة الرسمية الجديد، وبليدا في مهنية النبطية الرسمية، وحولا في مدرسة زبدين الرسمية، والعديسة في مدرس سمير كريكر الرسمية النبطية، و رامية في مدرسة تبنين الرسمية، وكفركلا في مدرسة كامل الصباح الرسمية بالنبطية التحتا قرب الحسينية.

كما تم تغيير مركز الاقتراع في حارة صيدا ليصبح في ثانوية حارة صيدا الرسمية- تلة مار الياس.

وتدور المعارك الانتخابية في مدينة النبطية وبعض قراها كالدوير وكفروة، وفي مدينة صور، وفي بعض قرى أقضية الزهراني وصيدا وجزين وبعض قرى مرجعيون وحاصبيا، وتخوضها القوى السياسية الشيعية والسنية والمسييحة والدرزية والتغييرية والعائلات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us