فارس سعيد لـ”هنا لبنان”: لبنان أمام مفترق تاريخي… وتسليم سلاح “الحزب” بات أمرًا واقعًا

خاص 25 حزيران, 2025

كتبت سيلين يزبك لـ”هنا لبنان”:

 

قال النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، إنّ المنطقة بأكملها تمرّ اليوم في مرحلةٍ مفصليةٍ تُعيد إلى الأذهان أحداثًا كبرى من تاريخنا المعاصر. وأوضح أن “الكثيرين يشبّهون اللحظة الحالية بعام 1967، لكنّني أراها أقرب إلى عام 1920، عندما انهارت الإمبراطورية العثمانية وأُعيد ترسيم المنطقة وحدودها الجغرافية تحت الانتداب الفرنسي”، معتبرًا أن “ما يحصل اليوم هو تأسيس لمنطقة جديدة على أنقاض ما قبلها”.

وأضاف سعيد: “أصبح الحديث عن السلاح النووي حديثًا ناقصًا. الحرب الأخيرة فتحت الطريق أمام إعادة رسم المنطقة بالكامل، وستشهد ولادة مشهدٍ إقليميّ جديدٍ تحكمه ثلاث قوى غير عربية: تركيا، إسرائيل، وإيران”.
وتابع: “تركيا تدخل إلى المنطقة باسم الإسلام السياسي، إسرائيل من خلال الذّكاء الاصطناعي وقوّتها المالية والعسكرية، أمّا إيران فقد عزّزت نفوذها في كل البيئات الشيعيّة في العراق ولبنان والعالم العربي، لكنّها اليوم دخلت مرحلة المراجعة والانسحاب الهادئ”.

سلاح “حزب الله”… والواقع الجديد
وحول مستقبل سلاح “حزب الله”، قال سعيد: “قرار تسليم سلاح الحزب أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله. النقاش لم يعد حول ‘هل’، بل حول ‘كيف’، فبينما تطالب القوى السيادية بتنفيذ القرارات الدولية، يسعى الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تحويل هذا السلاح إلى مكاسب إدارية وسياسية”.
واعتبر أنه “من المُخجل أن يرفض الحزب تسليم سلاحه للدولة اللبنانية كما ينصّ الدستور، في حين يفضّل أن يخضع لشروط أميركا وإسرائيل. نعم، القرار صدر، والسلاح سيتم تسليمه عاجلًا أم آجلًا، لكنّ الصراع اليوم هو حول الشكل والتوقيت”.

الشيعة في مأزق… وبرّي يحاول إخفاء الهزيمة
وأكّد سعيد أن “الطائفة الشيعيّة تعيش اليوم، كما كلّ الطوائف اللبنانية، لحظة هزيمة، لكنّ أزمتها مضاعفة لأنّها رهنت مصيرها بحزبٍ واحد”. وأضاف: “الرئيس بري يحاول إخفاء هذه الهزيمة، لأنّه يعتبر أنّ إعلانها سيجعل الطوائف الأخرى تستخفّ بالشيعة وتستثمر في لحظة ضعفهم”.
وأشار إلى أن “الحزب تفادى الدخول المباشر في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وربّما لأنّه فقد القدرة، وربّما لأنه أدرك أنّ بيئته غير مهيّأة للمغامرة”، لافتًا إلى أن “لبنان بقي بمعزلٍ عن الحرب، وهذا يُسجّل أوّلًا للدولة اللبنانية التي قامت بما يجب، وثانيًا لحزب الله نفسه الذي وعى حدوده وللبيئة الشيعية التي لم تتجاوب مع دعوات التصعيد”.

الاستحقاق النيابي وسلاح الحزب
وتوقّع سعيد أن “يحاول الحزب تأجيل الإعلان عن تسليم السلاح إلى ما بعد انتخابات 2026، ليُبقي على عنصر القوة بيده ويضمن فوز 27 نائبًا، لكنّنا نأمل أن يحصل التسليم قبل الانتخابات، لأنّ نتائجه ستغيّر الخريطة الانتخابية ليس فقط عند الشيعة، بل في لبنان كله”.
وأضاف: “إذا تمّ تسليم السلاح، فقد نشهد ولادة طبقةٍ سياسيةٍ جديدةٍ تعبّر عن نبض اللبنانيين وتتجاوب مع التحوّلات الكبرى في المنطقة، وفي مقدمها مسار السلام”.

مشهد إقليمي جديد… وسوريا تغيّرت
وعن المشهد الإقليمي، شدّد سعيد على أن “الصورة تتغيّر في المنطقة، ودور سوريا اليوم ليس كما كان في السابق، حتى أنّ بعض التقارير الصحافية الغربية الأجنبية تتحدّث عن احتمال أن تكون استُخدِمت الأجواء السورية لضرب إيران من قبل إسرائيل”.
وختم سعيد: “المنطقة كلّها تُعاد صياغتها، وعلى لبنان أن يسعى للجلوس إلى الطاولة الكبرى التي تُرتّب الآن. لم يعد جائزًا أن نكون على الهامش، بل يجب أن نحدّد دورنا، وأن نكون على الموعد مع عناوين المرحلة المقبلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us