“أميركية” تخسر أموالها وسياراتها الفخمة احتيالاً في لبنان


خاص 2 تموز, 2025

وقعت مواطنة أميركية ضحية عملية احتيال معقدة نفذها شريكان في لبنان، بعد أن اقنعاها باستثمار أموالها في تجارة السيارات والشحن البحري. العملية التي بدأت بفتح حساب مصرفي مشترك انتهت بخسارتها مئات آلاف الدولارات، سيارات فخمة، وأثاث منزلي، بالإضافة إلى معدات بحرية وأموال نقدية

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

توطّدت علاقة سيدة أميركية بصاحب شركة تأجير يخوت في لبنان وخطيبته، لدرجة أنها قامت بفتح حساب مصرفي مشترك معهما من أجل القيام بأعمال تجارية منها شحن سيارات من الولايات المتحدة وبيعها في لبنان. تكبّدت السيدة مئات آلاف الدولارات من أجل إنجاح مشروعها لتكتشف متأخّرة أنها وقعت ضحية مناورات احتيالية خسّرتها أموالها وسياراتها.

المدعية كارول فولنر هي مواطنة أميركية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية، وقد تعرّفت إلى المدعى عليهما “ن.ف” و”س.خ” عن طريق ابنها “كريس” الذي عمل لسنوات في الشرق الأوسط. في آذار 2018، عرض المدعى عليهما عليها، مشروعاً تجاريّاً عبارة عن استقدام سيارات من أميركا إلى لبنان بغية المتاجرة وتحقيق الربح، وبهدف ذلك طلبا منها فتح حساب مصرفي في لبنان، موهمين إياها أنه لا يمكنها فتح الحساب بمفردها عملاً بالقوانين اللبنانية، بل يجب أن يكون أحدهما شريكاً معها للتمكن من إتمام جميع الإجراءات.

بالفعل، حضرت “كارول” إلى لبنان وفتحت الحساب المتفق عليه مع “ن.ف” في أحد المصارف اللبنانية وضخّت مبالغ نقدية فيه وصلت إلى مئة ألف دولار أميركي. وعملاً بالإتفاق الحاصل بينهما، قامت المدعية بشراء سيارتين الأولى نوع “رانج روڤر” بقيمة 42 ألف دولار والثانية نوع “ايسكيليد” بالقيمة نفسها جرى نقلهما من أميركا إلى لبنان. وبهدف شحن السيارات إلى لبنان، طلب المدعى عليهما من “كارول” التواصل مع شخص لبناني يقيم في الولايات المتحدة الأميركية يدعى “ج.ح” وهو يعمل في مجال شحن السيارات من أميركا إلى لبنان. وبتاريخ لاحق طلب المدعى عليه “س.خ” من المدعية، وبهدف إتمام معاملات التجارة بينهما، تحويل مبلغ 72 ألف دولار أميركي من حسابها في الولايات المتحدة إلى حسابه الشخصي في بنك عودة- فرع الأشرفية، حيث قامت وبناء لطلبه، بتحويل مبلغ 42 ألف دولار أميركي وتسديد المبلغ نقداً ، إضافة إلى قيامها وبطلب منه بتحويل مبلغ آخر إلى حساب المدعى عليه بقيمة 50 ألف دولار أميركي.

وذكرت المدعية خلال التحقيق، أن “سعيد” حاول إغراءها عن طريق إرسال صور لشاليه، مصرّحاً أنه سوف يقوم باستئجاره لها فأرسلت له مبلغ 7 آلاف دولار أميركي بهدف استئجاره ليتبيّن لها لاحقاً أنه هو من يملك الشاليه. وأضافت أنها قامت بشحن سيارتين وتسديد ثمن إحداها البالغ 45 ألف دولار أميركي بواسطة حوالة مصرفية من حسابها في الولايات المتحدة الأميركية إلى التاجر هناك، على الرغم من وجودها على الأراضي اللبنانية، وأن تلك السيارة مسجلة على اسم ابنها، كما أنها عادت وشحنت سيارتين إلى بيروت ثم قامت بعدها بشراء سيارة Monster Truck بقيمة 23 ألف دولار بواسطة حسابها المصرفي في أميركا حوّلته إلى صاحبها في ولاية هيوستن، وأن السيارة جرى شحنها الى بيروت.

