السويداء تفرض نفسها على “الأجندة اللبنانية”


خاص 19 تموز, 2025

أبرز مَن رَصَدَ المخاوف هو الجيش اللبناني، الذي أعلن حيال “التطوّرات المعقّدة في المنطقة”، أنّه “لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي”.

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

يندر أن يحصل شيء في المنطقة من دون أن يتأثّر فيه لبنان، فكيف إذا كان الحدث في البلد الأقرب، وهو سوريا؟ وكيف إذا كان أطراف الحدث لديهم عمق في لبنان.
طرفا الصراع أبناء طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء من جهةٍ، وأبناء العشائر المعروفين بالبدو من جهةٍ أخرى. للطرفَيْن امتدادات في لبنان، فللموحدين الدروز زعامات على رأسها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وانتشار في الشوف وعاليه والمتن الأعلى والمتن الشمالي والبقاع الغربي وحاصبيا. وفي المقابل، هناك اتحاد العشائر في لبنان، أي الثقل السني، المُنتشر على معظم الخريطة اللبنانية.
في السويداء صراع درزي – سني، لا لبس فيه، فهل ينجو لبنان من ارتداداته؟

زعيم المختارة، وليد جنبلاط، استشعر الارتدادات على لبنان، فكانت له مبادرة أطلقها من الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامّة للمجلس المذهبي الدرزي، ومن أبرز بنودها، في شقّها اللبناني:
وقف الحملات التحريضية في لبنان، الداخلية والخارجية، واستنكار تلك الدعوات لقطع الطرقات، مُتسائلًا: “نقطع الطرقات على مَن؟ نقطع الطرقات على أنفسنا؟ ألا ندرك أنّنا إذا قطعنا الطريق هنا… قطع الآخر الطريق هناك؟”.
السؤال هنا، مَن قصد جنبلاط “بالآخر الذي يقطع الطريق هناك”؟ هل هذا “الآخر” داخلي أم خارجي؟

لم يقتصر كلام جنبلاط على إطلاق المبادرة، بل توجّه بالكلام إلى الحكومة السورية طالبًا حصر الموضوع في محيط السويداء، أي أن تمون على البدو، بأنّ قسمًا من المشكل في السويداء هو مع بعض من البدو.
وأخطر ما قاله جنبلاط تخوّفه من أن يؤدّي التحريض “للوصول الى المشكل بين البدو في سوريا وربّما خارج سوريا، ودروز سوريا”.
كما تخوَّف جنبلاط من “أنّنا في بداية مشكل طويل جدًا، ونحن في بداية فرز حتى على الصعيد المذهبي”.

لم يقتصر التخوّف ممّا صدر عن جنبلاط، بل كان هناك موقف في غاية الأهمية صدر عن “اتحاد العشائر العربية في لبنان”؛ الموقف دعا “إلى وقف الحملات التحريضية سواء من داخل لبنان أو من خارجه، لما لها من أثر سلبي في إشعال الفتنة، وتأجيج الصراع”.
الأهمّ من كل ذلك أن “اتحاد العشائر العربية” دعا إلى “ضرورة حصر السلاح بيد الدولة السورية فقط، ورفض كل أشكال التسلّح والانفلات الأمني”، هنا يغمز اتحاد العشائر العربية من السلاح في السويداء، مطالبًا بشكلٍ أو بآخر بنزعه.

السؤال هنا، هل سيتمكن لبنان من تجاوز “قطوع” الارتدادات؟
الجواب يحتاج إلى عناية فائقة، وأبرز مَن رصد المخاوف هو الجيش اللبناني، الذي حيال “التطوّرات المعقّدة في المنطقة”، أعلن أنه “لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي”.

مُجدّدًا، هل يتجاوز لبنان “قطوع السويداء”؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us