اعتداء همجي على طبيب في طرابلس… والجيش يوقف المُعتدين

لبنان 8 حزيران, 2025

شهد قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس أمس حادثة اعتداءٍ عنيفٍ طالت طبيبًا وعددًا من أفراد الطاقم التمريضي، بعد تعرّضهم للضرب من قبل أحد المرضى ومرافقيه، ممّا أسفر عن إصابة الطبيب بجروح، وعدد من الممرضين برضوض متفرّقة أثناء محاولتهم التدخل وفضّ الإشكال.

وعلى إثر الحادثة، أُغلق قسم الطوارئ بشكل موقت، فيما حضرت قوة من الجيش اللبناني ومخابراته إلى المكان وبدأت تحقيقاتها لتحديد المُلابسات والمسؤوليّات. وفي تطورٍ لاحقٍ، أوقفت دورية من مخابرات الجيش الشخص المعتدي في مُحيط ساحة الدفتردار بطرابلس.

ووِفق مصادر طبّية، فإنّ الإشكال وقع بعدما طلب الفريق الطبي من ذوي أحد المرضى نقله من القسم بعد تحسّنه، لكنّ النّقاش تطور سريعًا إلى شجار واعتداء جسدي.

من جهته، أصدر المستشفى الإسلامي الخيري بيانًا جاء فيه: “تعرّض أحد أطباء الطوارئ في المستشفى لاعتداءٍ جسدي عنيف أثناء تأديته لواجبه الإنساني والمهني، من قبل أحد المرضى ومرافقيه، في حادثةٍ مؤسفةٍ تعكس استهتارًا فاضحًا بحياة الآخرين وكرامة الكادر الطبي”.

وأوضح البيان تفاصيل الحادثة: “دخل المدعو “أ.ح” إلى قسم الطوارئ برفقة ستّة شبان، متوجهًا إلى قاعةٍ كان فيها سيدة تقوم بإرضاع طفلها المريض، يفصلها عن بقية القسم ستارة بسيطة. وبهدف احترام خصوصيّة المريضة، طلب موظفو القسم من المريض ومرافقيه التوجّه إلى الجناح الأيسر، إلّا أنّ المرافقين اعترضوا وبدأوا توجيه الشتائم والإهانات للعاملين.

وعلى الرّغم من ذلك، تمّ استقبال المريض وفحصه وتقديم العلاج اللازم له، إذ كان يعاني من غثيان وألمٍ ناجمٍ عن غازاتٍ في البطن. وبعد تحسّن حالته، تزامن وجوده في القسم مع وصول طفلةٍ في حالةٍ طارئةٍ تعاني من نزيفٍ في المعدة، تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا، في ظلّ انشغال جميع الأسرّة”.

وأوضح بيان المستشفى: “بهدف إنقاذ الطفلة، طلب طبيب الطوارئ من المريض “أ.ح” إخلاء السرير موقتًا والجلوس على كرسي لإتاحة المجال لعلاج الحالة الطارئة. إلّا أنّ هذا الطلب أثار غضب المريض ومرافقيه، الذين انهالوا على الطبيب بالضرب المبرح بالأيدي والأرجل، وأسقطوه أرضًا واعتدوا عليه وعلى وجهه ورأسه وصدره، غير مكترثين للحالة الحرجة للطفلة أو سلامة الفريق الطبي”.

وختم البيان: “إنّ إدارة المستشفى الإسلامي الخيري، بكامل طاقمها من أطباء وممرضين وموظفين، تستنكر هذا الاعتداء الهمجي، وتطالب الجهات الأمنية والقضائية المختصة بالتحرّك العاجل لمحاسبة المعتدين وإنزال العقوبات الرّادعة بحقهم، صونًا لكرامة الجسم الطبّي، وحفاظًا على رسالة المستشفى في خدمة المرضى بكرامة وأمان”.

وتابع وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، حادثة الاعتداء العنيف التي تعرض لها أحد أطباء الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، من قبل أحد المرضى ومرافقيه، واتصل الوزير بالطبيب للاطمئنان إلى حالته الصحية، وتواصل مع إدارة المستشفى ونقيب الأطباء في الشمال، الدكتور ابراهيم المقدسي. كما أجرى اتصالًا بوزير الداخلية العميد أحمد الحجار، طالبًا تعقّب المتورّطين واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وأكد الوزير ناصر الدين أنّ “أمن المستشفيات والطواقم الطبية والتمريضية خط أحمر”، مشدّدًا على “وجوب توقيع أقصى العقوبات بحقّ المتجاوزين، مهما كانت مبرراتهم وظروفهم”.

من جهتها، أدانت نقابة المستشفيات في لبنان بـ”شدّة ما حصل أمس في 7/6/ 2025 من اعتداءٍ داخل قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس طال احد الأطباء أثناء تأدية واجبه الإنساني والمهني، وذلك من قبل أحد المرضى ومرافقيه، ملحقًا الأضرار الجسدية والمعنوية بالطبيب ومهدّدًا سلامة المرضى وياقي العاملين في المستشفى”.

وإذْ أثنت النقابة على “الدور الهامّ الذي يقوم به المستشفى في تأدية خدماته على الرَّغم من كل الظروف الصعبة مستقبلًا جميع المرضى من دون أي تمييز”، دعت “السلطات القضائية والجهات الأمنية الى التحرّك السريع ومعاقبة المعتدين ضمن الأطر القانونية بما يحفظ كرامة الجسم الطبي وغيره من العاملين في المستشفى ويساعد هذا الأخير على تأمين تقديماته”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us