تداعيات تطويع الدبلوماسية اللبنانية

المصدر: وليد شقير – نداء الوطن
ليس معروفاً عن شربل وهبة، كدبلوماسي خدم في وزارة الخارجية قبل أن يتقاعد مستشاراً في القصر الرئاسي، ثم يتسلم مهماتها في غفلة من الزمن ، أنه كان يتمتع بالحذاقة والكياسة الدبلوماسية.
ورموز الجاليات اللبنانية في بلاد الاغتراب حيث خدم وهبي، كانوا يعتبرونه أقل من عادي وبعضهم لم يعِر اهتماماً له لقلة درايته.

وزير الخارجية السابق ناصيف حتي قفز من المركب بعد أن تعايش أشهراً مع تدخلات الفريق الرئاسي في وزارته، وصولاً إلى شل حركته، حتى اكتشف أن من العبث المراهنة على تحسين علاقات لبنان العربية والدولية مع النهج المتبع من قبل العهد، فغادر أوهاماً بناها توقه للمنصب.

وقد خدمت الظروف حتي لأنه غادر قبل ساعات من الانفجار الذي دمر نصف العاصمة. إلا أنها كانت في المقابل ملائمة لوهبة وعلى قياسه وقياس النائب جبران باسيل.
والبعض يرى أن مجيء وهبة لم يكن على قياس أزمة البلد، لكنه كان ملائماً للمرحلة التي بلغها الحكم، حكماً.

فـ”بروفيل” الرجل كان “حفر وتنزيل” بالتناغم مع إدارة تنحدر بالبلد إلى قعر جديد كل يوم. ومع الدرك الذي نزل إليه باسيل بالوزارة، في مخاطبة الدول الكبرى التي أراد تدريسها كيف تدار من دون موازنة، فإن بعض زملاء الصهر من العرب حاول “تعليمه”، الأصول الدبلوماسية في التعامل مع بعض القرارات التي تصدر عن المؤتمرات، وأنقذوه من بعض الورطات التي كان يأخذ لبنان إليها بالجملة، لكنهم لم ينجحوا في الكثير من الأحيان. ووهبة لم يشذ عن القاعدة إلا إمعاناً بالهبوط.

كرس وهبة في الأشهر الأخيرة شبكة الوزارة واتصالاته من أجل حملة لرفع العقوبات الأميركية عن باسيل، وللحؤول دون عقوبات أوروبية عليه، بحجة أنها موجهة ضد المسيحيين، وأتاح لموالين للصهر إمكانات لهذا الغرض.

يخال المرء شربل وهبة في تلك المقابلة التلفزيونية ليل الإثنين كأنه يتسامر مع شباب الضيعة وهم يتقاذفون الآراء والتحليلات التي يسمعونها في المقهى أو الشارع. حتى حين يردد ما يسمعه من محيط الفريق الرئاسي منذ سنوات عن خبرية “داعش” والدول الخليجية، المنقولة عن أدبيات “حزب الله” وخطب أمينه العام.
هل غفل عن أن نصرالله رحب بالحوار العربي مع إيران بعد اجتماعات بغداد، أو أن التعليمات لم تأته قصداً؟
باختصار، تطويع السياسة الخارجية لمقتضيات التحالف مع طهران تطلب هذا النمط من الحكم والوزراء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us