عواقب كارثية: ماذا لو استهدفت إيران مفاعل ديمونا؟

كتب Brandon J. Weichert لـ”The National Interest”:
في زحمة التصريحات حول الحروب وتكاثر الإشاعات حولها، برزت مخاوف جديدة حول احتمال تخطيط إيران، بنفسها أو عن طريق أذرع ميليشياتها في المنطقة، لاستهداف مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل. وتجد هذه المخاوف مباراتها في طبيعة الحرب العبثية والوحشية نفسها كما في التجارب السابقة حيث يشهد التاريخ المشحون على العواقب الوخيمة لمثل هذه المواجهات.
ولعل المشهد الأوكراني يقدم خير مثال، حيث وضعت الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، محطات الطاقة النووية ضمن دائرة الأهداف المحتملة. هذا التصعيد أجبر إدارة ترامب على دعوة الطرفين لتسليم هذه المحطات إلى الولايات المتحدة لضمان عدم استهدافها من قِبل روسيا.
ولا شك بأنّ برنامج إيران النووي لطالما شكل مصدر قلق مبرر لدى كل من الأميركيين والإسرائيليين. وهذا الخوف ليس بجديد وله مبرراته المفهومة تماماً، بالنظر إلى الأسس الأيديولوجية للنظام الإيراني.
استهداف إيران في المنطق الإسرائيلي
بالنسبة للقيادة الإسلامية في إيران، تعادل محاولة امتلاك الأسلحة النووية السعي للهيمنة الإقليمية، سواء بمواجهة جيرانها العرب السنة أو أعدائها “الشيطانيين” في إسرائيل والولايات المتحدة. وبالتالي، لا يختزل التسلّح النووي بمجرد هدف تقني، بل بات أقرب لقاعدة لشرعية النظام الإيراني في الداخل.
أما الاستهداف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية المشتبه بها فمزدوج التأثير: فهو لم يعرقل التقدّم التقني لبرنامج إيران فحسب، بل ألحق الاضرار بقدرة النظام على فرض تسلطه الداخلي. وبالتالي، حد من قدرة إيران على استثمار الترهيب في تثبيت أركان حكمها.
وعلى هذا النحو، يأتي التهديد الإسرائيلي والأميركي لشرعية النظام الإيراني، بموازاة تهديد إيران الوجودي لإسرائيل. كما أنّ الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت شخصيات عسكرية وعلماء نوويين أكثر بكثير مما استهدفت المواقع المشتبه فيها، وهذا ما يدفع النظام الإيراني للاعتقاد بأنّ هذه العمليات أقرب لمحاولة تغيير للنظام بمسميات أخرى.
وفي ظل التفوق الإسرائيلي التقليدي في المواجهة المباشرة، قد تأخذ ردة الفعل الإيرانية مساراً غير متماثل، مثل استهداف المفاعلات، ولا سيما ديمونا، بغية توجيه رسالة ردعية قوية. لكن على الرغم من الدوافع، قد ترتكب طهران خطأ استراتيجياً إذا ما قررت المضي بهذه الخطوة.
إدارة ترامب لن تتغاضى عن استهداف ديمونا
في الفترات الماضية، برهنت إدارة ترامب عن موقف ثابت في النزاعات الأخيرة، سواء في أوكرانيا أو في سياق المواجهة الهندية–الباكستانية، التي أعلنت فيها الهند وقف إطلاق النار فور تدخل الإدارة الأميركية، بمجرد مكالمة واحدة.
ولا يمكن للأمور أن تختلف إن طال التهديد الإسرائيلي للمواقع النووية الإسرائيلية، حتى المدنية منها. وذلك لأن إدارة ترامب تنظر لمثل هذه الخطوة على أنها تهديد لا يحتمل للأمن العالمي. ولا بد للمواطنين الأميركيين المترددين خشية انزلاق بلادهم إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط أن يدركوا هذا الخطر عين اليقين.
وفي حال استمر التصعيد بشكل يجر الولايات المتحدة إلى التدخل (سواء عبر هجوم إيراني يستهدف قواعد أو سفارات أميركية، أو هجوم نووي مدمر على ديمونة)، لن يتردد الجيش الأميركي عن الرد مباشرة ضد إيران.
وهذا هو السيناريو هو بالضبط ما تتوخاه إسرائيل. فقد نفذت ضربتها الأولية على إيران بحكمة تكتيكية، لكنها ستفقد دون الدعم الأميركي قدرتها على استهداف مواقع أسلحة الدمار الشامل بنجاح.
وحتى اليوم، أبدت إدارة ترامب بعض التردد في الانخراط بشكل مباشر. ولكن كل قواعد اللعبة مرشحة للتغير في حال سجل تهديد أو هجوم حقيقي على المنشآت النووية الإسرائيلية، وتحديدا مفاعل ديمونا..
حينها، لن تتهاون إدارة ترامب في التعامل مع خطر نووي مماثل؛ وسيأتي الرد مدمّراً.. أما إن أعادت إيران حساباتها وتجنّبت إيران مثل هذا الخيار، فستسلم للسيناريو الأمثل لمصالح واشنطن وطهران على حد سواء.
مواضيع ذات صلة :
![]() “أسرع من الصوت”… إيران تطلق صواريخ “فتاح” الفرط صوتية على إسرائيل | ![]() ستة أيام من التصعيد بين إيران وإسرائيل: غارات مستمرّة وتحذيرات متبادلة | ![]() ترامب محق: إما التفاوض وإما الإنتحار! |