موجات حر قياسية تضرب أوروبا: تحذيرات أممية من “القاتل الصامت” وسط تزايد درجات الحرارة

عرب وعالم 2 تموز, 2025

تشهد أوروبا منذ بداية فصل الصيف موجات حرّ قياسية تهدد حياة الملايين، في ظلّ تحذيرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من ازدياد حدة وتكرار هذه الظاهرة بسبب التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري. هذه الموجات الحارة، التي وصفها خبراء الأمم المتحدة بـ”القاتل الصامت”، تفرض تحديات جسيمة على الدول الأوروبية، وتدفعها لاتخاذ إجراءات استثنائية لحماية السكان والحد من المخاطر الصحية والبيئية.

وفي التفاصيل، أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أمس الثلاثاء، أنّ العالم سيضطر إلى التأقلم مع موجات الحر، في حين تشهد أجزاء من أوروبا درجات حرارة مرتفعة في مطلع فصل الصيف.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنّ على الناس أن يتوقعوا في المستقبل موجات حر “أسوأ” وأكثر تواترا وشدّة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.

وباتت موجة الحرّ المبكرة التي تضرب غرب أوروبا وجنوبها تتّسع شمالا، معرّضة ملايين الأوروبيين لحرارة قياسية لم يعهدوها. وأطلقت تنبيهات من الحرّ الشديد الذي وصفته الأمم المتحدة بـ”القاتل الصامت”، الثلاثاء، في البرتغال واليونان وكرواتيا وصولا إلى ألمانيا والنمسا وسويسرا.

وقالت المنظمة العالمية إنّ التحذيرات المبكرة وخطط العمل المنسّقة أمران حاسمان لحماية السلامة العامّة.

كما أشارت إلى أنّه “نتيجة للتغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، أصبحت درجات الحرارة القصوى أكثر تواترا وشدّة. وهذا أمر علينا أن نتعلّم التعايش معه”.

وأضافت: “ما الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟ المزيد ممّا يحدث، بل أسوأ منه”.

حالة تأهب قصوى وإغلاق برج ايفل

وكانت قد أُعلنت حالة التأهب القصوى تحسّبا لارتفاع درجات الحرارة، في باريس، حيث أُغلق القسم العلوي من برج إيفل وحُظرت وسائل النقل المسببة للتلوّث، فيما فرضت قيود على السرعة في ظل موجة الحر التي تضرب أوروبا.

وترزح بلدان المتوسط انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية مرورا بفرنسا وإيطاليا ووصولا إلى البلقان واليونان تحت وطأة موجة الحر منذ أيام، ما استدعى إصدار تحذيرات صحية وتنبيهات من ازدياد خطر حرائق الغابات.

ويفيد علماء بأن التغيّر المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية يجعل من موجات الحر هذه أحداثا أكثر حدّة وتواترا وانتشارا.

ويتوقع أن تبلغ درجات الحرارة في فرنسا ذروتها، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، إذ صدر تحذير من الحر الشديد في 16 إقليما في أنحاء البلاد.

وأُعلنت ثاني أعلى درجات التأهّب في 68 إقليما آخر.

سحابة لولبية

وستشهد البرتغال بعض التحسن، بعد يومين على إعلان درجة التأهب القصوى في عدة مناطق بينها لشبونة مع تحذيرات بأنه سيتم خفضها إلى ثاني أقصى درجة في جميع المناطق الداخلية باستثناء ثمان.

لكن ما زال من المتوقع أن تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية في مدينة كاستل برانكو (وسط) وباجة وإيفورا في الجنوب فيما ستسجّل العاصمة 34 درجة مئوية.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن الأشخاص الذي يرتادون الشواطئ في شمال ووسط البرتغال رأوا على الأغلب “سحابة لولبية” نادرة من نوعها عند الساحل الاثنين.

وأظهرت صور تمّت مشاركتها على الشبكات الاجتماعية سحابة أفقية ضخمة تتجّه من الأفق نحو الشاطئ مصحوبة برياح عاتية لدى وصولها إلى البر.

ويتوقع أن تسجّل إسبانيا درجات حرارة تتراوح ما بين أواخر الثلاثينات ومنتصف الأربعينات بعدما وصلت إلى 46 درجة مئوية في الجنوب، في معدل قياسي جديد ليونيو/حزيران، بحسب هيئة الأرصاد الوطنية.

حالة تأهب

وأعلنت حالة التأهب القصوى في 18 مدينة إيطالية في الأيام المقبلة بينها روما وميلانو وفيرونا وبروجة وباليرمو، كما في منطقة البحر الأدرياتيكي على ساحل كرواتيا ومونتينيغرو.

وشهدت إيطاليا فيضانات الاثنين في منطقة بيمنته ناجمة عن الأمطار الغزيرة، أودت بحياة رجل يبلغ من العمر 70 عاما.

وما زال خطر اندلاع حرائق غابات مرتفعا في عدة مناطق برتغالية.

وليل الاثنين، عمل نحو 250 عنصر إطفاء على إخماد حريق في منطقة ألجوستريل الجنوبية.

وفي تركيا، أجلى عناصر الإنقاذ أكثر من 50 ألف شخص هددتهم سلسلة حرائق غابات، معظمهم من محافظة إزمير حيث أدت رياح بلغت سرعتها 120 كيلومترا في الساعة إلى اتساع رقعة الحريق.

كما اندلعت حرائق غابات في اليونان أيضا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us