علي الأمين لـ”هنا لبنان”: إيران عادت إلى داخل حدودها… وحزب الله بعد 12 يومًا ليس كما قبلها

قال الصحافي والمحلّل السياسي علي الأمين، في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، إن الحرب انتهت وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من أعلن النهاية ونفّذها، مضيفًا أن “المنطقة اليوم تسير ضمن قطيع يقوده ترامب. القرار اتُخذ ونُفّذ، ولا أحد من الأطراف المعنية يمتلك مصلحةً في الاستنزاف، لا إيران ولا إسرائيل”.
ورأى الأمين أن إيران أدركت اختلال موازين القوى، ووجدت نفسها وحيدةً في المواجهة، بينما لا يمكن لإسرائيل أن تتحمّل استمرار تساقط الصواريخ الإيرانية لفترةٍ طويلة. وقال: “من وجهة النظر الأميركية، تمّ تحقيق الهدف الأساسي، وهو توجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني. أمّا الإسرائيليون، فيعتبرون أنّهم نجحوا، على الأقل، في تأخير هذا المشروع أربع أو خمس سنوات في أسوأ الاحتمالات”.
وأشار إلى أن الظروف كافّة كانت مواتية لإنهاء الحرب، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، لافتًا إلى أن الصين، وروسيا، والدول الأوروبية، لا ترغب بتوسّع النزاع لما لذلك من تداعياتٍ خطيرةٍ على سوق النفط ومضيق هرمز، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.
وأضاف: “الأطراف المباشرة وغير المباشرة، إضافةً إلى الموقف الأميركي الذي أنجز ما يريد أو على الأقلّ الجزء الأهم منه، لم تعدْ لديهم مصلحة في استمرار المعارك. وأُعلن وقف إطلاق النار، لكن وفق قاعدة أن تبقى واشنطن ممسكةً بزمام الأمور”.
واعتبر أن المشهد بحدّ ذاته كان لافتًا، حين أعلن ترامب عن وقف إطلاق النار، مطالبًا إيران وإسرائيل بالالتزام، موضحًا: “حتى في الشكل، لم تُراعَ إيران، وإن تمّ السماح لها بتوجيه ضربةٍ لقاعدةٍ أميركيةٍ في قطر، إلّا أن الضربة كانت رمزيةً، لحفظ ماء الوجه فقط”.
وتابع الأمين: “برأيي، على الرغم من احتمال حصول بعض التوتّرات الموضعية هنا وهناك، إلا أن المسار العام يتجه نحو تثبيت وقف إطلاق النار، والبدء بالتفكير بمرحلة ما بعد الحرب، وبالمفاوضات السياسية لا بخيارات المواجهة مجدّدًا”.
وفي سياقٍ متصلٍ، لفت إلى أن “حزب الله تلقى رسالته قبل إيران. وأظهرت الوقائع أن إيران ليست بالعمق الاستراتيجي الذي صوّره البعض. فقد تمّ استهداف واغتيال قيادات عسكرية وأمنية بارزة، ما يثبت وجود اختراقاتٍ كبيرةٍ داخل البنية الإيرانية”.
وأكد الأمين أن مشروع إيران الإقليمي قد انتهى، مشدّدًا على أن طهران عادت إلى داخل حدودها الجغرافية، وسينعكس ذلك حتمًا على جميع أذرعها في المنطقة. وقال: “فكرة الأذرع والتمدّد من خلال دعمها باتت من الماضي، برأيي. أما حزب الله، فقد أعطى إشارةً إيجابيةً بعدم دخوله الحرب، وأعلن التزامه عدم التصعيد تجاه إسرائيل”.
وأوضح أنّ حزب الله لن يوجه رسائل تحدٍ لإسرائيل في المرحلة المقبلة، لكنّه قد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. غير أن الأمين يرى أن الحزب قبل 12 يومًا كان في وضع أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
وأضاف: “كلّ تأخير في اتخاذ القرار بالاندماج الفعلي في الحياة السياسية، والتخلي عن سلاحه، سيكلّف الحزب خسائر إضافية. قدرته على التمسّك بالسلاح تتراجع، وستتراجع أكثر. فهو بات أضعف مما كان عليه سابقًا”.
واعتبر الأمين أن المرحلة المقبلة ليست مرحلة اتفاقاتٍ سياسيةٍ مع حزب الله، بل مرحلة فرض الالتزام بشروط السيادة اللبنانية. وقال: “لا وجود لاتفاق جديد. لا مكان لسلاح خارج الدولة. ما يُطلب اليوم هو إنهاء الوضعية العسكرية للحزب، وهذه الوضعية ستنتهي”.
وبرّر ذلك بالقول: “لا مبرّر لبقاء السلاح. فهو لم يعد فعالًا في ردع إسرائيل، بل أصبح عائقًا أمام سيطرة الدولة وتثبيت سيادتها. كل الظروف أصبحت غير مناسبة لاستمراره، وفي نهاية المطاف سيُجبر حزب الله على الخضوع لهذه الخيارات الكبرى التي تُفرض على مستوى المنطقة”.
وختم الأمين: “صحيح أن حزب الله لا يزال يمتلك هامشًا داخليًا للمناورة، لكنه إذا أساء استخدامه، فسيتكبّد أضرارًا وخسائر إضافية هو بغنى عنها”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() لمتصفحي كروم… ميزة جديدة من غوغل تعرفوا عليها! | ![]() قبل إتمام صفقة “Scale”… “ميتا” حاولت الاستحواذ على “Runway AI” | ![]() مفاجأة غير متوقعة… ماذا حدث لركاب رحلة جوية بعد 15 ساعة من الطيران؟ |