الدولة والجيش في قلب المشهد: اختبار الانتخابات البلدية عبَره لبنان… ورسالة إلى الداخل والخارج

لبنان 25 أيار, 2025

في ختام استحقاقٍ انتخابيّ طال انتظاره، حصدت الدولة اللبنانية إشاداتٍ محليةً ودوليةً على إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، وسط ظروف دقيقة وتحدّيات أمنية وسياسية ضاغطة.

ففي مشهدٍ أعاد بعضًا من الثقة إلى المؤسّسات، برز دور الجيش اللبناني في حفظ الأمن، وتوجّه قائد الجيش العماد رودولف هيكل برسالة تهنئة للعسكريين مشيدًا بالتزامهم واحترافيّتهم في تأمين هذا الاستحقاق الديمقراطي. في المقابل، تقاطعت المواقف السياسية على تثمين الجهود الرّسمية التي أفضت إلى إنجاح العملية الانتخابية، مع التأكيد على أهمية البناء على هذا الإنجاز لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها الانتخابات النيابية.

وفي التفاصيل، توجَّهَ قائد الجيش رودولف هيكل إلى العسكريّين بمناسبة انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية ومهمّات حفظ الأمن المتعلّقة بها، بالكلمة التالية:
“أتوجّه إليكم بالتهنئة والتقدير على أدائكم المشرّف خلال مواكبة الانتخابات البلدية والاختيارية، في مرحلةٍ دقيقةٍ يشهد فيها وطننا تحدّيات استثنائية. لقد أثبتُّم مجدّدًا أنكم على قدر الثقة والمسؤولية، حاضرين بكل التزام وانضباط، ومؤتمَنين على حماية وجه لبنان الديمقراطي.
إنّ ما قمتم به لتأمين الظروف المناسبة، ومعالجة الإشكالات بحكمةٍ واحترافٍ، فضلًا عن ملاحقة مُطلقي النار وتوقيفهم، كلُّه ساهم في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، وعكس صورةً مشرقةً عن دور الجيش كضامن للاستقرار وحامٍ للدستور.
مسؤوليتنا كبيرة، لكن ثقتي بكم وبصلابتكم تجعلني على يقين بأنّنا سنواصل مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، مهما اشتدّت الصعاب، حفاظًا على أمن الوطن وكرامة شعبه”.

بدورها، كتبت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب عبر حسابها على منصة “إكس”: “لا بدّ مع انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية من تهنئة العهد بإصراره على إتمام هذا الاستحقاق في موعده، ورفضه التمديد والتجديد، كما تهنئة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية وكلّ من سهر على إنجاز هذه الانتخابات. وقد شكّلت الانتخابات حيويةً لافتةً، والأمل ان تنعكس بمزيد من الإنتاجية في بلداتنا وقرانا ولما فيه الأفضل لناسنا”.

من جانبه، كتب النائب بلال عبد الله على منصة “إكس”: “الناجح الأكبر في الانتخابات البلدية والاختيارية كانت الدولة، رئيسًا وحكومةً، بالتنظيم والحيادية، الناجح الأكبر هو وزير الداخلية وفريق عمله، والمدير العام لقوى الامن الداخلي وجهازه على الأرض، والجيش اللبناني، النّاجح الأكبر هو لبنان، الذي أثبت شعبه بكلّ أطيافه وأحزابه وتنوّعه بأنّه شعب ينبض بالحياة”.

وكانت مصادر سياسية أشادت في حديث لـ “نداء الوطن” بالإنجاز الذي حققته الدولة اللبنانية عبر تنظيم هذا الاستحقاق في مواعيده المحدّدة، فتحدّت كلّ من راهن على تأجيله أو إلغائه، كما أثنت على جهود الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافّة، التي اجتازت بدورِها هذا الاختبار، حيث واكبت الانتخابات بنجاح وتمكّنت من ضبط الاشكالات المتفرّقة التي شهدتها بعض المناطق ومنعت تفلّت الأمور.

واعتبرت المصادر أنّ هذه الخطوة منحت العهد والحكومة، جرعةً من الثقة في نظر المجتمع الدولي، حيث أثبتت الدولة اللبنانية بأنّها قادرة على الوفاء بالتزاماتها إذا سهّل الداخل والخارج طريقها، ولكن يبقى أمامها الكثير من المراحل التي عليها اجتيازها، أهمّها حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ المزيد من الإصلاحات وصولًا إلى استحقاق الانتخابات النيابية العام المقبل.

وبينما يُسجَّل هذا الإنجاز في خانة النّقاط المضيئة للدولة اللبنانية، يبقى التحدي الأكبر في القدرة على استثماره كمنطلقٍ فعليّ لاستعادة الثقة الداخلية والخارجية، والمضي قدمًا نحو استحقاقات أكثر مصيرية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us