وجدي العريضي لـ”هنا لبنان”: ما بعد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية لن يشبه ما قبلها… ولبنان دخل مرحلة جديدة

رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي في حديث خاص لـ”هنا لبنان” أنّ “الحرب الإيرانية – الإسرائيلية ستترك تداعياتها على العالم بأسره، ومن الطبيعي أن يتأثر لبنان بها نظراً لموقعه الجغرافي، وارتباط بعض قواه السياسية بطهران، ولا سيّما حزب الله، الحليف العقائدي والإيديولوجي لإيران”.
وقال العريضي: “لا يمكن فصل لبنان عن هذه الحرب، والتأثيرات على الداخل اللبناني ستكون كبيرة، وبالتالي ما بعد هذه الحرب لن يكون كما قبلها”، متوقعاً “تطورات دراماتيكية في الساعات المقبلة قد تُفضي إلى تصعيد واسع النطاق، ما سيدفع الولايات المتحدة إلى التدخل والمشاركة، حتى ولو لم تتحوّل الحرب إلى استنزاف طويل”.
خياران لا ثالث لهما: استسلام إيران أو إسقاط النظام
وأضاف: “نحن أمام مسارين لا ثالث لهما: إمّا أن تستسلم إيران وتنصاع للشروط الأميركية في المفاوضات، التي لا تقتصر فقط على الملف النووي بل تشمل الصواريخ الباليستية وأذرعها في المنطقة، ما يتطلب تنازلات إيرانية كبيرة، وإمّا الذهاب نحو إسقاط النظام”.
حياد لبنان… وإشارات غير مسبوقة
وعن الوضع اللبناني، أشار العريضي إلى أنّ “ما نشهده حالياً من أجواء حياد يعتبر سابقة في تاريخ لبنان الحديث”، موضحاً: “الخطوات التي اتخذها وزير الأشغال والنقل فايز رسامني في مطار بيروت لرعاية سلامة المغادرين والعائدين والعمل وفق مقتضيات المرحلة، تعكس توجهاً مختلفاً، وتُسجّل للمرة الأولى في البلاد”.
وتابع: “هناك انكباب جدي من الحكومة، يظهر أيضاً من خلال موقف الرؤساء الثلاثة لناحية التأكيد على أهمية الحياد الإيجابي، وهو ما ساهم بشكل مباشر في دفع حزب الله إلى عدم الدخول في المعركة، إضافة إلى أن الحزب ليس في موقع يسمح له بخوض مواجهة واسعة، لا عسكرياً ولا سياسياً، خصوصاً بعد الضربات التي تلقاها واغتيال عدد من قياداته البارزين”.
رسائل أميركية واضحة
أما في ما يخص زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان، فكشف العريضي أنّ “الموفد شدد خلال لقائه بالمسؤولين اللبنانيين على ضرورة الالتزام بالقرار 1701، وعلى دعم الولايات المتحدة الكامل للجيش اللبناني باعتباره الضامن الوحيد للأمن والاستقرار”.
وقال: “هناك ارتياح أميركي نسبي للإصلاحات التي بدأت تظهر، لا سيما في مطار بيروت، ما يعطي مؤشراً على دخول لبنان في مرحلة مختلفة”.
المستثمرون ينتظرون الإصلاح… والسلاح العائق الأكبر
وتطرّق العريضي إلى الجانب الاقتصادي، فقال: “علينا أن نتعلم من تجارب الماضي، فعندما أعلن رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور نيّته سحب استثماراته من لبنان، لم يكن ذلك عبثاً، بل نتيجة الانفلات والانقسام وغياب الحدّ الأدنى من الاستقرار السياسي والمؤسساتي”.
وأضاف: “اليوم هناك إشارات تغيير، وإن كانت المعالجات بطيئة. لكن تبقى المسألة الجوهرية هي أن لا إعادة إعمار للبنان ولا استثمار خليجي أو دولي، إلا بعد تسليم السلاح غير الشرعي، فالمجتمع الدولي أوضح أنه لن يضخ الأموال في بلد تنهشه الميليشيات”.
صيف واعد إذا توقفت الحرب
ورغم كل التحديات، أبدى العريضي بعض التفاؤل قائلاً: “قبل اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية بساعات، كان لبنان يستعد لموسم سياحي واعد. وإذا توقفت الحرب سريعاً، ولم تتحوّل إلى استنزاف، فسنشهد عودة كثيفة للمغتربين اللبنانيين، وزيارة عدد كبير من الخليجيين والعرب، ما يُعيد الحياة الاقتصادية ويدفع الحكومة أكثر نحو الإصلاحات المالية والإدارية”.
في الختام… ترقّب ثقيل
وختم العريضي قائلاً: “رغم كل المؤشرات الإيجابية، يبقى الانتظار الثقيل حول نتائج الحرب: متى ستنتهي؟ وهل ستتدخّل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الساعات المقبلة؟ هذه عناوين كبرى، لكن المؤكد أننا سنشهد تطورات دراماتيكية خلال اليومين المقبلين، وعلى ضوء ذلك، يُبنى على الشيء مقتضاه”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() تعميم من جابر بشأن تزويد وزارة المالية بالأرقام الضريبية الشخصية | ![]() الجيش الإسرائيلي: قضينا على قائد وحدة إطلاق النار في قطاع الليطاني التابعة لـ”الحزب” | ![]() ماكرون: السلاح النووي الإيراني تهديد حقيقي |