الحرب بين إيران وإسرائيل متواصلة وأي كلام عن تسويات ليس في مكانه!


خاص 18 حزيران, 2025

لبنان الرّسمي قال كلمته في مجلس الوزراء من خلال موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أكد فيه ضرورة إبعاد البلد عن صراعات لا دخل له فيها، وهو موقف متقدّم وتلاقى فيه مع جميع المعنيين.

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

تتصدّر الحرب بين إسرائيل وإيران المشهد السياسي داخل لبنان وخارجه، وسط ترجيحاتٍ متعدّدةٍ حول إطالة أمدها وعدم انتهائها بالتالي في وقتٍ سريعٍ، فلا يبدو أنّ هناك أفقًا لها، والوقائع على الأرض في الوقت عينه تفيد بأن لا تسويات مرتقبة.

هذه القراءة التي يتّفق المراقبون بشأنها تُنذر بسيناريوهاتٍ مقلقةٍ في المنطقة، لا سيما أنّ انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية كثيرة.

وهناك من يذهب إلى القول إنّها لا تزال في بداياتها.

وفي هذا السياق، يقول رئيس “المنتدى الإقليمي للدراسات والاستشارات” العميد الركن المتقاعد الدكتور خالد حمادة، في حديثٍ لموقع “هنا لبنان”، إنّ الحرب طويلة ولن تنتهي في غضون أيام أو أسابيع، وقد نشهد في الأسابيع القليلة المقبلة الكثير من الدمار في إسرائيل وإيران، وستقوم في إيران تحديدًا أزمات داخلية متعدّدة إلى جانب أزمة كهرباء ونزوح وأخرى اجتماعية ونقص في المواد الغذائية. ويعلن أن هذه الحرب لن تنتهي إلّا برضوخ إيران للشروط الأميركية وتفكيك برنامجها النووي، وأي كلام آخر هو كلام غير واقعي على الإطلاق، وهذا ما ينطبق على الحديث عن وجود تسوياتٍ، مُعتبرًا أنّه ليس في موقعه الصحيح.

ويرى العميد حمادة أنّ ما يحصل في إيران من تفكيكٍ لهذا البرنامج هو مطلب الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع ومجموعة الدول العربية قبل أن يكون مطلبًا من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ويلفت إلى أنّ الحرب بين الطرفَيْن مستمرّة ولن تنتهي إلّا بإعادة ترسيم خرائط النفوذ في المنطقة وتحديد مفاهيم الأمن القومي ودور الدول في الاقتصاد والأمن.

ويُتوقع قيام منظومة أمنية إقليمية برعاية أميركا وأخرى اقتصادية برعاية الدولة نفسِها، معربًا عن اعتقاده أنّ هذه الحرب ستُنهك إسرائيل وإيران وسنكون أمام مشهد عدم وجود طرفٍ إقليميّ فعّالٍ كما كانت هي الحال قبل الحرب وانهيار أذرع إيران في المنطقة وسقوط النظام السوري.

وماذا عن محاولة تصدير النظام الإيراني لحربه الأخيرة مع تل أبيب خارج حدوده؟ يُجيب العميد حمادة أنّ هذه المحاولة قد تحصل، إذ إن إيران قد تُحاول خلال فترة قصيرة تصدير هذه الحرب وضرب المصالح الأميركية والإفادة من أذرعها المتواجدة راهنًا في العراق ولبنان.

إلى ذلك، تقول مصادر سياسية مطّلعة لموقعنا إنّ لبنان الرّسمي قال كلمته في مجلس الوزراء من خلال موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أكد فيه ضرورة إبعاد البلد عن صراعات لا دخل له فيها، وهو موقف متقدّم وتلاقى فيه مع جميع المعنيين.

ما يحصل اليوم من حربٍ بين إسرائيل وإيران سيشكل محور رصدٍ لمعرفة مصيرها وسط هواجس من تمدّدها ومن تأثيراتها في مختلف المجالات. أمّا في لبنان، فيبقى الالتزام بالموقف الرئاسي هو أفضل الخيارات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us