لم تتوقف جرائم الاحتيال بحق المواطنة الأميركية عند هذا الحدّ، فقد طلب منها المدعى عليهما تأسيس شركة محدودة المسؤولية في لبنان لتسهيل عملية التجارة، فقاموا معاً بزيارة محامٍ في منطقة كوسبا وجرى الاتفاق على اسم الشركة، كما قامت المدعية بشحن أثاث منزلها من أميركا إلى لبنان لوضعه في الشاليه المذكور، وشحنت أيضاً معدات بحرية إلى لبنان بقيمة 16 ألف دولار تقريباً استولى عليها المدعى عليه لمصلحة شركته، وقد طلب منها أيضاً أن ترسل إليه معدات خاصة فقامت بشحنها إليه شخصيا وكانت قيمتها 2393 دولار، وعندما أرادت البدء بالعمل والاجتماع مع المدعى عليهما بدآ بالتهرّب والتملّص من ذلك تحت حجج واهية. بعد أشهر حاول المدعى عليه مطالبتها مجدداً بتحويل مبالغ إضافيّة لكنّها امتنعت عن ذلك بعدما شعرت أنها وقعت ضحية مناورة احتيالية.

كشفت المدعية في شكواها، أن المدعى عليه مطلوب في الولايات المتحدة الأميركية بقضايا احتيال وسرقة مبلغ عشرين ألف دولار، وأن الحساب المصرفي المشترك قد جرى إفراغه وسحب جميع الأموال من قبل المدعى عليها، وأن المدعى عليه طردها من المنزل وحجز جواز سفرها والأوراق العائدة لجيب Pathfinder كانت تستخدمه، كما قاما بسرقة قطعة مجوهرات من منزلها قيمتها 15 ألف دولار إضافة الى ماكينة “بورد” اشترتها بقيمة عشرة آلاف دولار لتبيعها في لبنان.

تمّ استدعاء المدعى عليها “ن.ف” فأفادت خلال التحقيقات الاستنطاقية بأنها شريكة مع المدعى عليه في شركة متخصصة بتأجير اليخوت، وأنها تعرفت من خلال الأخير إلى المدعية كونها كانت خطيبته ثم تزوجت منه، وأن المدعية كانت تحدثت مع المدعى عليه الذي كان على معرفة بابنها “كريس” لإنشاء استثمارات بينهما في لبنان من خلال استقدام سيارات من أميركا الى لبنان، وقالت أنها أرسلت للمدعى عليه مبلغاً من المال مع ابن المدعية وللحاجة إلى شخص موثوق لتحويل الابن المال إليه من الخارج تم فتح الحساب المشترك بين المدعية والمدعى عليها، وقامت المدعية بتحويل حوالات مالية بقيمة خمسين ألف دولار أميركي وأنها سحبت مبالغ مالية من الحساب المذكور وسلمته للمدعية بكاملها، كما طلب منها المدعى عليه عدة مرات سحب مبالغ مالية من الحساب لمصلحته ففعلت، وأنكرت تحويل أي مبلغ مالي لحسابها في لبنان أو الخارج.

قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب أصدر قراره مؤخراً في القضية فظنّ بالمدعى عليها “ن.ف” بجرم “حمل المدعية عن طريق المناورات الاحتيالية على تحويل مبالغ مالية إليها وقامت بالاستيلاء عليها” بمساعدة المدعى عليه (الذي توفي لاحقا) وذلك سندا للجرم المنصوص عنه في المادة 655 عقوبات من قانون العقوبات (عقوبتها السجن حتى ثلاث سنوات) وأحالها للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us