الرد الأميركي وصل: نعم ولكن بشروط!

الرد الأميركي على الرد اللبناني يحمل عدة إيجابيات، خصوصاً مع تبني الفكرة اللبنانية القائمة على تزامن الخطوات والمراحل المتتالية، ولكن هذه المراحل لا يمكن أن تكون بمهل زمنية مفتوحة بل تخضع لمهل محددة أقصاها نهاية العام الحالي.. فهل يلتقط لبنان الفرصة الأخيرة أم أنّ “الحزب” سيقف مرة جديدة عائقاً أمام بناء الدولة؟
كتبت ريمان ضو لـ”هنا لبنان”:
لم يقطع الموفد الأميركي خيط التواصل مع المسؤولين اللبنانيين منذ لحظة مغادرته بيروت، ولم يغب الملف اللبناني عن أجندته ولقاءاته الإعلامية المكثفة في الفترة الأخيرة.
قبل مغادرته لبنان تحدث توم باراك أنه سيعود خلال أسبوعين بعد الاستماع إلى ملاحظات واشنطن وعرض الرد اللبناني على الجانب الإسرائيلي للحصول على ردهم على الرد. وقبل انتهاء مهلة الأسبوعين، وصل الرد الأميركي على الملاحظات اللبنانية إلى دوائر القرار في لبنان.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ “هنا لبنان” أنّ الرد الأميركي على الرد اللبناني وصل عبر السفارة الأميركية في بيروت، وتسلمه الرؤساء الثلاثة على أن يعكفوا على دراسته في الساعات المقبلة. ويحمل الرد عدة إيجابيات، خصوصاً مع تبني الفكرة اللبنانية القائمة على تزامن الخطوات والمراحل المتتالية، وهي صيغة مرنة تسهل التفاوض.
إلّا أنّ المرونة الأميركية، وفق المصادر، مقرونة بشروط.
فهذه المراحل المتتالية لا يمكن أن تكون بمهل زمنية مفتوحة، بل تخضع لمهل محددة تنتهي في آخر مراحلها، وفي أقصى حد في نهاية العام الحالي، مما يعني أنّ الأميركيين لا يريدون أن تمتد العملية بلا أفق.
وتحديد نهاية العام قد يكون عامل ضغط، لكنه أيضاً يعطي فرصة حقيقية لتحقيق تقدم ملموس.
يتكتم لبنان الرسمي على مضمون الورقة، والملاحظات الأميركية، حرصاً على نجاح المفاوضات، وهو الأمر الذي أثار إعجاب توم باراك وقد عبّر عنه صراحة في مقابلته التلفزيونية مع الإعلامي ريكاردو كرم.
وتضيف المعلومات أنّ توم باراك الذي بقي بعد مغادرته لبنان، على تواصل شبه يومي مع المسؤولين اللبنانيين، كان قد أبلغ لبنان الرسمي أنّ الرد الإسرائيلي الأولي على الورقة اللبنانية إيجابي.
وترتكز الملاحظات الأميركية على بند سلاح حزب الله، وتطالب واشنطن بالتزامات لبنانية، ومقاربة واضحة للانتهاء من هذا الملف، وهي إن كانت تؤيد مسار رئيس الجمهورية من خلال الحوار مع حزب الله، إلا أنها ترى أنّ هذا الحوار يجب أن يفضي إلى نتائج واضحة تنتهي بتسليم سلاح حزب الله الثقيل على الأقل، كما قال باراك وهي الصواريخ والمسيرات التي تهدد أمن إسرائيل.
وتضيف المصادر أنّ حزب الله بإعلانه هذه المرة عدم التزامه بأي اتفاق، إنما يسعى من خلال ذلك إلى إبقاء هامش المناورة مفتوحاً حتى لا يقيّد نفسه سياسياً أو ميدانياً، بأي التزام رسمي ولا يتحمل مسؤولية أي اتفاق، كما حصل عندما وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، وسمع فيما بعد انتقادات أنه وافق على اتفاق يسمح لإسرائيل بالبقاء في لبنان وتنفيذ اغتيالات والقيام بخروقات يومية.
وهو بذلك يضع الطابة في ملعب الدولة بإعلانه أنه يقف خلفها وتسليم الرئيس نبيه بري ملف التفاوض، وهو لا يراهن على التزام إسرائيل، ولكنه لا يمانع بإعطاء فرصة للمسار التفاوضي، إنما أن تتولّاه الدولة رسمياً.
هي أيام مفصلية قبل عودة باراك إلى العاصمة اللبنانية، فهل يلتقط لبنان الفرصة التي قد تكون الأخيرة للنهوض واللحاق بالتقدم الحاصل في ملفات المنطقة، أم أنّ حزب الله سيقف مرة جديدة عائقاً أمام بناء الدولة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “الحزب” يتمرد على الشرعية اللبنانية.. وبوادر خلاف مع بري | ![]() التعيينات القضائية بين فكَّيْ بري ونصار… لمن الغلبة؟! | ![]() باراك يطرح خارطة طريق لتسليم سلاح “الحزب”.. والرؤساء يدرسون الرد! |