لبنان مجددًا أمام الاختبار الميداني… عودة الاستهدافات الإسرائيلية وسط مخاوف من تفاقم التصعيد

لبنان 28 حزيران, 2025

فور توقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، عاد التصعيد الميداني على الجبهة اللبنانية، حيث يعاود الجيش الإسرائيلي نشاطه واستهدافاته، ممّا يضع لبنان أمام اختبار جدي، ويؤكد مدى أهمية حسم ملف حزب الله وسحب السلاح، ويزيد الضغط على الدولة اللبنانية للبت في هذا الملف.

وفي التفاصيل، استهدفت موجة تألفت من أكثر من عشرين غارة منطقة النبطية الفوقا ومرتفعات كفرتبنيت وشقة سكنية في النبطية محدثة دمارًا هائلًا. إذ شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي أمس الجمعة سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحراج علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا، بصواريخ ارتجاجية. وبعد اقل من عشر دقائق جدد غاراته العنيفة على المنطقة نفسها.

وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي: “هاجمت طائرات جيش الدفاع موقعًا كان يُستخدم لادارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله في منطقة جبل الشقيف في جنوب لبنان. يعد هذا الموقع جزءًا من مشروع تحت الارض تم إخراجه عن الخدمة نتيجة غارات جيش الدفاع في المنطقة حيث رصد محاولات لإعادة إعماره ولذلك تمّت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة”.

واعتبر ان “وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”، مؤكدًا ان “جيش الدفاع لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”.
وفي وقتٍ لاحقٍ، أعلن أدرعي ان “الجيش الاسرائيلي لم يستهدف اي مبنى مدني، إذ بناءً على المعلومات الموجودة بحوزتنا فإن الحديث عن تعرض المبنى لإصابة قذيفة صاروخية كانت داخل الموقع وانطلقت وانفجرت نتيجة الغارة”.
وأضاف: “يواصل حزب الله تخزين قذائفه الصاروخية العدوانية بالقرب من المباني السكانية وسكان لبنان وتعريضهم للخطر”.
وتابع: “حزب الله يواصل المخاطرة بسكان جنوب لبنان في ضوء رفضه تسليم سلاحه للدولة اللبنانية”.

وحمّل أدرعي “الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري داخل أراضيها في ضوء عدم مصادرة أسلحة حزب الله الثقيلة وقذائفه الصاروخية”.
وختم: “جيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”.

وتحدثت معلومات إعلامية عن ترجيح انفجار مستودعات للأسلحة والذخائر لحزب الله من بينها شقة في النبطية التي قيل إنها تعرضت لغارة الأمر الذي ترجم بانفجارات متلاحقة تصاعدت من المناطق المستهدفة.

إلى ذلك، قامت مساء أمس وحدة من الجيش اللبناني وفوج الهندسة بالكشف على منازل في بلدة الخيام كان الجيش الإسرائيلي هدد بتفجيرها.

وكان التصعيد الإسرائيلي حاضرًا في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في السراي، عصر امس، فأعلن وزير الإعلام بول مرقص ردًّا على اسئلة الصحافيين، أنّه “على إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس ووقف هجماتها كي نتمكن من استكمال الموجبات علينا”.

وأفيد بان رئيس الجمهورية جوزاف عون تابع تطور الاستهدافات الإسرائيلية التي تعرضت لها منطقتا النبطية وإقليم التفاح، ولا سيما القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف الشقق السكنية والاحراج والتلال.
واطّلع الرئيس عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل على تفاصيل الاستهدافات معربًا عن إدانته الشديدة لاستمرار إسرائيل في أعمالها العسكرية مُنتهكة بذلك سيادة لبنان والاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي.
وقال الرئيس عون: “يبدو أن إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب على الرغم من المواقف المحلية والعربية والدولية التي تُدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط القرارات والدعوات الى وقف العنف والتصعيد في المنطقة الأمر الذي يستوجب تحركًا فاعلًا من المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق تشرين الثاني الماضي وأيدت مندرجاته وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، علمًا ان التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة”.

من جهته، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر “أكس”: “أُدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في محيط النبطية، والتي تمثّل خرقًا فاضحًا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تمّ التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكّل تهديدًا للاستقرار الذي نحرص على صونه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us