الحرب الإيرانية – الإسرائيلية تخلط الأوراق لبنانيًّا… لماذا تمّ تأجيل تسليم السلاح الفلسطيني؟

تبقى الأنظار مشدودةً اليوم الى ما يجري على الساحة الاقليمية بين إسرائيل وإيران، وتبعاته على الساحة اللبنانية والفلسطينية على حدٍّ سواء، خصوصًا أنّ نتائج هذه الحرب ستؤدّي إلى تبديل وتغيير في المعادلات على الساحة الاقليمية – الشرق أوسطية.
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
كان من المفترض أن يكون أمس الاثنين 16 حزيران 2025 موعدًا لبدء تسليم السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات في لبنان، بدءًا من مخيمات بيروت وصولًا الى المخيمات الاخرى، إلّا أنّ هذا الأمر لن يحصل اليوم، على عكس ما تمّ الاتفاق عليه بين الرئيس جوزاف عون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لأنّ إخلالًا بالاتفاق أدّى إلى إرجاء البت في هذا الملف، فما الذي جرى؟
بعد الاتفاق الذي جرى بين الرئيس اللبناني جوزاف عون ونظيره الفلسطيني محمود عباس في الزيارة الاخيرة التي قام بها عباس الى بيروت منذ نحو 3 أسابيع، على بدء سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، اعتبارًا من منتصف حزيران 2025، تمّ تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على التنفيذ، والتنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية. إلا أن الفصائل الفلسطينية أخلّت بوعدها ولم تحضر الى الاجتماعات الاخيرة التي كان من المفترض أن تضع اللمسات الاخيرة على عمليات اليوم الاول، ما أدّى الى تأخير في عملية التسليم، مُتذرعين بالوضع الاقليمي والحرب مع إسرائيل.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر فلسطينية متابعة عبر “هنا لبنان” إلى أن العديد من الخلافات وقعت بين الفصائل الفلسطينية، خصوصًا أنّ بعضها رفض كليًا مبدأ تسليم السلاح للدولة اللبنانية متمسّكًا بحقه في التسلّح، ما اثار نوعًا من البلبلة داخل اللجنة المشرفة، فكان الخيار بتأجيل بت هذه الأمور، لا سيما في ضوء التطورات الاقليمية الحاصلة وعلى وقع الحرب بين اسرائيل وايران، إذ تعتبر بعض الفصائل كحماس أن الوضع الصعب الحالي قد يستدعي التدخّل في أي وقت وبالتالي من المستحيل تسليم السلاح والتنازل عن حقّ مواجهة اسرائيل وضربها لمساندة إيران.
وفي هذا الإطار، تشير مصادر متابعة من اللجنة الفلسطينية عبر “هنا لبنان” الى أنَّ بحث مسألة تسليم السلاح الفلسطيني لن تتوقف حاليًا، على الرَّغم من أنها بدأت عمليًا في بعض المخيمات الصغيرة التي لا يوجد فيها مسلّحون أو مطلوبون، مشددةً على أن التنسيق اللبناني – الفلسطيني قائم على أكمل وجه لضمان آلية واضحة أساسها ضمان أمن المخيمات ، إلّا أنّ الاوضاع الاقليمية تحتّم التروّي بعض الوقت قبل إتمام العملية كما هو متفق عليه.
وعن الخطّة التي من المتوقع أن يبدأ العمل عليها، يلفت المصدر الى أن ما تمّ الاتفاق عليه في وقت سابق يقوم على نشر القوى الأمنية اللبنانية على مداخل المخيمات، وتركيب منظومة مراقبة بالكاميرات الذكية، وسعي الجيش والقوى الامنية على بسط سيطرتهم على داخل المخيمات وتسلّم المطلوبين الموجودين داخلها بالتنسيق مع اللجنة منعًا لأي اشتباك أو احتكاك بين الطرفين.
وفي هذا الإطار، تشير مصادر أمنية عبر “هنا لبنان” إلى أنّ لدى القوى الأمنية مخاوف كبيرة من مقاومة بعض الفصائل المسلحة لعملية تسليم السلاح، خاصةً في مخيم عين الحلوة، ما قد يؤدّي إلى توتراتٍ أمنيةٍ، قد تصل إلى حدّ الاشتباكات مع القوى الامنية، إضافةً إلى سعي بعض المطلوبين الخطيرين الموجودين داخل المخيمات الى المقاومة ورفض تسليم أنفسهم إلى القوى الامنية، ما قد يعيق تنفيذ الخطة.
وعليه، تبقى الأنظار مشدودةً اليوم الى ما يجري على الساحة الاقليمية بين اسرائيل وايران، وتبعاته على الساحة اللبنانية والفلسطينية على حدٍّ سواء، خصوصًا أن نتائج هذه الحرب ستؤدّي إلى تبديل وتغيير في المعادلات على الساحة الاقليمية – الشرق أوسطية، وبالتالي هناك مرحلة جديدة مقبلة على المنطقة لا سيما أنّ هذه الحرب غيّرت قواعد اللعبة على مستوى المنطقة.